بدّل العديد من السفن التي كانت ترفع العلم الروسي أعلامها إلى دول أخرى في مارس، بمعدل قياسي، لإخفاء علاقاتها مع موسكو وتجنب الوقوع في فخ العقوبات بسبب الهجوم على أوكرانيا، وفقاً لتقرير من شركة الاستشارات البحرية ويندوارد.
وأظهر التقرير أن 18 سفينة، بما في ذلك 11 سفينة شحن، رفعت أعلام غير روسية الشهر الماضي. ويمثل هذا أكثر من 3 أضعاف المتوسط الشهري للسفن الروسية التي تستبدل أعلامها، كما أنها المرة الأولى التي يصل فيها الرقم إلى عدد من رقمين، استناداً إلى البيانات التي تعود إلى يناير 2020.
وتزامن تسارع تغيير الأعلام مع اختفاء السفن الروسية من ناقلات النفط إلى اليخوت التي تقدر بملايين الدولارات التي يملكها الأثرياء الروس المقربون من السلطة، إذ لجأت إلى إيقاف تشغيل أنظمة تحديد الهوية وتتبع المواقع التي يجب أن تكون دائماً في وضع التشغيل أثناء الإبحار، وتساعد هذه الممارسات في تجنب الاكتشاف، إلا أنها يمكن أن تشكل مخاطر على السلامة البحرية.
وشددت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلفاء آخرين العقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا الذي بدأ في أواخر فبراير.
وأصدر الرئيس الأميركي جو بايدن أمراً تنفيذياً في 8 مارس يحظر واردات النفط والغاز الروسي إلى بلاده، بينما قالت المملكة المتحدة إنها ستوقف واردات النفط تدريجياً بحلول نهاية العام. ومنعت الدولتان، إلى جانب كندا، السفن الروسية من دخول موانيهما.
ومن بين السفن الـ 18 التي غيرت أعلامها خلال مارس، كانت 5 سفن منها مرتبطة مباشرة بالمالكين الروس، فيما تعود ملكية 11 سفينة شحن تنتمي جميعها إلى أسطول واحد لشركة إماراتية، وجميعهم قاموا بتحويل الأعلام إلى جزر مارشال، فيما تم تغيير أعلام 3 سفن إلى أعلام سانت كيتس ونيفيس.
وقال التقرير، إن تبديل الأعلام ليس أمراً غير معتاد بالضرورة - فهو يحدث أحياناً بسبب تغيير في الملكية أو منطقة التشغيل، وقارن المعدلات الخاصة بالسفن الروسية مع نظيرتها السنغافورية، والتي كان المتوسط الشهري لها في العام الماضي 17 تغيير للأعلام، بينما بلغ متوسط اليابان 5 أعلام شهرياً هذا العام. ومع ذلك، تظل هذه الأرقام ثابتة.
وأظهرت بيانات ويندوارد أن التغييرات في بيانات الأسطول الروسي، البالغ قوامه 3300 سفينة قفزت فجأة، حيث لم تتجاوز مطلقاً أكثر من 9 في أي شهر منذ يناير 2020.