وليد صبري




* ألم الصدر وانتفاخ البطن والإرهاق وضيق التنفس أبرز أعراض أمراض صمامات القلب

* قسطرة القلب والتصوير بالأشعة السينية والرنين المغناطيسي من بين طرق التشخيص

* فشل القلب والسَّكتة الدماغية والجلطات الدموية والوفاة أبرز مضاعفات المرض

* التدخل الجراحي لإصلاح الصمام المصاب أو استبداله على حسب شدة الضيق

* كبر السن وأمراض الضغط والسكري والكوليسترول من عوامل الخطر


كشفت اختصاصية أمراض القلب، بمستشفى السلام التخصصي، والحاصلة على درجة الدكتوراه في أمراض القلب والأوعية الدموية، د.شيماء عبدالمعبود، عن أن هناك طفرة علاجية لعلاج أمراض صمامات القلب عن طريق استخدام "القسطرة التداخلية"، مشيرة إلى أن الإصابة إما تكون ناتجة عن عيب خلقي، أو الإصابة بالميكروب السبحي الذي يؤدى إلى الروماتيزم وتشويه الصمام.

وأضافت في لقاء مع "الوطن الطبية" أن مشكلات الصمامات قد تحدث نتيجة أمراض وأسباب أخرى وتشمل، التهاب الشغاف "التهاب في البطانة الداخلية للقلب نتيجة عدوى بكتيرية"، والعدوى، والحمى الروماتيزمية، والنوبات القلبية، ومرض الشريان التاجي، ومرض الزهري، وتصلب الشرايين، والذئبة الحمراء. وإلى نص اللقاء:

ماذا عن صمامات القلب؟

- يحتوي القلب على 4 صمامات للحفاظ على سريان الدم في الاتجاه الصحيح، وفي بعض الحالات، لا ينفتح أو ينغلق صمام أو أكثر بشكل سليم، نتيجة الإصابة بمرض اعتلال صمامات القلب، فيما يعتمد العلاج على حالة الصمام المصابة ونوع المرض وشدته، وأحياناً يتطلب اعتلال صمام القلب التدخل الجراحي أو ترميم صمام القلب أو استبداله وهناك طفرة حديثة في العلاج باستبدال الصمامات بدلاً من التدخل الجراحي ويمكن إجراؤها بالقسطرة القلبية.

ماذا عن أسباب الإصابة؟

- الإصابة إما نتيجة عيب خلقي، أو الإصابة بالميكروب السبحي الذي يؤدى إلى الروماتيزم وتشويه الصمام.

هل لنا أن نتطرق إلى أكثر أمراض صمامات القلب شيوعاً؟

- أكثر أمراض صمامات القلب شيوعاً هي:

* تضيق أو تصلب الصمامات: عندما لا يفتح الصمام بشكل كافٍ ويمنع تدفق الدم.

* القلس: عندما يتسرب الدم مرة أخرى عبر الصمام للخلف.

* تدلي الصمامات: وفيه تكون طيّات الصمام مرنة ولا تغلق بإحكام.

* رتق الصمامات: وهي حالة يكون فيها الصمام مفقوداً، أو به عيب خلقي.

وقد تحدث مشكلات الصمامات نتيجة أمراض وأسباب أخرى وتشمل:

* التهاب الشغاف "التهاب في البطانة الداخلية للقلب نتيجة عدوى بكتيرية".

* العدوى.

* الحمى الروماتيزمية "مرض التهابي تسببه عدوى ببكتيريا المكورات السبحية – Streptococcus".

* النوبات القلبية.

* مرض الشريان التاجي، وهو تضيق وتصلب في الشرايين التي تغذي القلب.

* مرض الزهري، وهو مرض ينتقل عن الاتصال الجنسي وقد يتسبب في مشكلات في القلب وصماماته.

* ارتفاع ضغط الدم.

* تمدد الشريان الأبهري.

* تصلب الشرايين.

* الذئبة الحمراء، وهو اضطراب في المناعة الذاتية.

* متلازمة مارفان، وهي اضطراب وراثي يؤثر في النسيج الضام في الجسم. يحافظ النسيج الضام على جميع خلايا وأعضاء وأنسجة الجسم معًا، بما في ذلك القلب. قد يُصاب الأشخاص المصابون بمتلازمة مارفان بتدلي الصمام التاجي وقلس الصمام الأبهري.

* العلاج الإشعاعي "الإشعاع على الصدر"، أظهرت الدراسات أن الناجين من سرطان الأطفال الذين خضعوا للعلاج الإشعاعي تزداد لديهم فرص الإصابة بأمراض الصمامات في وقت لاحق من حياتهم.

* اضطرابات التمثيل الغذائي مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

* ورم في القلب.

* بعض الأدوية.

ماذا عن الأعراض؟

- تتمثل الأعراض في الشعور بألم الصدر، وانتفاخ البطن "يحدث بكثرة في حالات قلس الصمام الثلاثي الشرفات المتقدمة"، والإرهاق، وضيق النفس خاصة عند ممارسة النشاط أو الاستلقاء، وتورم الكاحلين والقدمين، والدوار، والإغماء، وضربات القلب غير المنتظمة، وإذا ظهر على المريض أية أعراض توحي بالإصابة باعتلال صمامات القلب فإنه عليه على الفور التوجه إلى الطبيب المعالج.

كيف يتم تشخيص أمراض صمامات القلب؟

- يتم تشخيص أمراض صمامات القلب عن طريق:

* مخطط كهربية القلب "رسم القلب": هو اختبار يوضح النشاط الكهربائي للقلب، ويُستخدم هذا الاختبار للتحقق من معدل ضربات القلب وإيقاعها، ويكشف عن عدم انتظام ضربات القلب الناتج من مشكلة في القلب أو الصمامات.

* مخطط صدى القلب "الإيكو": يُستخدم مخطط صدى القلب بالموجات فوق الصوتية لإنشاء صورة لصمامات القلب وغرفه، وسيظهر إذا كانت هناك مشكلة في صمام القلب ونوع المشكلة.

* قسطرة القلب: هي اختبار آخر يُستخدم لتشخيص اضطرابات الصمام، ويستخدم هذا الاختبار أنبوباً رفيعاً أو قسطرة بكاميرا لالتقاط صور للقلب والأوعية الدموية، وتساعد القسطرة على تحديد نوع وشدة اضطراب الصمام وتقييم صحة القلب بصفة عامة.

* تصوير الصدر بالأشعة السينية: قد يطلب الطبيب إجراء أشعة سينية على الصدر لالتقاط صورة للقلب، والتي يمكن من خلالها معرفة ما إذا كان القلب متضخماً، ما قد يشير إلى وجود مشكلة في الصمامات.

* الرنين المغناطيسي "MRI": يساعد الرنين المغناطيسي على إنتاج صور تفصيلية ثابتة ومتحركة للقلب، ما يساعد على تأكيد التشخيص والسماح للطبيب بتحديد أفضل علاج لاضطراب الصمامات، والكشف عن أي مشكلات في هيكل القلب ووظيفته.

* اختبار الإجهاد "رسم القلب بالمجهود": يساعد هذا الاختبار على تحديد كيفية تأثر القلب والصمامات ببذل المجهود البدني وقدرة القلب على ضخ الدم، ما يساعد الطبيب على تقييم مدى شدة الحالة.

ما هي عوامل الخطر؟

- هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض صمام القلب، ومنها، كِبَر السن، وتاريخ أنواع معينة من العدوى يُمكن أن تُؤثر على القلب، وتاريخ أنواع معينة من أمراض القلب أو النوبات القلبية، وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليستيرول في الدم والسُّكَّري وعوامل خطر أمراض القلب الأخرى، بالإضافة إلى حالات القلب الموجودة عند الولادة "مرض القلب الخلقي"، كما لابد أن ننوه إلى ضرورة الوقاية من المرض خاصة لدى الفتيات والسيدات، وذلك عن طريق الوقاية من الإصابة بأمراض الروماتيزم، لأن ذلك ربما يؤثر سلباً على صحتها ويمنعها من الحمل بسبب احتمال الإصابة بضيق شديد في الشريان الرئوي، وكذلك الأمر بالنسبة للفتيات اللاتي لديهن مشاكل روماتيزم على القلب واضطررن لتركيب صمام بديل معدني فهذا يؤدي إلى صعوبة الحمل والإنجاب لأنهن يتناولن أدوية سيولة ويحرمن من تناول أكلات معينة.

ماذا عن المضاعفات؟

- يمكن أن يسبِّب مرض صمام القلب العديدَ من المضاعفات، ومن بينها ما يلي:

* فشل القلب.

* السَّكتة الدماغية.

* الجلطات الدموية.

* عدم انتظام ضربات القلب.

* الوفاة.

ما هي طرق علاج أمراض صمامات القلب؟

- يحتاج بعض المرضى إلى علاج نتيجة ضيق الصمامات، بينما يحتاج البعض إلى عملية جراحية لاستبدال الصمام أو إصلاحه، ويعتمد الأمر على شدة الضيق، وعمر المريض، وحالته الصحية، والصمام المتأثر، كذلك تختلف خيارات علاج القلس من شخص إلى آخر ففي الوقت الذي يحتاج فيه البعض إلى مراقبة حالتهم فقط دون علاج، يحتاج البعض الآخر إلى أدوية أو جراحة لإصلاح الصمام أو استبداله، وبصفة عامة تشمل خيارات العلاج لمشكلات الصمامات ما يلي:

* الأدوية: قد يصف الطبيب الأدوية إذا كانت مشكلة الصمامات يصاحبها أعراض، وهذه الأدوية لا تعالج مرض الصمامات ولكنها قد تخفف من التورم أو قد تساعد على تنظيم ضربات القلب، وتشمل، مدرات البول: لتقليل التورم وتراكم السوائل في الجسم.

- مميعات الدم: لمنع تجلط الدم وتقليل مشكلات القلب الأخرى.

- الأدوية المنظمة لضربات القلب: لعلاج ضربات القلب السريعة أو غير المنتظمة.

- موسعات الأوعية الدموية: لعلاج ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب.

- المضادات الحيوية: قد يصف الطبيب المضادات الحيوية قصيرة المدى قبل الجراحة للوقاية من التهاب الشغاف المعدي، وقد يصف المضادات الحيوية على المدى الطويل لمنع التهاب الحلق إذا كان المريض يعاني من الحمى الروماتيزمية.

وإذا كان المريض يعاني من مرض في القلب بالإضافة إلى مشكلات الصمامات "مثل أمراض القلب التاجية أو قصور القلب"، فقد يصف الطبيب أدوية لتقليل العبء على القلب وتخفيف الأعراض.

* الجراحة: في بعض الحالات قد يلجأ الطبيب للجراحة، سواء جراحة لإصلاح الصمام المصاب أو لاستبداله.

- جراحة إصلاح الصمام: يمكن إصلاح الصمامات عن طريق ترقيع الثقوب أو التمزق، أو إعادة تشكيل الصمام، أو فصل وريقات الصمام حتى تتمكن من الفتح والغلق بشكل طبيعي. كذلك قد يحتاج المريض لعملية رأب الصمام لعلاج التضيق، وفيها يُستخدم بالون في نهاية قسطرة رفيعة عبر وعاء دموي في الفخذ وتوجيهها إلى القلب لتوسيع فتحة الصمام، وقد يوصي الطبيب بجراحة نزع الكلس لإزالة رواسب الكالسيوم لاستعادة مرونة الصمامات، ما يساعد على غلقها بشكل صحيح.

- جراحة استبدال الصمام: إذا تعذر على الطبيب إصلاح صمام القلب المعيوب يتم إزالته جراحياً واستبداله بصمام ميكانيكي "مصنوع من معادن متينة وكربون وبلاستيك" أو صمام بيولوجي "صمام حيواني" من خلال عملية القلب المفتوح.

- استبدال الصمامات باستخدام القسطرة: واحد من البدائل الجراحية لعملية القلب المفتوح لاستبدال الصمام الأبهري التالف، هو إجراء أقل توغلًا يُسمى زرع الصمام الأبهري عبر القسطرة، وفيه يتم إدخال الصمام البديل من خلال قسطرة يتم توجيهها إلى القلب باستخدام الموجات فوق الصوتية والأشعة السينية.

وهناك طفرة علمية في الآونة الأخيرة تتعلق بأن العلاج لا يقتصر على الجراحة، لكن هناك أيضاً العلاج بالقسطرة التداخلية وليست الجراحية، حيث يمكن زراعة الصمام الجديد، وبالتالي لتغيير الصمامات لاسيما صمام الأورطى يكون لحالات مرضية معينة.