وليد صبري




* مريض الفم والأسنان يستطيع الصوم بشكل طبيعي باستثناء الحالات الطارئة


* لابد من مراجعة طبيب الأسنان قبل رمضان لتنظيف الأسنان وعلاج مشاكل اللثة

* ضرورة شرب كميات كافية من الماء عند الإفطار والإقلال العصائر والحلويات

* الصيام يؤدي إلى الجفاف ونقص إفراز اللعاب المسؤول عن ترطيب الفم واللثة والغشاء المخاطي الفموي

* تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون والخيط الطبي والغسول بعد كل وجبة


أكد اختصاصي جراحة الفم والوجه والفكين وزراعة الأسنان، د.محمد قحطان جبر، أن "مريض الفم والأسنان يستطيع أن يصوم بشكل طبيعي تماماً ما لم تكن هناك حالات طارئة مثل خراجات الفم والأسنان أو بعض الجراحات والتي تستدعي تناول الأدوية في وقتها المحدد والحفاظ على الفم رطباً"، منوهاً إلى أنه "لابد من مراجعة طبيب الأسنان قبل رمضان لتنظيف الأسنان وعلاج مشاكل اللثة".

ونصح د.قحطان في تصريحات لـ"الوطن الطبية"، "بضرورة شرب كميات كافية من الماء عند الإفطار والإقلال من العصائر والحلويات"، مشيراً إلى أن "الصيام يؤدي إلى الجفاف ونقص إفراز اللعاب المسؤول عن ترطيب الفم واللثة والغشاء المخاطي الفموي"، مشدداً على "ضرورة تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون والخيط الطبي والغسول بعد كل وجبة".

وقال "يطل علينا بعد عدة أيام شهر رمضان الفضيل أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات، حيث يتميز هذا الشهر الفضيل بخصوصية كبيرة لما فيه من الخيرات والبركات ولما فيه من أجواء رمضانية خاصة يتغير فيها نمط الحياة الاعتيادي ابتداء من تغير في ساعات النوم إلى تغيرات في العادات الغذائية، إضافة إلى النشاط الاجتماعي والأسري الذي يزداد بشكل كبير خلال هذا الشهر الفضيل وما يحمله من توادّ وتراحم وتآلف بين أفراد المجتمع، حيث يميل معظم الناس إلى تأجيل كل ما يمكن تأجيله من وتيرة الحياة المتسارعة والانشغال بالعبادات والطاعات وصلة القربى إذ تزداد التجمعات العائلية وتكبر موائد الطعام التي تحوي على كل ما لذ وطاب حيث يتحول هذا الشهر عند الكثيرين إلى مهرجان للطعام".

وتابع: "لذلك لابد لنا أن نقف للحظة ونفكر قليلاً قبل أن نطلق العنان للنفس لتأكل وتشرب كما تشاء بعد ساعات الصيام الطويلة، حيث يعتبر شهر رمضان فرصة ذهبية جداً لإصلاح عاداتنا الغذائية والاهتمام بصحتنا العامة والتي تشكل صحة الفم والأسنان جزءاً لا يتجزأ منها، فإننا أثناء الصيام نتوقف بشكل كامل عن كل أشكال الطعام والشراب منذ أذن الفجر حتى أذان المغرب، أكثر من ثلاث عشرة ساعة، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض مستوى السوائل في الجسم وخصوصاً الماء حيث يشعر الكثير بقليل من الجفاف لأن الجسم لا يتوقف عن أداء وظائفه الحيوية ويتجلى ذلك بالشعور بالعطش والجفاف في منطقة الفم والبلعوم، فكيف يتعامل الأشخاص الذين لديهم مشاكل في الأسنان مع هذا الشهر الفضيل حتى يتمكنوا من الصيام بشكل طبيعي ومريح؟".

وذكر د.قحطان أن "أفضل شيء يقوم به الشخص هو أن يراجع طبيب الأسنان قبل بداية الشهر الفضيل من أجل الفحص الدوري وعمل تنظيف للأسنان ومعالجة كل مشاكل اللثة قبل البدء بالصيام، الأمر الذي يمنحه الشعور بالصحة والانتعاش والتخفيف من رائحة الفم التي تكون بسبب ترسبات وتصبغات سابقة على الأسنان أو التهابات في اللثة، كما أن مريض الفم والأسنان يستطيع أن يصوم بشكل طبيعي تماماً ما لم تكن هناك حالات طارئة مثل خراجات الفم والأسنان أو بعض الجراحات والتي تستدعي تناول الأدوية في وقتها المحدد والحفاظ على الفم رطباً والذي يكون بسبب الماء واللعاب "الذي يشكل الماء معظم تركيبه"".

ونوه إلى أن "الصيام يؤدي إلى جفاف بسيط بسبب نقص الماء، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى نقص إفراز اللعاب الذي يقوم بترطيب الفم واللثة والغشاء المخاطي الفموي، كما أن اللعاب يحوي على العديد من الأجسام المناعية التي تحافظ على صحة الفم والأسنان، كما له دور كبير في تعديل الحموضة والقلوية وبالتالي لا يسمح للجراثيم بالتكاثر، كما يمكن للمرضى أيضاً معالجة أسنانهم خلال شهر رمضان، حيث إن معظم المعالجات لا تفسد الصيام بشرط تجنُّب ابتلاع الماء أثناء المعالجة والذي ينتج عن استخدام الأدوات والأجهزة، كما أن إبر التخدير لا تفسد الصيام وإذا كان المريض في ريبة من ذلك فيمكنه إجراء المعالجات بعد الإفطار، فالأمور سهلة وميسرة".

وذكر أنه "لذلك لكي يحافظ المرضى على أسنانهم في الشهر الفضيل يجب عليهم شرب كمية كافية من الماء عند الإفطار والتقليل قدر الإمكان من العصائر والمشروبات المحلاة والحلويات والتي تحتوي على كميات مرتفعة من السكريات التي تتحلل وتتحول لحموض تؤثر على ميناء الأسنان وتسبب التهابات في اللثة ورائحة في الفم".

ونصح د.قحطان "بتناول كمية بسيطة من الطعام عند الإفطار "مثلا، ماء وبضع تمرات مع قليل من الحساء وقليل من سلطة الخضراوات" وبعدها بعدة ساعات نتناول وجبة أخرى"، مضيفاً "من هنا نرى أبرز العادات البحرينية الجميلة في شهر رمضان وهو مفهوم "الغبقة" حيث إنه بعد الصيام لساعات طويلة يكون الجسم متعطشاً للسوائل والغذاء، فالإقبال على وجبة كبيرة ودسمة مباشرة يؤدي إلى إرباك في الجهاز الهضمي والشعور بالتثاقل، فعند تناول وجبة إفطار خفيفة مع شرب كمية كافية من الماء تتم تهيئة الجسم بهدوء وسلاسة لتناول الوجبة الثانية بعد بضع ساعات وبالتالي يستعيد الجسم توازن السوائل فيه بهدوء ويعود إفراز اللعاب إلى مستوياته الطبيعية كما أنه لا يتم تشكيل أي عبء أو إجهاد على باقي أعضاء الجسم كالمعدة والأمعاء والكبد والكلية".

وشدد د.قحطان على أنه "لابد أن نركز بشكل كبير على تنظيف الأسنان جيداً باستخدام الفرشاة ومعجون الأسنان واستخدام الخيط الطبي والغسول الفموي بعد كل وجبة، وخصوصاً بعد السحور وقبل البدء بالصيام، للتأكد من عدم ترك أي بقايا أطعمة أو مشروبات سكرية يمكن أن تتحلل وتشكّل حموضاً وترفع معدل الحموضة في الفم، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تسوسات في الأسنان والتهابات في اللثة". وخلص إلى أن "شهر رمضان الفضيل فرصة كبيرة للاهتمام بصحتنا وصحة أسناننا".