وليد صبري




* زراعة الأسنان عمل بسيط بأيدي المحترفين


* زراعة الأسنان أسهل من خلع السن بحد ذاته


حدد اختصاصي جراحة الفم والوجه والفكين وزراعة الأسنان، د. محمد قحطان جبر، "مجموعة من الشروط الخاصة والمجتمعة معاً من أجل الزرع الفوري للأسنان حيث تتمثل في موافقة المريض على الزرع الفوري، وأن يكون المريض ليس لديه وقت كاف للانتظار "لدواعي السفر"، وتجنب الزرع الفوري في الأسنان الخلفية متعددة الجذور، والزرع في الأسنان الأمامية أحادية الجذر مع عدم وجود ميلان أو انحناءات في الجذور، وإمكانية التحكم بمحور الزرعة بشكل صحيح أو أقرب للصحيح، والحصول على ثبات أولي كاف للزرعة، والإغلاق الجيد للجرح، ووجود سماكة لثوية كافية يمكن أن تغطي العيب التجميلي الناتج عن الامتصاص الأولي البسيط إذا ظهر".

وقال د. قحطان في تصريحات لـ"الوطن الطبية" إن "زراعة الأسنان بشكل عام هي التعويض عن الأسنان المفقودة بوضع أو غرس زرعات سنية في عظم الفك والتي تحمل أسنانا اصطناعية تعوض عن الأسنان الطبيعية المفقودة، ولقد أصبحت زراعة الأسنان إجراء منتشرا وشائعا وبسيطا نظرا لتطور العلم والأدوات والتقنيات لدرجة أصبحت زراعة الأسنان أسهل من خلع السن بحد ذاته، ومع تطور أنظمة الزرع التي تنتجها الشركات ظهرت تقنيات وأساليب مختلفة لطرق الزراعة".

وذكر أنه "يقصد بنظام الزرع الصادر عن شركة ما هو اسم الإصدار الذي تحمله الزرعات وأشكالها ومقاساتها إضافة إلى علبة الأدوات الخاصة بهذه الزرعات والتي تتضمن أدوات حفر العظم ومفاتيح البراغي ومفاتيح الشد وأدوات أخرى إضافة إلى ملحقات نظام الزرع وهي قطع متنوعة وكثيرة تستخدم لإتمام عملية الزرع والتركيب".

وأوضح د. قحطان أن "الموضوع مشابه بشكل كبير لأجهزة الهاتف الذكية حيث هناك اسم أساسي للشركة والتي تنتج هواتف من فئات متعددة وفي كل فئة يوجد إصدار أو أكثر مع موديل سنة الصنع، ونتيجة لزيادة عدد الشركات ازدادت المنافسة بينها وكل شركة دخلت مضمار المنافسة بأسلوبها الخاص فمنها من اعتمدت على الجودة ومنها من اعتمدت على رخص الأسعار على حساب الجودة ومنها من اعتمدت على تبسيط الإجراء وبين هذا وذاك تنوعت منتجات الشركات، ولكن يبقى عند الجميع هدف واحد مشترك هو زيادة المبيعات والأرباح".

وأشار إلى أن "الأمر الذي دفع معظم الشركات إلى تنظيم العديد من المحاضرات والمؤتمرات تعرض من خلالها كم أصبحت الأمور بسيطة وسهلة وتقدم حلولا للمشاكل السابقة إضافة إلى تسويق منتجاتها، "الذي هو الهدف الرئيسي لهذه المحاضرات" والتي تسوقها على أنها الحل الأمثل لهذه المشاكل".

وذكر أنه "من أبرز الأمور التي تركز عليها الشركات حاليا هو مفهوم الزرع الفوري، وهو وضع زرعة الأسنان بنفس الجلسة التي يتم فيها خلع السن الطبيعي والذي تقرر خلعه إما لكسر أو لإصابة أظهرت أنه لم يعد بالإمكان معالجته أو الحفاظ عليه، حيث إن هذه التقنية موجودة وهي قديمة وليست بالجديدة ولكنها لا تصلح إلا في حالات معينة حسب تقييم الطبيب للحالة".

وأوضح د. قحطان أنه "لمعرفة ذلك لا بد لنا أن نعرف الفرق بين زراعة الأسنان العادية والفورية، والموضوع يشبه تماما زراعة الأشجار، ولإجراء زراعة ناجحة نحتاج أولاً إلى أرض صالحة للزراعة وبعد الزراعة نحتاج للعناية بالشيء الذي زرعناه حتى يكبر وينضج ويثمر فلا ننتقل إلى مرحلة تالية حتى نتأكد من إتمام وسلامة المرحلة التي قبلها وكذلك الأمر تماماً في زراعة الأسنان بالطريقة العادية أو التقليدية أو الكلاسيكية والتي هي حتى اللحظة أكثر طريقة علمية وأكاديمية ومضمونة النتائج".

ولفت إلى أنه "في زراعة الأسنان الفورية في نفس جلسة الخلع فإن السن المخلوع يترك فراغا في العظم فيقوم الطبيب المعالج بعمل تهيئة لهذا الفراغ قدر الإمكان لاستقبال زرعة فهو لا يستطيع دائما عمل تهيئة مناسبة لأنه سيكون مقيد بالفراغ الذي تركه جذر السن المخلوع كما أنه سيكون مقيدا بمحور السن المخلوع والذي في كثير من الأحيان يمكن أن يكون مغايرا للمحور الصحيح للزرعة كما أن الأسنان الخلفية العلوية والسفلية لها ثلاثة جذور متباعدة وكل واحد له اتجاه فالاعتماد على أحد هذه الاتجاهات لن يضع الزرعة في الاتجاه المناسب وأيضا وضع الزرعة في منطقة تتوسط الجذور ليس بالمتاح دائما لأنه يؤدي إلى انفتاح هذه الأجواف على بعضها وعدم ثبات الزرعة حيث إن الثبات الأولي للزرعة الفورية هو من أهم عوامل نجاحها".

ونوه د. قحطان إلى أنه "عند خلع أي سن غالبا ما يحدث امتصاص عظمي للمنطقة بالمستوى الأفقي ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بالضبط بالمستوى الذي سيستقر عنده العظم بعد أربعة أشهر، الأمر الذي يجعل جزءا من الزرعة مكشوفا وخارج العظم وهذه النقطة هي أبرز عيوب الزرع الفوري".

وقال إنه "يجب أن نميز تماما هنا أن الامتصاص والتراجع العظمي الحاصل بعد السن له نوعان، امتصاص بسيط على المدى القريب أي على مدى أربع إلى ستة أشهر الأولى بعد الخلع وهو الذي تحدثت عنه آنفا، وامتصاص كبير على المدى البعيد على مدى عدة سنوات بعد الخلع في حال تركت المنطقة بدون زراعة والذي يكون أكبر وأشد نتيجة عملية المضغ على منطقة خالية من الأسنان".

وتابع: "لأن هناك الكثيرين من الأطباء العاملين في مجال زراعة الأسنان فهم يعتبرون أن الزرع الفوري يمنع امتصاص وتراجع العظم ويسوق البعض هذه المعلومة بشدة ليرفع دخل عيادته كما أن الشركات تسوق نفس الموضوع لترفع مبيعاتها".

ونوه بأن "الجواب الكامل والشافي لذلك هو أن زراعة الأسنان تمنع تراجع وامتصاص العظم من النوع الثاني فقط أما النوع الأول فلا يمكن لأحد التنبؤ به والذي هو بسيط أساسا، لذلك لا بد من الانتظار لمدة 4 شهور بعد خلع السن حتى اكتمال الشفاء العظمي للمنطقة واستقرار مستوى العظم "الانتهاء من الامتصاص العظمي البسيط"، وهو الخيار الأسلم حتى تصبح الأرض جاهزة للزراعة كما ذكرت في المثال في الأعلى"، ومحور الزرعة يكون بشكل أفضل والثبات الأولي يكون أعلى أي أن كل عوامل نجاح الزرعة تكون متوفرة".

وحدد د. قحطان "مجموعة من الشروط الخاصة والمجتمعة معا من أجل الزرع الفوري للأسنان والتي تتمثل في "موافقة المريض على الزرع الفوري، وأن يكون المريض ليس لديه وقت كاف للانتظار "لدواعي السفر"، وتجنب الزرع الفوري في الأسنان الخلفية متعددة الجذور، والزرع في الأسنان الأمامية أحادية الجذر مع عدم وجود ميلان أو انحناءات في الجذور، وإمكانية التحكم بمحور الزرعة بشكل صحيح أو أقرب للصحيح، والحصول على ثبات أولي كاف للزرعة، والإغلاق الجيد للجرح، ووجود سماكة لثوية كافية يمكن أن تغطي العيب التجميلي الناتج عن الامتصاص الأولى البسيط إذا ظهر".

ونصح د. قحطان في حال إجراء زراعة أسنان لا بد أن يأخذ المريض الوقت ليفكر ويقرر ويختار الطبيب بعناية والذي يجب أن يكون متخصصاً في جراحة الفم والفكين أو متخصصاً في أمراض اللثة "لأن موضوع زراعة الأسنان من صلب هذين التخصصين"، أما باقي المشتغلين بموضوع الزراعة فهم ممن اتبعوا دورات تدريبية بسيطة أو مجرد دبلوم جامعي أو مهني يمكن أن يكونوا مؤهلين للتعامل مع الحالات البسيطة فقط".

وشدد على أن "زراعة الأسنان ليست عملاً جراحياً نوعياً أو دقيقاً أو كبيراً كما يصوره البعض، وليس عملاً غايةً في البساطة وسهلا جداً جداً كما يصوره البعض الآخر، إنما هو عمل بسيط بأيدي المحترفين".