وليد صبري




* ضرورة التخلص من الضغط النفسي وتحسين نمط الحياة والابتعاد عن السلبيات


* الألم الناتج عن تشنج العضلات يمتد حول الأذن ونصف الرأس والرقبة

* كثير من المرضى يعانون احتكاك الأسنان أثناء النوم "الصرير الليلي"

* مفصل الفك من أضعف مفاصل الجسم وله بنية وتركيبة فريدة ومتميزة

* أي خلل يصيب مفصل الفك يؤثر عليه سلباً ومن الصعب أن يعود إلى حالته الطبيعية


كشف اختصاصي جراحة الفم والوجه والفكين وزراعة الأسنان، د. محمد قحطان جبر عن أن ارتداء جهاز "الحارس الليلي، night guard" يعد علاجاً فعالاً لما يعرف علمياً باسم "صرير الليل"، حيث إن كثيراً من المرضى يعانون من احتكاك بالأسنان أثناء النوم"، موضحاً أن "الجهاز يقوم بامتصاص القوة الناتجة عن تشنج العضلات ويمنع تشكل القوة العكسية التي تنتقل وتؤذي الأسنان والفكين، وهو جهاز بسيط جداً ورخيص الثمن يصنع في العيادات ويتم ارتداؤه أثناء النوم غالبا ويمكن نهارا في حالات التوتر".

وشدد في لقاء مع "الوطن" الطبية على "ضرورة التخلص من الضغط النفسي وتحسين نمط الحياة والابتعاد عن السلبيات"، موضحاً أن "الألم الناتج عن تشنج العضلات يمتد حول الأذن ونصف الرأس والرقبة"، لافتاً إلى أن "مفصل الفك من أضعف مفاصل الجسم وله بنية وتركيبة فريدة ومتميزة"، منوهاً إلى أن "أي خلل يصيب مفصل الفك يؤثر عليه سلباً ومن الصعب أن يعود إلى حالته الطبيعية".

وأضاف أن "الضغط والتوتر النفسي من أكثر أمراض العصر التي تزداد كلما ازدادت سرعة الحياة وتطورها، بل هو الذي يقف خلف معظم الأمراض التي تصيب الإنسان، حيث إن الضغط النفسي ينتج عن كبت المشاعر والأحاسيس وعمل ما لا تريد عمله، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الطاقة السلبية في داخل الشخص وحدوث اضطراب في نفسيته، وهو أيضاً الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب في الجهاز العصبي الودي ونظير الودي وهو جهاز عصبي لا إرادي مرافق للجهاز العصبي المركزي ولا يعرفه الكثيرون ومسؤول عن الكثير والكثير من الأمور، ويعمل تلقائيا بسرعة وبصورة متعاكسة بحسب احتياجات الجسم، ومن ضمنها إفراز الهرمونات وتقلصات واسترخاء عضلات الجسم؛ فمثلا هو المسؤول عن الشعور بالعطش عند نقص الماء في الجسم الامر الذي يدفعنا إلى شرب الماء لتعويض النقص الحاصل".

وذكر أن "الضغط النفسي والتوتر هو الذي يرفع من هرمون الأدرينالين في الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى رفع ضغط الدم وتقلصات وتشنجات في العضلات ومنها عضلات الفكين.

حيث توجد مجموعتان من العضلات، مجموعة في كل جانب، واحدة على الجانب الأيمن، والأخرى على الجانب الأيسر، وهي المسؤولة عن حركات الفك السفلي بكل الاتجاهات كما أن الفك العلوي ثابت لا يتحرك لأنه متصل بالجمجمة".

وأوضح د. قحطان أن "كل مجموعة تتألف من أربع عضلات، إحداها تسمى بالعضلة الماضغة وهي أقوى عضلة في جسم الإنسان، بينما العضلات الأخرى ترتكز على مفصل الفك، لذلك في حالات التوتر يحدث تقلص وتشنج زائد لهذه العضلات، الأمر الذي يؤدي إلى إغلاق الفكين بشدة وغالبا ما يكون ذلك بشكل لا إرادي بسبب انشغال العقل بالمشكلة الأمر الذي يؤدي إلى تطبيق قوة شديدة على الأسنان وحدوث قوة عكسية "رد فعل"، وهنا تبدأ الأحداث، ولكن إلى أين ستنتقل هذه القوة العكسية وماذا يحصل؟ إن هذه القوة العكسية سوف تستمر بالانتقال إلى أن تصل إلى المنطقة الأضعف وتحدث فيها الضرر فإذا كانت الأسنان ضعيفة فسيحدث تكسر في الأسنان، وإذا كانت الأسنان قوية فستنتقل القوة إلى اللثة والعظم المحيط بالأسنان وتسبب امتصاصاً في العظم وتراجعاً في اللثة مع التهاب ونزيف وتخلخل في الأسنان نتيجة تراجع العظم المحيط بها".

وأشار إلى أن تلك القوة العكسية تؤثر على مفصل الفك نتيجة لارتكاز ثلاث عضلات من المجموعة عليه، وهنا لا بد من أن ننوه إلى أن مفصل الفك من أضعف مفاصل الجسم، وله بنية وتركيبة فريدة ومتميزة عن باقي مفاصل الجسم وإن أي خلل يصيبه من الصعب جدا أن يعود إلى حالته الطبيعية تماما".

وأوضح أن "الألم الذي يحدث يكون نتيجة تشنج هذه العضلات ويمتد حول الأذن وعلى نصف الرأس حتى الرقبة، وإن كل هذه المشاكل تظهر وتتطور وتكبر بالتدريج مع مرور الوقت واستمرار الضغط النفسي، ويكون الطبيب عادة هو أول من يكتشفها".

وقال د. قحطان: "إن كثيرا من المرضى يصبح لديهم احتكاك بالأسنان أثناء النوم والذي يسمى بـ"الصرير الليلي"، لأن الشخص يكون متوترا حتى وهو نائم والعقل لا يزال يفكر بالمشاكل والاضطراب العصبي لا يزال يكون موجوداً".

وأوضح أن "العلاج الأساسي لهذه المشكلة هو التخلص من الضغط النفسي وتحسين نمط الحياة والابتعاد عن كل ما هو سلبي لأن التأثير يكون بشكل تراكمي، وأيضا فإن الحل السريع لهذه المشكلة هو ارتداء جهاز "الحارس الليلي، night guard" والذي يقوم بامتصاص القوة الناتجة عن تشنج العضلات ويمنع تشكل القوة العكسية التي تنتقل وتؤذي االأسنان والفكين، وهو جهاز بسيط جدا ورخيص الثمن يصنع في العيادات ويتم ارتداؤه أثناء النوم غالبا ويمكن نهارا في حالات التوتر".