مروة غلام

التقطت عدسة "الوطن" صوراً لداخل محلات بيع الكرك والوجبات الخفيفة، واتضح سوء البيئة التي يتبين أنها غير صالحة لإعداد الأطعمة، ولا لتخزينها، كما أن العاملين بها غير ملتزمين باشتراطات الصحة والسلامة المتمثلة في ارتداء القفازات عند الطهي، وغطاء الشعر، في ظل وجود الذباب التي يتطاير في أنحاء المطعم.

وقالت استشارية طب العائلة د.سمية الجودر، إن لهذه المحال مضار عديدة في نقل العدوى في حال لم تتبع الشروط المفروضة من قبل وزارة الصحة، لأنها قد تكون مصدراً للعديد من الأمراض، مثل مرض الكبد الوبائي نوع (أ)، وتكاثر البكتيريا والتي بدورها ستساهم في الإصابة بالتسمم الغذائي، وأضافت الجودر، أنه يجب متابعة العمال والحرص على الفحص الدوري لهم، والتأكد من طريقة حفظ الأطعمة كون فصل الصيف رطب، مما يوفر للبكتيريا والجراثيم البيئة المناسبة للإنتشار.

وأوضحت أن معظم ما يتم بيعه في هذه المطاعم الصغيرة لا يكلف الكثير من الوقت لإعداده في المنزل، بالإضافة الى الأجهزة الالكترونية التي اقتصرت الوقت في إعداد الشاي مثلاً، والذي لا يحتاج إلى احترافية.

وعبر العديد من الأشخاص عن استياءهم حين عرضت عليهم الصور، باعتبارهم من الزبائن المرتادين لهذه المطاعم السريعة، خصوصاً من أجل وجبة الفطور في الصباح، ولم يشك أحد في جودة هذه المطاعم، خصوصاً أنهم لم يسبق أن تعرضوا لحالات تسمم غذائي من قبل.

وقال صلاح مسيفر من عراد، إنه يعتمد على ثقافة الناس المنتشرة، مثلاً يتجنب الشراء من مطاعم الجاليات لأنه يشك في جودة ونظافة الطعام، وكذلك مطاعم الوجبات الخفيفة يشك البعض في جودة الطعام، لذلك يكتفي بإقتناء المشروبات تجنباً للإصابة بالتسمم، وإن كان مستعجلاً في خروجه من المنزل يقتني من هذه المطاعم وجبة خفيفة في طريقه للعمل.

وأضاف أن هذه المطاعم انتشرت في فترة قصيرة، حيث يحتوي الحي السكني الواحد على أربعة أو خمسة محلات بيع كرك، وكلها تتنافس فيما بينها، ولكنها في واقع الحال تتشابه في نفس البيئة السيئة، لأنها محلات صغيرة، وفي أحياء سكنية مما يشجع العامل على التقصير في شروط الصحة والسلامة.

وأوضحت الطالبة الجامعية أروى عبد الرحمن من سكان مناطق المحرق، أنها معتادة على شرب شاي الكرك في طريقها الى الجامعة بشكل يومي، وأحياناً طلب وجبة الفطور كالسندويتش الخفيف من هذه المحلات، وحكي أروى "للوطن" موقفاً حدث معها في مطاعم الكرك جعلها تتوقف عن الطلب بشكل نهائي.

وقالت: "طلبت في إحدى المرات سندويتش دجاج بالمايونيز، وتفاجأت أن السندويتش به رائحة نتنة تنفر الشخص قبل أن يتذوقها، وعندما فتحت الوجبة لأرى مصدر الرائحة، اكتشفت أن الرغيف تعرض للرطوبة، وأدى ذلك الى ظهور هذه الرائحة الكريهة، فعلمت أن هذه المطاعم لا يهمها صحة المشتري، وهمها الوحيد هو الربح، لذلك توقفت عن الشراء منها.

فيما أكدت الطالبة الجامعية من البسيتين مريم وليد، امتناعها عن الشراء من محلات الكرك لأنها تعتبرها مثل "الموضة"، والشيء الرائج والمتوفر بكثرة، وجاءت كثرته بناءًا على كثرة الإقبال عليه، أي أهدافه تجارية ربحية، مشيرة الى أن العديد من هذه المحلات مهما ذاع صيتها بين الناس تخفي وراءها كوارثاً في الداخل، مثل افتقار النظافة أو طريقة حفظ الطعام، أو المتابعة الدورية لتواريخ انتهاء صلاحية الأطعمة، لذلك تتجنب الشراء من هذه المحلات، ودعت مريم الى الحذر من المحلات التي يكون هدفها تجارياً بحتاً، لأنها ستفتقر الى الضمير وتسعى للربح.