ثامر طيفور


الذهب البحريني مطلوب في المنطقة وأفريقيا

عيار 21 يسمى بـ"العيار البحريني" ويتميز بالصلابة واللمعان

إيقاف أقساط القروض أنقذ أسواق الذهب من الركود

تطبيق جواهر الأول من نوعه مع أكثر من 600 منتج


كشف تجار ذهب لـ"الوطن" عن أن جائحة كورونا أثرت بشكل إيجابي على أسواق الذهب، مؤكدين أن إيقاف أقساط القروض أنقذ أسواق الذهب من الركود، فيما ساعدت التكنولوجيا الحديثة التجار في الانتقال إلى الأسواق الرقمية.

وقال محمد طه بن جعفر مالك متاجر الإسراء للمجوهرات في حديث لـ"الوطن" إن الذهب مرتبط بالبحرين والبحرينيين منذ أكثر من خمسة آلاف عام، منذ العهد الدلموني وحتى اليوم، فهو جزء أصيل من تراثنا الشعبي والوطني، والبحريني منذ الأزل استطاع تحويل الذهب من ذهب خالص إلى مجوهرات ذات صياغة عالية التميز.

وأضاف:"حتى اليوم يمتاز الذهب البحريني بجودته ولمعانه والحسن في إتقانه، ما ساهم في جعله المطلوب الأول ليس في البحرين والخليج فقط، بل رأينا كيف أصبح الذهب البحريني جزءاً من أسواق دول خارج منطقتنا".

وتابع: "إن الذهب البحريني اليوم مطلوب بشكل كبير في دول الخليج والأردن واليمن وليبيا والجزائر والمغرب والسودان، والتي تعتمد أسواقها على الذهب البحريني بشكل كبير ويعتبرونه الأجود والأفضل".

وعن تأثيرات جائحة كورونا على أسواق الذهب، قال بن جعفر: "إن الجائحة أثرت على أغلب القطاعات التجارية وليس فقط تجارة الذهب، ولكن الذي ساعدنا على الانتعاش سريعاً هو الخطوات التي اتخذها فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، وذلك بعد توقيف القروض عن المواطنين حيث أدى ذلك إلى زيادة السيولة في يد المواطنين، وبدورهم اتجهوا لشراء الذهب، ليس فقط على اعتبار أن الذهب للزينة، بل أيضاً خزينة، فكان خياراً مناسباً لأغلب الناس".

ويواصل قائلاً: "من التغيرات الاجتماعية التي فرضتها الجائحة وأدت إلى تغير سلوك المستهلك العزوف عن إقامة حفلات الزفاف أو منعها، ما أدى إلى أن المتزوجين حديثاً أصبحوا أكثر قدرة على شراء كمية أكبر من الذهب".

وأضاف: "أثرت جائحة كورونا بشكل كبير على قطاع الذهب في موضوع التصدير إلى الخارج، حيث توقف فترة معينة لأمور فنية تتعلق بالإغلاقات الصحية المفروضة في الدول، بالإضافة إلى غلاء أسعار الشحن الخارجي، ولكن بشكل عام جائحة كورونا كان لها تأثير إيجابي على قطاع الذهب، بل أستطيع القول إن سلوك الفرد الشرائي قد تغير بفعل الجائحة".

التوجه إلى رقمنة الأسواق

من جانبه، قال حسام القضاة مالك شركة روز ميديا للدعاية والإعلان لـ"الوطن"": إن الجائحة والإغلاقات المتكررة للدواعي الصحية دفعت المستهلك في البحرين بل العالم إلى الاتجاه إلى الشراء عبر الطرق الإلكترونية، ما دفعنا إلى دخول مجال التسويق الرقمي للذهب وإطلاق تطبيق "جواهر سوق" الأول من نوعه في الشرق الأوسط.

وأضاف:"ساهمت جائحة كورونا بحرينياً وعالمياً، في تطور البيع الإلكتروني والتسويق الرقمي، حيث ترافقت مع الجائحة عدة عوامل أولها الإغلاقات المتكررة، وهي ما دفع التجار للاتجاه إلى منافذ البيع الإلكترونية، ثانيها خوف الناس من الاختلاط في ظل الجائحة، ما دفع الناس للتوجه أيضاً إلى منافذ البيع الإلكترونية".

وتابع: "بدأ التجار استغلال التواصل الاجتماعي مثل منصات واتس أب وإنستغرام وتك توك وغيرها، إلا أن التطبيقات كانت هي درة التطور في مجال البيع الإلكتروني، ولذلك قمنا بتطوير وإطلاق "جواهر سوق" لتسهيل عمليات الاختيار والبيع والتغليف والتوصيل على الصاغة والجمهور".

وقال: "جواهر سوق هو تطبيق مختص ببيع الذهب والمجوهرات، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، يغطي حالياً البحرين ودول الخليج، ويشارك فيه نخبة من محالّ الصاغة البحرينية، ويعرض فيه حالياً أكثر من 600 منتج".

وتابع القضاة بالقول: "من خلال التطور التكنولوجي، يعرض التطبيق قطع الذهب بالإضافة إلى جميع تفاصيلها، كما أدخلنا تقنية الذكاء الاصطناعي على التطبيق، وأصبح بإمكان المشتري أن يجرب القطعة افتراضياً قبل شرائها".

ويشرح ذلك: "بكل بساطة تستطيع الفتاة على سبيل المثال اختيار قطعة معينة أعجبتها، ومن ثم فتح الكاميرا ومن خلال الذكاء الاصطناعي تستطيع أن ترى نفسها وهي تلبس تلك القطعة، كذلك يمكنها معرفة حجم إصبعها على سبيل المثال من خلال وضع أي خاتم تملكه على شاشه الهاتف وسيقوم التطبيق بإعطائها الحجم".

وعن المشاركين في التطبيق أوضح القضاة أن جميع المشاركين في التطبيق محلات موجودة على أرض الواقع ومرخصة ومسجلة لدى وزارة الصناعة والتجارة، لذلك فإن التطبيق يوفر تجربة شراء آمنة، بدءاً من الاختيار إلى الدفع ثم التغليف والتوصيل إلى المشتري بشكل آمن.

تميز وريادة بحرينية

من جانبه، قال أحمد عماد بن جعفر من متاجر الإسراء للمجوهرات لـ"الوطن": "عندما نتحدث عن عيارات الذهب، نلاحظ أن هناك عيارات مختلفة بدءاً من 24 مروراً بـ22، و21، و18، ولكن الصائغ البحريني برع وتميز في صقل وصياغة الذهب عند عيار 21 حتى أصبح يسمى بـ"العيار البحريني".

وعن أسباب اختيار الصائغ البحريني عيار 21، أوضح أن ذلك يرجع إلى ميزتين أساسيتين حرص عليهما الصائغ البحريني، أولاهما المتانة والصلابة، وثانيتهما الحفاظ على البريق وجمال لون الذهب.

وأضاف: "إن الصائغ البحريني يتميز بأنه يبدع مصوغاته الذهبية من وحي العراقة والأصالة البحرينية، ويتعمد دائماً إبراز لمحة من تراث البحرين الثقافي في مصوغاته، ساعده على ذلك امتداد الخبرات من جيل إلى جيل في هذا المجال، كما أدخل الصائغ البحريني المجوهرات مثل اللؤلؤ والأحجار الكريمة على الذهب".

وتابع:"الصائغ البحريني باختصار، حاول منذ القدم أن يجعل مصوغاته هي التي تتكلم عنه، وتنقل تراثه وثقافته معها، حتى إن بعض مصممي الذهب من الخارج عندما يفكرون في عمل مصوغات ذات طابع تراثي، يقومون باختيار الصائغ البحريني لتطبيقها".

وقال: "هذا الأمر أدى إلى أن جميع البيوت في البحرين تقريباً لا تخلو من قطعة قديمة أو تراثية، مثل الطعامة، والبيذانه، وكرسي جابر، والمرتعشة وغيرها من المصوغات ذات الطابع التراثي".

وتابع: "الأمر لا يقتصر على البحرين فحسب، ففي دول الجوار الذهب البحريني مرغوب بشكل كبير، بل إن بعض باعة الذهب لتسهيل بيع مصوغاتهم المحلية يقومون بكتابة جملة "ذهب بحريني" عليها لكي يبيعوها بشكل أسرع".

وأضاف: "هذه السمعة التاريخية الطيبة ترافقت مع جهود حكومية كبيرة قامت بها وزارة الصناعة والتجارة، والتي أوكلت إلى إدارة كاملة لفحص المعادن والأحجار الكريمة، واعتمدت ختماً بحرينياً خاصاً لجميع المصوغات، يسمى "الوسم البحريني"، وجميع الأعيرة لها وسم ويتم فحص كل قطعة لضمان الجودة".