سوسن فريدون
ثلاث دقائق من الزمن تصنع الفارق، وتختزل جهد أشهرٍ يبذلها عارض الخيول علي جعفر في العمل مع الخيل وتدريبه لخوض بطولات جمال الخيل العربية، والتي تلقى رواجاً كبيراً في دول الخليج وخارجها، فظهورها عز وبطونها كنز، ولعل هذا ما يشجع البحرينيين من محبي الخيل على اقتنائها لسحرها، وللمكاسب التي يمكن تحقيقها منها، حيث يصف علي الاستثمار في الخيل بأنه «مربح جداً وبه بركة».
وإذا كان الجمال مسألة نسبية منذ الأزل، فإن هذا الاعتقاد لا يمكن اعتماده عندما يتعلق الأمر بمسابقات جمال الخيل، والتي تعتمد على لوائح وأنظمة معتمدة دولياً، مثل نظام الهيئة الأوروبية لمسابقات جمال الخيل العربية الأصيلة (الإيكاهو).
يشرح علي في حديثه مع «الوطن» أن «عملية تقييم جمال الخيل العربي في البطولات تجري وفق خمسة معايير، أولها الهوية العربية وهي تعني أن الناظر للخيل سيعرف أنها عربية من خلال ملامحها وحركتها. أما المعيار الثاني فهو الرأس والرقبة، حيث يُنظر إلى عرض الجبهة، ووسع العينين، وصغر حجم الفم، وفتحات الأنف، وقصر الأذنين وتقاربهما، وطول الرقبة وتقوسها. كما تشمل المعايير تناسق جسم الخيل، واستقامة القوائم وقوة بنيتها، وحركة الخيل».
في ظل ما سبق، هل يمكن للذوق الخاص بالمحكم أن يتدخل في عملية التقييم؟ يجيب علي: «معايير التقييم مبنية على دراساتٍ وبحوث، لكن يبقى لكل محكم نظرة تختلف عن غيره، وقد تغلبه العاطفة أحياناً دوراً وتؤثر على تقييمه إذا أحب خيلاً أو جذب انتباهه شيءٌ ما فيه».
الأصل في الخيل
تعود بدايات علي في عرض الخيول إلى العام 2008، ومع تراكم خبرات السنين، سألناه ما إذا كانت مهارة العارض تلعب دوراً في إبراز جمال الخيل في البطولات؟
يقول علي إن «الأصل في الخيل، فإذا كان الخيل فارضاً حضوره ويتمتع بمعايير الجمال، فلا شك بأن ذلك سيساعد العارض على إحراز مركز متقدم في البطولة».
ويشير إلى أن مدة عرض الخيل الواحد في مسابقات الجمال لا تتجاوز ثلاث دقائق على أقصى تقدير، ويقل الوقت الزمني في البطولات الكبيرة التي يتجاوز فيها عدد الخيول المشاركة 500 خيل. «خلال هذا الوقت الزمني المحدود، يكون العارض تحت ضغط إبراز جمال الخيل للمحكمين، ومحاولة إخفاء عيوبه إن أمكن القول، ولكن كثيراً ما تخيب هذه المحاولة لأن معظمهم لديهم دقة الملاحظة وهم أصحاب شهادات في الاختصاص، ومن ضمنهم بحرينيون ذو كفاءة عالية، وشاركوا كمحكمين في بطولات دولية».
العلاقة مع الخيل
إذاً كلما ارتفع مستوى الخيل، ارتقى أداء العارض معه، لكن العكس غير صحيح، فكيف يتم نسج العلاقة بين العارض والخيل للوصول إلى التناغم بينهما أثناء العرض؟
يبين علي أن الخيل العربية «مفرطة الحساسية مثل البشر، وهو ما يستدعي كسب ثقتها أثناء التدريب، كمنحها طعاماً تحبه كمكافأة، والمسح على جبهتها والتحدث معها».
ويتابع لافتاً: «ليست الخيول قادرة على معرفة ما إذا كان الشخص الذي أمامها يحاول التقرب منها والتودد إليها فحسب، بل هي قادرة أيضاً على معرفة المشاعر الداخلية للإنسان ونواياه وقراءة ما بداخله، وهو ما يحدد تجاوبها معه من عدمه».
في البحرين، يوجد نحو عشر عارضي خيول من المواطنين، إضافة إلى عدد من الأجانب الذين تلقوا دوراتٍ في تدريب الخيول، لكن لم يكن لهم حضور حتى الآن في ساحة العرض، بحسب ما يخبره علي.
في البطولة الواحدة، يعرض علي نحو خمسة خيول لملاكٍ مختلفين، ولا يرى في ذلك تعارضاً بين المصالح لطالما أن كل خيل يشارك في فئة مختلفة من فئات البطولة. «عندما يتواصل معي مالك الخيل، أذهب لرؤية الخيل، وإذا راق لي ووجدت فيه نقاط قوة تؤهله للفوز في البطولة، أبدأ بالعمل معه وتدريبه».
ويذكر أن «كلفة العناية بالخيل تصل إلى 300 دينار شهرياً، والرقم قابل للزيادة إذا كان مالكه يرغب بتأهيله للمشاركة في بطولات خارجية».
ربح مادي أم تباهٍ
سألنا علي ما إذا ملاك الخيل يشاركون في بطولات جمال الخيل بدافع التباهي أم الربح المادي، حيث بلغ إجمالي جوائز إحدى بطولات الدول الخليجية نحو 130 ألف دينار. هنا يبين أن «هناك من يشارك في البطولات من باب الهواية، فيما يوجد ملاّك يتعاملون مع تربية الخيل كتجارة واستثمار مبني على الهواية».
كما يشير إلى توجه العديد من مربي وملاك الخيول البحرينيين للمشاركة في بطولات دول الخليج نظراً للجوائز المالية المغرية التي ترصدها هذه البطولات، والسمعة الطيبة التي يكسبها الخيل عند فوزه فيها.
لكن المشاركة في البطولة بحد ذاتها لا تخلو من التكاليف التي تشمل رسوم المشاركة نفسها التي تصل إلى 1000 دينار، وتكلفة شحن الخيل البالغة 500 دينار، وأجر عارض الخيل مع تكاليف إقامته في البلد المستضيف.
يقول علي: «لا يشارك في هذه البطولات سوى الملاك الواثقين من أن خيولهم تمتلك مقومات الفوز، وهناك ملاك لا يقبلون إلا بالمركز الأول، وعندما لا يفوز خيلهم، فذلك يحفزهم بقوة على اقتناء خيل أجود».
بطولات البحرين
مع إقامة البحرين لبطولتين متتاليتين لجمال الخيل العربية مطلع ديسمبر المقبل، يتمنى علي عودة بطولة سمو الشيخ ناصر الدولية لجمال الخيل، والتي نُظمت لآخر مرة في العام 2019، ثم توقف تنظيمها بسبب جائحة «كوفيد 19»، ولم تتم إعادة جدولتها حتى الآن.
ويرى أن «بإمكان رياضة جمال الخيل العربية أن تسهم في حركة الاقتصاد في المملكة، خاصة وأن هناك خيولاً عربية يتم تصديرها من البحرين لدول الخليج وأوروبا على مدار العام»، مشيراً إلى وجود مرابط في البحرين تنافس المرابط العالمية، كما فازت بالذهب في بطولة العالم للمربين.
كما ثمن توجيهات جلالة الملك المفدى بشأن السماح لمربي الخيل العربية في البحرين باستخدام تقنيات التلقيح الصناعي للخيول منذ العام 2017، وهو ما ساهم في تعزيز إنتاج البحرين من سلالات الخيول، وتطوير رياضة جمال الخيل.
ثلاث دقائق من الزمن تصنع الفارق، وتختزل جهد أشهرٍ يبذلها عارض الخيول علي جعفر في العمل مع الخيل وتدريبه لخوض بطولات جمال الخيل العربية، والتي تلقى رواجاً كبيراً في دول الخليج وخارجها، فظهورها عز وبطونها كنز، ولعل هذا ما يشجع البحرينيين من محبي الخيل على اقتنائها لسحرها، وللمكاسب التي يمكن تحقيقها منها، حيث يصف علي الاستثمار في الخيل بأنه «مربح جداً وبه بركة».
وإذا كان الجمال مسألة نسبية منذ الأزل، فإن هذا الاعتقاد لا يمكن اعتماده عندما يتعلق الأمر بمسابقات جمال الخيل، والتي تعتمد على لوائح وأنظمة معتمدة دولياً، مثل نظام الهيئة الأوروبية لمسابقات جمال الخيل العربية الأصيلة (الإيكاهو).
يشرح علي في حديثه مع «الوطن» أن «عملية تقييم جمال الخيل العربي في البطولات تجري وفق خمسة معايير، أولها الهوية العربية وهي تعني أن الناظر للخيل سيعرف أنها عربية من خلال ملامحها وحركتها. أما المعيار الثاني فهو الرأس والرقبة، حيث يُنظر إلى عرض الجبهة، ووسع العينين، وصغر حجم الفم، وفتحات الأنف، وقصر الأذنين وتقاربهما، وطول الرقبة وتقوسها. كما تشمل المعايير تناسق جسم الخيل، واستقامة القوائم وقوة بنيتها، وحركة الخيل».
في ظل ما سبق، هل يمكن للذوق الخاص بالمحكم أن يتدخل في عملية التقييم؟ يجيب علي: «معايير التقييم مبنية على دراساتٍ وبحوث، لكن يبقى لكل محكم نظرة تختلف عن غيره، وقد تغلبه العاطفة أحياناً دوراً وتؤثر على تقييمه إذا أحب خيلاً أو جذب انتباهه شيءٌ ما فيه».
الأصل في الخيل
تعود بدايات علي في عرض الخيول إلى العام 2008، ومع تراكم خبرات السنين، سألناه ما إذا كانت مهارة العارض تلعب دوراً في إبراز جمال الخيل في البطولات؟
يقول علي إن «الأصل في الخيل، فإذا كان الخيل فارضاً حضوره ويتمتع بمعايير الجمال، فلا شك بأن ذلك سيساعد العارض على إحراز مركز متقدم في البطولة».
ويشير إلى أن مدة عرض الخيل الواحد في مسابقات الجمال لا تتجاوز ثلاث دقائق على أقصى تقدير، ويقل الوقت الزمني في البطولات الكبيرة التي يتجاوز فيها عدد الخيول المشاركة 500 خيل. «خلال هذا الوقت الزمني المحدود، يكون العارض تحت ضغط إبراز جمال الخيل للمحكمين، ومحاولة إخفاء عيوبه إن أمكن القول، ولكن كثيراً ما تخيب هذه المحاولة لأن معظمهم لديهم دقة الملاحظة وهم أصحاب شهادات في الاختصاص، ومن ضمنهم بحرينيون ذو كفاءة عالية، وشاركوا كمحكمين في بطولات دولية».
العلاقة مع الخيل
إذاً كلما ارتفع مستوى الخيل، ارتقى أداء العارض معه، لكن العكس غير صحيح، فكيف يتم نسج العلاقة بين العارض والخيل للوصول إلى التناغم بينهما أثناء العرض؟
يبين علي أن الخيل العربية «مفرطة الحساسية مثل البشر، وهو ما يستدعي كسب ثقتها أثناء التدريب، كمنحها طعاماً تحبه كمكافأة، والمسح على جبهتها والتحدث معها».
ويتابع لافتاً: «ليست الخيول قادرة على معرفة ما إذا كان الشخص الذي أمامها يحاول التقرب منها والتودد إليها فحسب، بل هي قادرة أيضاً على معرفة المشاعر الداخلية للإنسان ونواياه وقراءة ما بداخله، وهو ما يحدد تجاوبها معه من عدمه».
في البحرين، يوجد نحو عشر عارضي خيول من المواطنين، إضافة إلى عدد من الأجانب الذين تلقوا دوراتٍ في تدريب الخيول، لكن لم يكن لهم حضور حتى الآن في ساحة العرض، بحسب ما يخبره علي.
في البطولة الواحدة، يعرض علي نحو خمسة خيول لملاكٍ مختلفين، ولا يرى في ذلك تعارضاً بين المصالح لطالما أن كل خيل يشارك في فئة مختلفة من فئات البطولة. «عندما يتواصل معي مالك الخيل، أذهب لرؤية الخيل، وإذا راق لي ووجدت فيه نقاط قوة تؤهله للفوز في البطولة، أبدأ بالعمل معه وتدريبه».
ويذكر أن «كلفة العناية بالخيل تصل إلى 300 دينار شهرياً، والرقم قابل للزيادة إذا كان مالكه يرغب بتأهيله للمشاركة في بطولات خارجية».
ربح مادي أم تباهٍ
سألنا علي ما إذا ملاك الخيل يشاركون في بطولات جمال الخيل بدافع التباهي أم الربح المادي، حيث بلغ إجمالي جوائز إحدى بطولات الدول الخليجية نحو 130 ألف دينار. هنا يبين أن «هناك من يشارك في البطولات من باب الهواية، فيما يوجد ملاّك يتعاملون مع تربية الخيل كتجارة واستثمار مبني على الهواية».
كما يشير إلى توجه العديد من مربي وملاك الخيول البحرينيين للمشاركة في بطولات دول الخليج نظراً للجوائز المالية المغرية التي ترصدها هذه البطولات، والسمعة الطيبة التي يكسبها الخيل عند فوزه فيها.
لكن المشاركة في البطولة بحد ذاتها لا تخلو من التكاليف التي تشمل رسوم المشاركة نفسها التي تصل إلى 1000 دينار، وتكلفة شحن الخيل البالغة 500 دينار، وأجر عارض الخيل مع تكاليف إقامته في البلد المستضيف.
يقول علي: «لا يشارك في هذه البطولات سوى الملاك الواثقين من أن خيولهم تمتلك مقومات الفوز، وهناك ملاك لا يقبلون إلا بالمركز الأول، وعندما لا يفوز خيلهم، فذلك يحفزهم بقوة على اقتناء خيل أجود».
بطولات البحرين
مع إقامة البحرين لبطولتين متتاليتين لجمال الخيل العربية مطلع ديسمبر المقبل، يتمنى علي عودة بطولة سمو الشيخ ناصر الدولية لجمال الخيل، والتي نُظمت لآخر مرة في العام 2019، ثم توقف تنظيمها بسبب جائحة «كوفيد 19»، ولم تتم إعادة جدولتها حتى الآن.
ويرى أن «بإمكان رياضة جمال الخيل العربية أن تسهم في حركة الاقتصاد في المملكة، خاصة وأن هناك خيولاً عربية يتم تصديرها من البحرين لدول الخليج وأوروبا على مدار العام»، مشيراً إلى وجود مرابط في البحرين تنافس المرابط العالمية، كما فازت بالذهب في بطولة العالم للمربين.
كما ثمن توجيهات جلالة الملك المفدى بشأن السماح لمربي الخيل العربية في البحرين باستخدام تقنيات التلقيح الصناعي للخيول منذ العام 2017، وهو ما ساهم في تعزيز إنتاج البحرين من سلالات الخيول، وتطوير رياضة جمال الخيل.