تراجع متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية إلى 129.8 نقطة في فبراير، مواصلاً بذلك تراجعه للشهر الحادي عشر على التوالي. وفي ظلّ التراجع الأخير، انخفض المؤشر بما يصل 18.7% عن الذروة التي بلغها في مارس 2022. وقد عكس التراجع الهامشي لمؤشر أسعار الأغذية في فبراير انخفاضاتٍ كبيرة في مؤشر أسعار الزيوت النباتية ومنتجات الألبان، إلى جانب تراجع طفيف في مؤشر أسعار الحبوب واللحوم، ممّا يعوّض بأشواط الزيادة الحادة في مؤشر أسعار السكر.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" إن متوسط مؤشر أسعار الزيوت النباتية بلغ 135.9 نقطة في فبراير، مسجّلاً بذلك أدنى مستوى له منذ بداية عام 2021. ويُعزى استمرار ضعف المؤشر إلى انخفاض الأسعار العالمية لزيوت النخيل، والصويا، ودوّار الشمس واللفت.

وتراجعت أسعار زيت النخيل الدولية للشهر الثالث على التوالي في فبراير، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى استمرار ضعف الطلب العالمي على الواردات رغم انخفاض الإنتاج الموسمي في المناطق الزراعية الكبيرة في جنوب شرق آسيا.



وفي غضون ذلك، واصلت الأسعار العالمية لزيت الصويا تراجعها، في ظلّ تراجع عمليات الشراء من البلدان المستوردة الرئيسة وتوقعات ارتفاع الإنتاج في أمريكا الجنوبية. أمّا بالنسبة إلى زيوت دوّار الشمس واللفت، فقد استمرّ تراجع أسعارها العالمية بسبب الكميات العالمية الوفيرة المتاحة للتصدير لديها.

تراجع أسعار الحبوب 1.4%

قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" إنه بلغ متوسط مؤشر أسعار الحبوب تراجعاً في فبراير الماضي بنسبة 1.4% عن المستوى الذي سجّله قبل عام. وسجّلت الأسعار الدولية للقمح، بعد انخفاضها لثلاثة أشهر متتالية.

كما أن هذه الوتيرة الأقوى بشكل طفيف عكست الشواغل القائمة بشأن ظروف الجفاف في مناطق الإنتاج الرئيسية للقمح الشتوي الصلب الأحمر في الولايات المتحدة الأمريكية، والطلب الكبير على الإمدادات من أستراليا، في حين ساعد احتدام المنافسة بين المصدّرين في وضع حدّ أقصى لارتفاع الأسعار. وشهدت الأسعار العالمية للذرة تغييرًا بسيطًا، بارتفاع بلغ 0.1% فقط من شهر إلى آخر.

وانبثق هذا الارتفاع عن تفاقم الظروف في الأرجنتين، والتأخير في زراعة المحصول الثاني للذرة إلى جانب وتيرة قوية للتصدير في البرازيل، في حين أثّر انخفاض الطلب على الإمدادات من الولايات المتحدة الأمريكية على أسعار تصدير الذرة. وعلى العكس، من بين الحبوب الخشنة الأخرى، تراجعت الأسعار العالمية للذرة الرفيعة بشكل طفيف 0.2%، في حين سجّلت أسعار الشعير أيضاً انخفاضاً بسيطاً 0.9% في فبراير، الأمر الذي يُعزى بشكل رئيس إلى توافر موسمي أعلى في النصف الجنوبي من الكرة الرضية.

ومن جهة أخرى، انخفضت الأسعار الدولية للأرز بنسبة 1% في فبراير، إذ تباطأت الأنشطة التجارية في معظم البلدان الآسيوية المصدّرة الكبيرة، في حين انخفضت عملاتها الوطنية مقابل الدولار الأمريكي. وكانت هذه حالة تايلند بصورة خاصة، حيث تراجع الباهت التايلندي عن أعلى مستوى له في يناير خلال عشرة أشهر، بما ساهم في عكس معظم الزيادات في الأسعار المسجّلة في يناير.

انخفاض أسعار منتجات الألبان 2.7%

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان 131.3 نقطة في فبراير، أي بتراجع 2.7% عن مستواه المسجّل في يناير. ويعزى تراجع المؤشر إلى تدني أسعار جميع منتجات الألبان، حيث حصل الانخفاض الأكثر حدّة في الزبدة ومسحوق الحليب الخالي من الدسم.

كما أدى استمرار ضعف الطلب العالمي على الاستيراد، وبخاصة بالنسبة إلى التسليم في الأجل القريب، إلى تراجع الأسعار، رغم زيادة ملحوظة في عمليات الشراء خلال الأسابيع الأخيرة من جانب آسيا الشمالية. إضافةً إلى ذلك، فإن الإمدادات القابلة للتصدير، بما في ذلك مخزونات الزبدة والأجبان ومسحوق الحليب الخالي من الدسم، في أوروبا الغربية، حيث كانت عمليات التسليم الموسمية للحليب في الأشهر الماضية أعلى من المتوسط الشهري المقابل، أثّرت أيضاً على الأسعار العالمية للتصدير.

تراجع أسعار اللحوم

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم 112 نقطة في فبراير، أي بتراجع طفيف بنسبة 0.1% عن مستواه المسجّل في يناير، ويسجّل الآن 1.9 نقاط دون قيمته قبل عام.

وفي فبراير، تراجعت الأسعار العالمية للحوم الدواجن، للشهر الثامن على التوالي، بما يعكس الإمدادات العالمية الوفيرة مقارنةً بتدني الطلب على الاستيراد، رغم حالات تفشي إنفلونزا الطيور في عدة بلدان منتجة رئيسة.

وبقيت أسعار لحوم الأبقار مستقرة، إثر استمرار تراجعها منذ يونيو 2022، حيث أسفر تحسّن عمليات الشراء للاستيراد، وبخاصة من شمال آسيا، عن توازن الطلب العالمي بشكل جيد نسبيًا مع الإمدادات الحالية. كما لم تشهد الأسعار الدولية للحوم الأغنام تغييراتٍ كبيرة، إذ كان الطلب العالمي كافياً لاستيعاب ارتفاع الإمدادات من أستراليا.

ارتفاع أسعار السكر

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر 124.9 نقطة في فبراير، أي بزيادة قدرها 6.9% عن يناير، وهو المستوى الأعلى المسجّل منذ فبراير 2017.

ويتصل هذا الارتفاع المسجّل في فبراير بشكل رئيس بانخفاض توقعات إنتاج السكر في الموسم 2022-2023 في الهند، الأمر الذي أضعف توقعات التصدير للموسم الحالي. كما أن المخاوف بشأن تدني الكميات المتوفرة المتاحة للتصدير من الهند، في خضم طلب عالمي قوي على الاستيراد، قدمت دعماً إضافياً للأسعار العالمية للسكر. غير أن التقدم الجيد في الحصاد في تايلند والأمطار الغزيرة في المناطق الزراعية الرئيسة في البرازيل مسائل حالت دون حدوث ارتفاع شهري أكبر في الأسعار. كما ساهم التراجع في الأسعار الدولية للنفط الخام والإيثانول في البرازيل في الحدّ من الضغط التصاعدي على الأسعار العالمية للسكر.