مسيرة طويلة وحافلة قضاها الأرجنتيني دييجو مارادونا في ملاعب كرة القدم، شهدت الكثير من اللحظات التاريخية، سواء بشكل إيجابي أو سلبي.
مارادونا يُعرف بكونه رمزاً لنادي نابولي الإيطالي، رغم أن بدايته في الملاعب الأوروبية كانت مع ناد آخر هو برشلونة الإسباني.
وبقميص برشلونة، خاض النجم الأسطوري الراحل أسوأ مباراة في مسيرته، والتي اشتهرت باسم «معركة البرنابيو»، والمفارقة أنه كان اللقاء الأخير له مع الفريق الكتالوني.
في مباراة بين برشلونة وأتلتيك بلباو خلال بداية موسم 1983-1984، قام أندوني جويكوتكسيا لاعب الفريق الباسكي بتدخل عنيف ضد النجم الأرجنتيني، متسببا له في كسر بالكاحل، بما أدى لغيابه عن الملاعب لما يزيد عن 3 أشهر.
وفي نهاية الموسم المذكور تجدد اللقاء بين الفريقين على ملعب سانتياجو برنابيو معقل ريال مدريد، في نهائي كأس ملك إسبانيا، تحديدا يوم 5 مايو 1984.
مارادونا كان يفكر في الانتقام من لاعب بلباو الذي تسبب في إصابته، كما بدا أن باقي لاعبي الفريق الباسكي أعجبتهم فكرة اللعب بخشونة ضد النجم الأرجنتيني ورفاقه، وهو الأمر الذي حول البرنابيو إلى ساحة حرب، فأمام كل ركلة للكرة، كان يتم توجيه ركلات لجسد الخصم.
ازداد الأمر سوءا بعد تقدم أتلتيك بلباو عن طريق إنديكا جواروتكسينا في الدقيقة 14، وحينها بذل الفريق الباسكي كل ما في وسعه للحفاظ على التقدم، كما أن لاعبي برشلونة، وعلى رأسهم مارادونا، لم يقفوا مكتوفي الأيدي.
أطلق الحكم صافرة النهاية معلنا فوز بلباو (1-0) ليحصد اللقب، وحينها انطلقت المعارك بين لاعبي الفريقين تحت أنظار 100 ألف متفرج في البرنابيو، على رأسهم الملك خوان كارلوس.
ورصدت عدسات المصورين قيام مارادونا بتوجيه ركلات عنيفة للاعبي بلباو، وعوقب من قبل الاتحاد الإسباني لكرة القدم بالإيقاف لمدة 3 أشهر.
على كل حال، فضلت إدارة برشلونة بيع النجم الأرجنتيني إلى نابولي عقب نهاية الموسم المذكور، لتمنحه فرصة كتابة التاريخ مع النادي الإيطالي الذي قضى معه 7 سنوات حقق خلالها 5 ألقاب، أبرزها لقبي الدوري الوحيدين في تاريخ «البارتينوبي» عامي 1987 و1990.