حسين الدرازي

في غمضة عين، وخلال مباراتين فقط، انتزع مهاجم نادي المنامة مهدي عبدالجبار صدارة هدافي دوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم بعدما سجل 5 أهداف في مباراتين قويتين للغاية، إذ أحرز ثنائية الفوز في لقاء الخالدية الذي انتهى منامياً بهدفين لهدف، ثم في مباراة الأهلي هذه المرة يوم الجمعة سجل ثلاثية (هاتريك) في شوط واحد فقط هو الشوط الأول، ثم في الشوط الثاني صنع هدفاً لفريقه أيضاً في المواجهة الهامة التي انتهت منامية بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، رافعاً رصيده الشخصي إلى تسعة أهداف ومتقدماً على هدافي الدوري السابقين وهما لاعب الخالدية مهدي حميدان صاحب الأهداف السبعة وكذلك الستراوي عثمان يحيى الحاج والذي يمتلك الرصيد نفسه، علماً بأنهما يخوضان مباراة الجولة الأخيرة لفريقيهما في الدوري السبت، فالخالدية أمام الرفاع وسترة أمام المحرق الذي يضم لاعباً في قائمة الهدافين وهو الإيطالي ماريو فونتانيلا الذي سجل ستة أهداف متساوياً مع السوري محمد المرمور زميل مهدي في المنامة والذي ساهم في أن يُصبح المنامة صاحب أقوى هجوم في الدوري برصيد 21 هدفاً، علماً بأن هجوم المنامة الكاسح تمكن من تسجيل خمسة أهداف في مباراة واحدة للمرة الثالثة هذا الموسم بعد أن كان قد فاز على الرفاع الشرقي بخمسة أهداف لثلاثة وعلى البديع بخماسية نظيفة، ليكون المنامة في مبارياته الـ11 بالقسم الأول قد سجل 15 هدفاً في 3 مباريات، بينما في مبارياته الثماني الأخرى سجل 6 أهداف فقط!!.

ووصول عبدالجبار لصدارة الهدافين بهذه السرعة وتخطيه لأكثر من ثلاثة لاعبين خلال أيام معدودة هو دليل واضح على التميز الكبير للاعب والذي كان قد جعله هدافاً لدورينا في الموسمين الماضيين وهو في الطريق لأن يكون هدافاً للموسم الثالث على التوالي لو واصل العطاء بنفس المستوى ليكون اللاعب الأول في تاريخ الكرة البحرينية الذي يُحقق هذا الإنجاز الشخصي، والأهداف التي سجلها اللاعب أمام الخالدية والأهلي هي أهداف جميلة للغاية وأغلبها نابعة من حسه التهديفي الرائع وتمركزه السليم وليست أهدافاً (مقشرة) .

ومع ما يقدمه مهدي من مستويات لافتة فقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي غضباً من مدرب منتخبنا سوزا الذي فقد (بيده) واحداً من أبرز الهدافين البحرينيين في خليجي 25 الأخيرة حينما أبعد مهدي عبدالجبار عن القائمة الحمراء، مكتفياً بمهاجم واحد صريح هو عبدالله يوسف، لكن شاء سوزا أم أبى، فهو في موقف حرج حالياً بعد التألق الواضح من مهدي، وهذا التألق يجب أن يضع حداً لعناد سوزا وإصراره على استبعاد اللاعب، فالهدافين باتوا عملة نادرة هذه الأيام والمدربين قلما يحصلون على اللاعبين (القناصين)، بينما نجد مدرب منتخبنا يفرط بأهم لاعب في دورينا خلال السنوات الأخيرة ويخرج لنا بتصريحات واهية لا يصدقها إلا هو حينما قال أنه يمتلك سبعة مهاجمين وليس مهاجماً واحداً في تشكيلة منتخبنا خلال كأس الخليج الأخيرة!.