يمثل الكرواتي لوكا مودريتش، نجم ريال مدريد، حالة نادرة بعالم كرة القدم، بالنظر لما يقدمه النجم الكبير مع الميرينجي خلال السنوات الأخيرة، رغم تقدمه في العمر.
فكثيرا ما يتراجع مستوى نجوم كرة القدم بعد تخطيهم حاجز الـ 30 عاما، أو يلجأ البعض للرحيل عن أندية القمة للعب في مستويات أقل، لعدم قدرتهم على الاستمرار على نفس النمط الذي ساروا عليه، إلا أن مودريتش كسر تلك القاعدة.
صاحب الـ37 عاما، لا يزال يقدم نفس المستويات، إن لم تكن أفضل عن تلك التي ظهر بها في بداياته مع النادي الملكي منذ انضمامه للفريق في 2012 قادما من توتنهام هوتسبير.
فنيا، يعد لوكا أحد الأعمدة الرئيسية في ريال مدريد، وهو رمانة الميزان بالنسبة للوسط، ويربط بشكل ممتاز بين خطوط الفريق ويساهم في الجانب الهجومي، بفضل زيادته للأمام وتمريراته الفعالة للأجنحة والمهاجمين.
أما من الناحية البدنية، فلم يتأثر النجم الكرواتي بسنه، ولا يزال يركض في الملعب بنفس الحماس والقدرة، وربما أكثر من الماضي، وهو ما يظهر في كل لقاء يشارك به مع الفريق الأبيض، حيث عادة ما يكون أحد نجومه، ومن بين المؤثرين في سير المباراة لصالح الميرينجي.
ولم يتأثر لوكا بكثرة المباريات وتقارب مواعيدها، بل كان على رأس المشاركين بالتشكيل بشكل متواصل.
في الموسم الحالي، لم يغب مودريتش إلا عن 5 مباريات (مباراة على دكة البدلاء، 2 للإصابة، و2 خارج القائمة للراحة).
وشارك مودريتش في 33 مباراة هذا الموسم بالمسابقات جميعهن بمجموع دقائق بلغ (2101 دقيقة)، وخلالها ساهم النجم الكرواتي في تسجيل 11 هدفا (أحرز 6 أهداف مع 5 تمريرات حاسمة).
ومع تألقه اللافت للنظر في وسط الميرينجي، لم يتمكن أي لاعب من إبعاد لوكا عن تشكيلة ريال مدريد، حيث لا يحدث ذلك إلا لإصابة أو لمنحه بعض الراحة.
ولا يختفي مودريتش في لقاءات ريال مدريد الكبيرة، حيث يكون عنصرا مؤثرا بالفريق، وهو ما ظهر جليا أمام ليفربول وأتلتيكو مدريد، فنجح في صناعة هدف وقدم تمريرة حاسمة ضد ليفربول بدوري الأبطال، كما صنع هدف فريقه الوحيد أمام أتلتيكو.
وسبق لمودريتش أن كشف بعض الأسرار حول استمراره المذهل في الملاعب حتى هذا السن، بعدما أوضح بعيد ميلاده الـ37 قبل 5 أشهر ما يفعله للوصول إلى هذه المرحلة.
وقال: «أصل للتدريب قبل ساعة وربع، وأتناول الإفطار هنا «مقر التدريبات»، ثم أعمل في صالة الألعاب الرياضية مع المدربين حتى أخرج للمران وأنا مسترخ».
وتابع «في بعض الأيام نتدرب بقوة وفي أخرى ليس بالمستوى نفسه، وبناء على ما أشعر به، أبقى في النادي للقيام ببعض الأشياء مع أخصائي العلاج الطبيعي».
ومع اقتراب كلاسيكــو الأرض الــذي سيجمــع الريال بغريمه التقليدي برشلونة، يوم الخميس المقبل، في نصف نهائـي كأس الملك، يأمــــــل المــــدرب أنشيلوتي، في ظهور فني مميز لنجمه الكرواتي، للاستفادة بقدراتـه بتلــــك الموقعــــة النارية.