هناك مجالات عديدة يتجه إليها نجوم كرة القدم بعد اعتزالهم لعبة كرة القدم، من أبرزها العمل في مختلف الوظائف الإعلامية.

وبعد الاعتزال تتفرق اتجاهات لاعبي كرة القدم، فمنهم من يحاول الحصول على رخص تدريبية للعمل كمدربين، أو يكتفي البعض بالعمل في إدارة أعمالهم التجارية، وحضور أحداث تتعلق بالرياضة من آن إلى آخر، يتجه قطاع عريض للتحليل وتقديم البرامج.

وهناك اتجاه آخر وهو العمل في السلك الإداري كعضو مجلس إدارة أو إدارة نادي، وشرائه مثلما فعل الظاهرة رونالدو وجيرارد بيكيه.

غير أن قطاعا عريضا يتجه للعمل الإعلامي في تحليل المباريات وتقديم البرامج، وفي السطور التالية نلقي الضوء على 4 أسباب تجعل العمل الرياضي وجهة شائعة للاعبي الساحرة المستديرة بعد تعليق الأحذية.

***

الخبرة والدراية

هناك حقيقة لا يمكن إنكارها عند الحديث عن عمل اللاعبين السابقين كمحللين، وهي خبراتهم وقدرتهم على فهم ما يدور داخل غرف خلع الملابس على عكس من لم يمارسوا اللعبة.

لاعبو الكرة السابقين هم الأقدر على تحليل أزمات الفرق الداخلية وهو الأكثر كشفاً للعيوب وحتى المميزات، من واقع عملهم داخل المطبخ.

فالمحلل التلفزيوني ينتقد فريقه لمعرفته بطبيعة العاملين داخله وطريقة إدارتهم للعمل وينتقد المدربين لمعرفته بمكانة ناديه أو الأندية المنافسة وكيفية التعامل مع لاعبيها وإداراتها.

العمل مع مدربين كبار والتواجد في بطولات بالإضافة إلى طبيعة النجم نفسه وكونه صاحب تاريخ، كلها عوامل تمنحه الثقة على الإدلاء بوجهة نظر تحترم وبها الكثير من الصواب.

***

المقابل المالي الكبير

يحصل نجوم كرة القدم القدامى حين يذهبون للعمل كمحللين تلفزيونيين على مبالغ مرتفعة ومغرية، كرة القدم الإنجليزية على سبيل المثال ساحة كبيرة للمحللين الرياضيين الذين لعبوا كرة القدم من قبل.

في تقرير لموقع "جول" العالمي عام 2021، يتبين حصول جاري لينكر، المذيع الشهير وهداف كأس العالم 1986 مع منتخب إنجلترا، على راتب 1.35 مليون جنيه استرليني سنوياً.

آلان شيرار، هداف إنجلترا السابق وبطل الدوري الإنجليزي الممتاز مع بلاكبرن روفرز سنة 1995 يحصل على 395 ألف استرليني، بينما يحصل جيرمان جيناس لاعب توتنهام هوتسبير السابق على 200 ألف، وإيان رايت هداف أرسنال السابق على 150 ألف.

تيري هنري أسطورة أرسنال كان يحصل من شبكة "سكاي سبورتس" على 4 ملايين استرليني في السنة بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية في وقت سابق، بينما كان راتب جاري نيفيل مدافع مانشستر يونايتد السابق مليون استرليني ونفس الأمر طبق على جايمي كاراجير أسطورة دفاع ليفربول.

***

القدرة على التواصل مع المصادر

يمتلك نجوم كرة القدم معارف بالأندية والمنتخبات والإعلام قد تفوق أي إعلامي، وهي عوامل مساعدة لهم على العمل الإعلامي وتسهل لهم الكثير في أعمالهم.

الإعلامي المصري كريم حسن شحاتة كشف في وقت سابق أنه عمل كمراسل لإذاعة "الشباب والرياضة" المصرية في أعقاب نهائي كأس أمم أفريقيا 2008 التي توجت بها بلاده، بقيادة والده حسن شحاتة.

ونقل كريم شحاتة لاعب المقاولون العرب السابق كافة احتفالات المنتخب المصري في ليلة التتويج بكأس الأمم الأفريقية إلى الإذاعة المصرية العريقة، بسبب علاقاته المرتبطة بعمله كلاعب كرة وبعمل والده أيضاً كمدرب وقبلها لاعب كرة.

***

البعد عن الضغط والإقالات

يتميز العمل في التحليل الرياضي عن التدريب والإدارة في ميزة مهمة للغاية وهي الابتعاد عن الضغط النفسي المرتبط أكثر بالعمل في الأجهزة الفنية وفقدان النقاط والبطولات وما إلى ذلك من أمور.

وإذا كان المدربون يحصلون على رواتب تفوق كثيراً المحللين فإن المقابل الذي يدفعونه أكبر بكثير من إمكانية الإقالة في أي وقت وفقدان مناصبهم بسبب مباراة وتعرضهم طوال الوقت للضغط، سواء في التعامل مع اللاعبين أو الإعلام أو مجالس الإدارات.

ولا يختلف الأمر كثيراً في العمل الإداري خاصة في البلدان العربية فهناك دوماً إمكانية لرحيل مجلس الإدارة أو على الأقل نهاية مدته، ومن ثم استمرار مبدأ عدم الثبات على عكس التحليل الفني.