وليد عبدالله
هل لعب بيتزي دور المدرب «الضيف»؟

في كرة القدم تغيير ديناميكية لعب ليس بين ليلة وضحاها

تشكيلة غير فعالة وتبديلات متأخرة.. وكان بالإمكان أفضل مما كان

لعل النتيجة التي خرج بها المنتخب الوطني أمام المنتخب الإماراتي في المباراة التي جمعت المنتخبين «الثلاثاء» على ملعب استاد البحرين الوطني، ضمن مباريات الجولة الثانية لحساب المجموعة الثامنة بالتصفيات الآسيومونديالية، لم تعكس بصورة جلية الأداء الحقيقي للأحمر. والمعروف في مباريات «الذهاب والإياب» أهمية استثمار النقاط عندما تلعب على أرضك وبين جمهورك ، بيد بحسب مراقبين فإن المدرب الأرجنتيني أنطونيو بيتزي كان متحفظاً وربما لعب دور الفريق الضيف وليس المضيف ، ويمكن عزاؤه في الرد على تلك الجملة أنه حديث العهد ، ويحتاج للوقت لمعرفة القدرات الحقيقية للأحمر.. لكن في الجهة الأخرى فإن مدرب الإمارات بينتو حديث العهد أيضاً ولكنه فرض أسلوبه التكتيكي ولعب بمكامن القوة أو أسلوب اللعب الصريح الذي يعتمد عليه.

كما وفي كرة القدم فإن التغيير الجذري في ديناميكية اللعب لا يصح بين ليلة وضحاها وكان ينبغي على مدرب فريقنا أن يعي لهذه النقطة ، بأن يدخل أفكاره التكتيكية بالتدرج لأنه يجهل الإمكانيات الحقيقية للاعبينا.

فالخسارة التي تعرض لها منتخبنا في هذه المواجهة بنتيجة هدفين دون رد، والتي تعود بالشكل الأكبر على البداية غير الموفقة التي بدأ بها منتخبنا الوطني هذه المباراة، بسبب التشكيلة التي وضعها المدرب بيتزي واعتماده على 3 محاور في وسط الملعب، والتي حاول من خلالها الحد من خطورة لاعبي الإمارات. إلا أن هذه الخطة الفنية لم تجدي بثمارها بالشكل المطلوب، فقد نجح الضيوف من كشف المساحات في خط الوسط، والذي منحهم فرصة التقدم في الشوط الأول بتسجيلهم الهدف الأول.

إلا أن هذه النتيجة لا تعكس بصورة واضحة المستوى الفني الذي قدمه لاعبو الأحمر في معظم فترات اللقاء، فقد نجح المنتخب في تقديم أداء جيد وبخاصة في شوط المباراة الثاني، وتمكن من صناعة الهجمات والخطورة على مرمى المنتخب الإماراتي، وكاد أن يقلب الطاولة على المنتخب الضيف في أكثر من مناسبة في هذه المواجهة، إلا أن التسرع وغياب التركيز أضاع على الأحمر فرصة العودة ومعادلة النتيجة وحتى الخروج بانتصار ثمين على حساب الضيوف.

ويمكن أن نقول، أن الحذر في الشوط الأول وغياب التركيز في الشق الهجومي في الشوط الثاني كلفنا منح المنتخب الإماراتي الفوز بأقل مجهود قدمه الأخير وبفرصتين استغلهما وتمكن من الخروج بنتيجة هدفين نظيفين !