يُعدّ المنتخب الإسباني بقيادة المدرب لويس إنريكي من المرشّحين البارزين للمنافسة على لقب مونديال "قطر 2022"، حيث تضمّ تشكيلته مزيجاً من المواهب الواعدة مع أصحاب الخبرة، الذين فازوا بكل شيء، لكن لايزال "لا روخا" يفتقر إلى اللاعب النجم في صفوفه.

ففي حين يبرز اسم النجم ليونيل ميسي مع الأرجنتين، ونيمار مع البرازيل وكيليان مبابي مع فرنسا وهاري كين في إنجلترا، فإن الشخصية البارزة مع إسبانيا هي المدرب إنريكي.

شخصية قوية



يُعتبر مدرب برشلونة السابق (52 عاماً)، وجه المنتخب، يقوم بتشكيل فريقه كما يشاء، ويرفض الانصياع للمطالب الشعبية واستدعاء اللاعبين الذين لا يعتقد أنهم سيتناسبون مع خططه بغض النظر عن الانتقادات التي يتلقاها.

انتُقد في بعض الأحيان للتحيز ضد لاعبي ريال مدريد، حيث شهدت بعض فرقه السابقة، تمثيلاً محدوداً أو حتى معدوما من "لوس بلانكوس" رغم هيمنتهم محلياً وقارياً في السنوات الأخيرة.

وإذا كان في طريقه لتجاهل المطالبة المتزايدة لضم مدافع باريس سان جرمان المخضرم سيرجيو راموس إلى التشكيلة الرسمية التي ستشارك في مونديال قطر، فإنه في المقابل من المرجح أن يجلب جناح ريال مدريد ماركو أسينسيو.

سيثير هذا الاستدعاء جدلا، لأن المهاجم الإسباني لا يحصل على دقائق عديدة مع ناديه، مثل بابلو سارابيا في باريس سان جرمان على سبيل المثال، لكن إنريكي يردّ بان اللاعبين الذين اختارهم لم يخذلوه عندما كان في مهمة دولية.

قائمة الانتظار

لاعبون آخرون، أمثال المهاجم ألفارو موراتا وحارس المرمى أوناي سيمون انقسمت الآراء حول أهليتهما، لكن لويس إنريكي يتمسّك بهما في السراء والضراء.

ولا يوزّع المدرب أماكن في تشكيلة إسبانيا لمكافأة النادي الجيّد، لكنه يفكر فقط في كيفية خدمة اللاعبين لأسلوبه القائم على الاستحواذ 4-3-3.

عوقب مهاجم سلتا فيجو، ياجو أسباس بخيارات انريكي في السنوات الأخيرة، ونادراً ما استُدعي إلى المنتخب الوطني، رغم احتلاله لقب أفضل هداف إسباني في الدوري المحلي خلال 4 من المواسم الستة الماضية، في حين تتردد أنباء عن إمكانية أن يكون على قائمة الانتظار هذه المرة.

فريق جماعي

يقول لويس إنريكي: "هناك لاعبون في فرقهم، هم القادة، يسجلون الأهداف والفرق تلعب معهم. لا يتم تشكيل منتخب من أفضل 11 لاعباً في الدوري. عليك أن تنظر إلى السياق ومع إسبانيا، أريد فريقاً".

بعد الانتقادات التي تعرض لها المدرب اثر العروض الأخيرة المتواضعة التي قدّمتها إسبانيا، رد لويس انريكي على منتقديه، وسلط الضوء على أداء أفضل المنتخبات الدولية في أوروبا على مدى السنوات الثلاث الماضية.

باستخدام تعريفه الخاص للنجاح، قام باعتبار إسبانيا المنتخب الأكثر نجاحاً في تلك الفترة لأدائها في جميع المسابقات، رغم عدم فوزها بأي لقب.

وفسّر البعض ردّ فعل إنريكي على أنه إشارة إلى أن يواجه الضغط قبل كأس العالم، حيث زعم سابقاً عدم الاستماع إلى الانتقادات الإعلامية أو قراءتها.

ظروف أفضل

وعلى الرغم من الآراء المتضاربة، فإن إسبانيا تصل بلا شك إلى نهائيات كأس العالم في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل 4 سنوات في روسيا 2018، عندما أقيل مدربها جولين لوبيتيجي عشية البطولة.

وجاء ذلك، بعد أن أعلن ريال مدريد أن لوبيتيجي سيتولى منصب المدير الفني بعد كأس العالم، ليتولى فيرناندو هييرو مهمة الإشراف على المنتخب خلال النهائيات.

خرجت إسبانيا من الدور ثمن النهائي أمام الدولة المضيفة روسيا، قبل أن يستلم لويس إنريكي منصبه في يوليو 2019، علماً بأنه ترك منصبه لفترة وجيزة في يونيو، بعد وفاة ابنته خانا بعد معاناة مع السرطان.

وعاد لويس إلى منصبه في نوفمبر من العام ذاته، ليحل بدلا من مساعده السابق روبرت مورينو، الذي اتهمه بأنه ليس وفياً لأنه أراد الاحتفاظ بمنصبه خلال كأس أوروبا 2020.

مقارنة مع الجدل الذي رافق مشاركة إسبانيا في السنوات السابقة، فإن المنتخب الحالي يخوض غمار مونديال قطر بهدوء كبير.

ودافع عنه زميله السابق في برشلونة ومدرب سبورتينج خيخون حالياً أبيلادرو، بالقول "ما يقوم به لويس إنريكي مدهش، لأن المنتخب الوطني يملك لاعبين رائعين لكن من دون وجود أي نجم، تماماً كما حصل عندما توجنا أبطالاً للعالم وأوروبا".

ولم يوضح إنريكي ما هي خططه المستقبلية وما إذا كان سيستمر على رأس الجهاز الفني، وسط شائعات عن إمكانية رحيله أو حتى إقالته، في حال لم يحقق فريقه النتائج المرجوة منه.

وختم مدرب روما الإيطالي وسلتا فيجو وبرشلونة الإسبانيين سابقاً، بالقول بشكل غامض عندما سئل عن مستقبله في سبتمبر "المستقبل ليس موجودا".

هذا المستقبل سيكتبه في قطر بطريقته الخاصة من دون تنازلات وسيعيش ويموت بأفكاره.