فرص تأهل العرب لثمن النهائي بالمونديال

تملك ثلاثة منتخبات عربية بمونديال 2022 حظوظا متباينة المستوى لبلوغ الدور ثمن النهائي.



ولدى المغرب فرصة أكبر للتأهل فيما تملك السعودية مصيرها بين أقدام لاعبيها. أما تونس، فتحتاج لمعجزة من أجل التأهل للدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها. فما هي فرضيات تأهل المنتخبات العربية الثلاثة للدور التالي؟

وحقق المنتخب المغربي الأحد فوزا تاريخيا على بلجيكا ضمن المجموعة السادسة من مونديال 2022 ليضع قدما في ثمن النهائي وينعش آمال العرب في إمكانية تحقيق إنجاز غير مسبوق، قد يسمح بتأهل أكثر من منتخب واحد من المنطقة للدور الثاني في النسخة نفسها من كأس العالم.

ويعد فوز «أسود الأطلس» الثاني للعرب في مونديال 2022 بعد الإنجاز الهائل للسعودية بالفوز على «أرجنتين ميسي» ليعزز حظوظ العرب لتحقيق نتائج غير مسبوقة بالمونديال.

أما تونس، فلم تستثمر تعادلها المشجع أمام الدانمارك وتضاءلت حظوظها بالعبور للدور الثاني بعد الهزيمة أمام أستراليا.

فيما يلي فرضيات تأهل المنتخبات العربية الثلاثة إلى الدور الثاني.

المغرب وضع قدماً واحدة

بتعادله أمام كرواتيا وصيف بطل العالم والفوز على بلجيكا المصنفة ثانية عالميا، اقترب «أسود الأطلس» من تكرار إنجاز مونديال المكسيك 1986 وبلوغ الدور الثاني.

ويتشارك منتخب المغرب صدارة المجموعة مع كرواتيا التي تتفوق بفارق الأهداف فيما تأتي بلجيكا ثالثة بثلاث نقاط. أما كندا فتقبع في المركز الأخير بدون نقاط وفقدت كل أمل بالترشح.

ويخوض المغرب لقاءه الأخير بثلاث فرضيات بإمكانها أن تمنحه ورقة التأهل: الفوز والتعادل وحتى الخسارة في حال نتيجة لصالحه من مباراة كرواتيا وبلجيكا.

وسيكون الفوز أو التعادل كافيا للمغرب للتأهل بدون انتظار نتيجة المباراة الثانية. أما في حال الخسارة، فعليه انتظار فوز كرواتيا أو تعادلها مع بلجيكا مع عدم تلقي خسارة بفارق أكثر من ثلاثة أهداف مع كندا.

وفي كأس العالم، يتم احتساب فارق الأهداف لاختيار الفريق المتأهل وليس الفريق الفائز في المواجهات المباشرة في حال تساوي النقاط.

بالنسبة للناقد الرياضي المغربي أيمن زيزي، فإن المنتخب المغربي قطع شوطا كبيرا للتأهل بتحقيقه نتيجتين إيجابيتين ضد أقوى فرق مجموعته بلجيكا وكرواتيا ويكفيه التعادل للمرور حيث يقول: «المنتخب المغربي يسير بثبات للتأهل وهذا يعود إلى امتلاكه لاعبين بجودة عالية يلعبون في فرق الصف الأول بأوروبا. المباراة مع كندا -رغم صعوبتها- الأسود قادرون على تجاوز المنتخب الأمريكي الشمالي الذي فتح اللعب بشكل مبالغ ليعاقب بهزيمتين رغم أدائه الجيد، على العرب أن يأخذوا العبرة بأن الأهم في كأس العالم ليس الأداء وإنما الخروج بالنتيجة المطلوبة والعبور للدور التالي. أرى أن فرصة المغرب سانحة في العبور للدور الثاني وتفادي مواجهة صاحب المرتبة الأولى من مجموعة إسبانيا وألمانيا».

مصير «الأخضر» بين أقدام لاعبيه

بعد الفوز التاريخي على الأرجنتين، تعطل «الإعصار» السعودي بالخسارة أما بولندا 2-صفر ليصبح التأهل للدور الثاني رهين فوز حتمي أمام المكسيك لبلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه بعد 1994.

وتتصدر بولندا المجموعة الثالثة بأربع نقاط وتليها الأرجنتين بثلاث نقاط بالتساوي مع السعودية لكن رفقاء ميسي يتقدمون بفارق الأهداف.

وسيكون الفوز على المكسيك كافيا للسعودية للتأهل. ويملك لاعبو هيرفي رونار فرصة التأهل بالتعادل في حال هزيمة الأرجنتين أمام بولندا. أما الهزيمة فتعني مغادرة السعودية البطولة.

ويرى الإعلامي الرياضي التونسي طارق السايحي أن فرص السعودية سانحة للتأهل، مؤكدا أن منتخب المكسيك فقد جزءا كبيرا من بريقه باعتبار محدودية قدرات الجيل الحالي: «الأخضر ظهر في ثوب فريق ممتاز وأضاع فوزا متاحا أمام بولندا، التأهل في متناول أبناء رونار».

تونس بحاجة لمعجزة

لم يستطع «نسور قرطاج» استثمار تعادلهم المحفز أمام الدانمارك العنيدة ليسقطوا في فخ الهزيمة أمام منتخب الكنغر الأسترالي ليصبح بلوغ تونس الدور ثمن النهائي من المونديال أمرا بالغ الصعوبة.

ويقبع المنتخب التونسي في المركز الأخير من المجموعة الرابعة مناصفة مع الدانمارك بنقطة واحدة فيما تتصدرها فرنسا التي ضمنت تأهلها ووراءها أستراليا بثلاث نقاط.

ما زال تأهل المنتخب التونسي ممكنا لكنه بحاجة إلى معجزة. إذ يتوجب عليه الفوز على فرنسا بطلة العالم -وهو ما يبدو مستبعدا جدا بالنظر للعقم الهجومي للنسور- مع انتظار تعادل أستراليا مع الدانمارك أو فوز المنتخب الإسكندنافي بفارق أهداف أقل من فوز النسور على فرنسا.

الإعلامي الرياضي التونسي طارق السايحي يعتبر أن هزيمة أستراليا أسقطت حسابات المدرب جلال القادري في الماء: «التونسيون كانوا يعولون على فوز على أستراليا لفتح أبواب التأهل، لكن الهزيمة صعبت من مهمة تونس. وحتى وإن أراحت فرنسا أبرز لاعبيها بعد أن ضمنت الترشح، لن تكون مهمة النسور سهلة أبدا للفوز ضد بطل العالم».