ستكون جماهير كرة القدم على موعد مع ديربي بريطاني مُرتقب قد يحسم هوية المتأهل لثمن نهائي كأس العالم 2022، بين إنجلترا وويلز.

ويواجه منتخب إنجلترا نظيره الويلزي، الثلاثاء، على ملعب أحمد بن علي المونديالي، في الجولة الثالثة من المجموعة الثانية في كأس العالم 2022.



المباراة قد تحسم المتأهل للمونديال، حيث يحتاج منتخب ويلز للفوز على إنجلترا، فيما سيكفي «الأسود الثلاثة» الحصول على نقطة التعادل للتأهل بشكل رسمي.

وإذا كانت أهمية المباراة كروية في المقام الأول، لكنها تكتسب أهميتها الأولى من الجانب الاجتماعي، في ظل العلاقات المتشابكة بين إنجلترا وويلز.

بداية الصراع

إنجلترا هي درة التاج البريطاني، ولكنها في الواقع ليست الجار المفضل لغيرها من الجمهوريات التابعة للمملكة المتحدة، إيرلندا وويلز واسكتلندا.

سلسلة من التشابكات السياسية والثقافية التي تمتد منذ قرون، نتيجة الغزو البريطاني لهذه الأراضي منذ ذلك الزمن.

وظهر ذلك في إعلان كان دعاية لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» لبطولة الأمم الستة لرياضة الرجبي في 2014، وقد مُنع من العرض لاحقًا بسبب اتهامات بتأجيج الكراهية ضد إنجلترا.

الإعلان أظهر مجموعة من الجماهير تظهر بقمصان إيرلندا وويلز واسكتلندا في إعلان تلفازي، يهتفون جميعًا «إنجلترا»، ثم يُختتم الإعلان بعبارة «لا يتعلق الأمر بمن ترغب في أن ينتصر، بل يتعلق بمن ترغب أن ينهزم».

المنافسة الكروية

منذ 1879 وحتى 1984، أُقيمت مواجهات بشكل سنوي بين منتخبي إنجلترا وويلز تحت مُسمى «بطولة البيت البريطاني»، وقد شهدت غالبيتها انتصار إنجلترا.

في الإطار الرسمي ما بين تصفيات الأمم الأوروبية أو النهائيات، أو تصفيات كأس العالم، تواجه الفريقين في 12 مناسبة، انتصرت إنجلترا في 11 منها، بينما انتهت مواجهة واحدة بالتعادل.

وخلال البطولات الكبرى، لم يلتق الطرفان إلا في مناسبة وحيدة خلال بطولة الأمم الأوروبية 2016، حين انتصرت إنجلترا بصعوبة في مرحلة المجموعات بهدفين مقابل هدف، بفضل هدف متأخر لجيمي فاردي.

إجمالي الانتصارات الإنجليزية في كرة القدم على ويلز هو 68 مباراة، بينما انتصرت ويلز في 14 مباراة فقط، وانتهت 21 مواجهة بالتعادل تاريخيًا.

العداء الرياضي

التنافسية الحقيقية تأتي في لعبة الرجبي، ورغم التفوق التاريخي لإنجلترا في المواجهات المباشرة، إلا أن ويلز تمتلك إرثًا في اللعبة يمكن أن تحتفي به ضد الإنجليز.

توالي المباريات وتقارب النتائج يخلق ذلك النوع من الاحتدام، وينتج عنه مثل تلك الأهازيج التنافسية، وهو الأمر المتاح بين البلدين في رياضة الرجبي، حيث يلتقيان سنويًا في منافسات «دوري الأمم الستة» .

تاريخيًا خلال مواجهات الطرفين في الرجبي، لُعبت 138 مواجهة، فازت إنجلترا بـ66 منها، وانتصرت ويلز في 60 فقط، بينما انتهت 12 مواجهة بالتعادل.

جذور إنجليزية

رغم التنافسية الجماهيرية، لا يمكن أن تتنصل ويلز من جذورها البريطانية، واعتماديتها على كرة القدم الإنجليزية لبناء منتخب يستطيع المنافسة بين عمالقة أوروبا خلال السنوات الأخيرة.

من قائمة ويلز التي تحمل 26 اسمًا في كأس العالم الجارية بقطر، 10 لاعبين وُلدوا خارج ويلز، و9 تحديدًا وُلدوا على أراضٍ إنجليزية بالإضافة لمولود واحد في الأراضي الألمانية.

الدوري المحلي لويلز لا يمتلك المعايير التي تجعله يضاهي درجات الهواة في إنجلترا، وبالكاد يشارك ممثلوه في الأدوار التمهيدية للمسابقات الأوروبية، والتي يودعونها مبكرًا.

في حين أن كرة القدم الويلزية لم تحظ بصيت مناسب إلا بعد أن تنصلت أندية مثل سوانزي سيتي وكارديف سيتي من المسابقات المحلية في ويلز، وقررت الانضمام إلى هرم كرة القدم الإنجليزي، فأصبحنا نشاهد هذه الأسماء في الدوري الإنجليزي الممتاز من حين إلى آخر.