الشباك العذراء تخطف الأنظار

صحيح أن البرازيل منشغلة بإصابة نيمار، والتخوف من إمكانية عدم تعافيه في الوقت المناسب لإكمال المشوار في مونديال 2022، لكن فريق المدرب تيتي مبني على أكثر من اللمحات الفنية والقدرات الهجومية الهائلة لنجم باريس سان جرمان الفرنسي.

عندما نتحدث عن البرازيل، يكون التركيز دائماً على القوة الهجومية بسبب القدرات الهائلة التي يتمتع بها «سيليساو» في هذه الناحية، لكن هناك أسس هامة بقدر تسجيل الأهداف ومتمثلة بالخط الدفاعي الصلب الذي باستطاعته لعب دور أساسي في تحقيق حلم الفوز بلقب أول منذ 2002 وسادس في تاريخ البلاد. بعد مباراتين في مستهل الرحلة الثانية والعشرين من أصل 22 نسخة، يبقى المنتخب البرازيلي نظيف الشباك والأهم من ذلك أنه حجز بطاقته إلى ثمن النهائي من دون أن يسمح لكل من صربيا «2-صفر» أو سويسرا «1-صفر» بالتسديد على مرماه.



ما زالت البطولة في مطلعها ودائماً ما تسجل البرازيل بدايات قوية في النهائيات العالمية، وأبرز دليل أنها لم تذق طعم الهزيمة في مبارياتها الـ17 الأخيرة في دور المجموعات، لكن مشوارها انتهى عند ربع النهائي في 2006 و2010 و2018 وعند دور الأربعة عام 2014 على أرضها حين منيت بهزيمة مذلة تاريخية أمام الألمان 1-7.

لكن هذه المرّة الأسس صلبة أكثر من أي وقت مضى ليس بسبب وجود لاعبين قادرين على تعويض غياب نيمار الذي تأكد غيابه عن مباراة الجولة الأخيرة الجمعة أمام الكاميرون لإصابة في الكاحل تعرض لها ضد صربيا، بل بسبب وجود خط خلفي يضم حارس ليفربول أليسون بيكر، المخضرمين تياجو سيلفا وماركينيوس، ولاعب وسط دفاعي من مستوى الخبير كاسيميرو.

بعد مباراة الجولة الثانية أمام سويسرا، أقر تيتي أن الفريق افتقد نيمار الذي سبق له أن اختبر سيناريو مماثلاً عام 2014 حين أصيب في ظهره خلال لقاء ربع النهائي ضد كولومبيا وغاب عن الهزيمة المذلة أمام الألمان.

ورأى كاسيميرو بعد تسجيله هدف الفوز على سويسرا أن الفريق الحالي أقوى من الذي خاض نهائيات 2014.

وتابع لاعب ريال مدريد الإسباني السابق ومانشستر يونايتد الإنجليزي الحالي «المدافعون باتوا أكثر خبرة. هذه مباراة أخرى بشباك نظيفة «ضد سويسرا» والأمر لا يتعلق بأليسون أو رباعي خط الدفاع، بل يبدأ الأمر من المهاجم ريتشارليسون في المقدمة».

التألق الدفاعي للبرازيل لم يبدأ في مونديال 2022، بل من تصفيات أمريكا الجنوبية التي خاضها رجال تيتي من دون أي هزيمة وبـ13 مباراة بشباك نظيفة من أصل 17، فيما اهتزت شباكهم 5 مرات فقط في كافة هذه التصفيات.

تفاهم مثالي

أثبت التاريخ أن الدفاع القوي هو مفتاح الفوز باللقب العالمي ، ففي طريقها لدخول نادي الأبطال عام 2010، اهتزت شباك إسبانيا مرتين فقط في المباريات السبع، على غرار إيطاليا عام 2006 وفرنسا عام 1998، فيما توجت فرنسا باللقب قبل أربعة أعوام بتلقيها ستة أهداف في أكبر عدد أهداف في شباك فريق يتوج بطلاً منذ 1982.

ويلعب كاسيميرو دوراً محورياً في الحفاظ على التوازن في فريق برازيلي يعج بترسانة هجومية حتى بدون نيمار لدرجة أن نجم ليفربول روبرتو فيرمينو لم يجد له مكاناً في قائمة تيتي إلى النهائيات.

بعد هدف الفوز على سويسرا، أشاد نيمار على تويتر بزميله كاسيميرو الذي «فرض نفسه أفضل لاعب وسط في العالم لفترة طويلة جداً».

ولدى سؤاله عما أدلى به نيمار، قال تيتي «لا أعلق عادة على آراء الآخرين، لكن هذه المرة سأسمح لنفسي أن أقول إني متفق مع نيمار».

خلف كاسيميرو، هناك المخضرم تياجو سيلفا الذي ما زال يؤدي على أعلى المستويات رغم أعوامه الـ38، وصديقه من أيام سان جرمان ماركينيوس الذي يصغره بعشرة أعوام.

التفاهم بينهما على أعلى المستويات ويعرفان بعضهما عن غيب ليس بسبب وجودهما مع المنتخب وحسب، بل بسبب الأعوام السبعة التي أمضياها معاً في سان جرمان قبل أن يقرر تياجو سيلفا البحث عن تحدٍ جديد بألوان تشيلسي.