سلك مهاجم منتخب إنجلترا ماركوس راشفورد طريقا طويلة، وصعبة في بعض الأحيان، لاستعادة الثقة بنفسه والتي بدت محطّمة، لا سيما بعد أن كان أحد ثلاثة لاعبين أضاعوا ركلات ترجيحية، تسببت بخسارة إنجلترا نهائي كأس أوروبا صيف عام 2021 ضد إيطاليا. فبعد إخفاقه في ركلته الترجيحية، عاش راشفورد موسما صعبا في صفوف مانشستر يونايتد، حيث خاض 13 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وسجل 4 أهداف فقط، قبل أن يستعيد مستواه في الأشهر الأخيرة بإشراف مدرّبه الهولندي إريك تين هاج، الذي يساعده كثيرا ويؤمن بقدراته. وقد استفاد المنتخب الإنجليزي بأفضل طريقة ممكنة، من الحالة النفسية الرائعة التي يعيشها راشفورد حاليا، وذلك خلال مواجهة ويلز، بتسجيله هدفين رائعين أحدهما من ركلة حرة مباشرة، والثاني بمجهود فردي.

وأضاف هذين الهدفين إلى هدف في مرمى إيران، سجله بعد 48 ثانية من نزوله احتياطيا، ليتساوى في صدارة ترتيب هدافي المونديال برصيد 3 أهداف، مع لاعبين آخرين أمثال الفرنسي كيليان مبابي والهولندي كودي جاكبو. ولا شك أن راشفورد، الذي شارك أساسيا للمرة الأولى في كأس العالم الحالية ضد ويلز، سجل نقاطا ليخوض مباراة الدور ثمن النهائي ضد السنغال، غدا الأحد، من البداية.

«لاعب مختلف»



وأشاد به مدربه جاريث ساوثجيت بعد المباراة، بقوله «كان التحدي كبيرا أمامه.. ذهبت لرؤيته خلال الصيف، وتحدثت معه طويلا».

وتابع «كانت لديه أفكار واضحة عن الأمور التي يمكن ان يعمل عليها.. تستطيعون رؤية السعادة من خلال عروضه مع ناديه في الآونة الاخيرة.. تستطيعون رؤية ذلك أيضا في تدريبات المنتخب الإنجليزي».

وواصل «لدينا لاعب مختلف تماما، عن الذي كان معنا في نهائيات كأس أوروبا العام الماضي.. إنه أمر رائع له ولنا».

أما زميله لوك شو، فقال «يملك (راشفورد) موهبة رائعة، وفي بعض الأحيان لا أحد يستطيع مواجهته، وهذا ما اظهره (ضد ويلز).. لديه القدرة على صناعة الفارق.. إنه لاعب مدهش».

ويبقى أن يقود راشفورد منتخب بلاده إلى الكأس المرموقة، ليمحو نهائيا آثار الركلة المهدرة أمام إيطاليا، ويرسّخ اسمه في تاريخ الكرة الإنجليزية.