قدم منتخب البرازيل بطولة نموذجية في كأس العالم عام 1950 على أرضه، لم يكن ينقصها حينها سوى الخطوة الأخيرة.

وتوج منتخبا أوروجواي وإيطاليا بالنسخ الثلاث الأولى من بطولة كأس العالم، بواقع نسخة للأول (1930 على أرضه)، ونسختين للثاني (1934 على أرضه و1938 في فرنسا).

***



البرازيل وكأس العالم 1950

استضاف راقصو السامبا النسخة الرابعة من كأس العالم، وسط آمال كبيرة من جماهيرهم بالتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخهم.

واستهل منتخب البرازيل مونديال 1950 بالفوز 4-0 على المكسيك في دور المجموعات، قبل أن يتعادل مع سويسرا 2-2، ويفوز على يوغوسلافيا 2-0 في المباراة الثالثة.

وتصدر راقصو السامبا مجموعتهم، ليتأهلوا إلى الدور النهائي الذي أقيم بنظام دوري من دور واحد بمشاركة 4 منتخبات تمكنت من تصدر مجموعاتها في الدور الأول.

وحقق منتخب البرازيل في أول مباريات بالدور النهائي فوزين كاسحين على السويد 7-1 وإسبانيا 6-1، ليبقى التتويج باللقب الأول مرهونا بعدم الخسارة أمام أوروجواي في المباراة الثالثة.

وكان منتخب أوروجواي تعادل حينها مع إسبانيا 2-2 في مباراته الأولى بالمجموعة، قبل أن يفوز على السويد 3-2 في المباراة الثانية.

***

فضيحة الماراكانازو

على خلاف كل التوقعات، لم يتمكن منتخب البرازيل من الفوز على أوروجواي في المباراة الأخيرة بالمجموعة، ليفشل في التتويج بلقبه الأول، بينما توج الضيوف بالمونديال للمرة الثانية.

وتقدم المنتخب البرازيل أولا بهدف في الدقيقة 47 من المباراة، قبل أن تقلب أوروجواي الطاولة بهدفين في الدقيقتين 66 و79، ليصدم الجماهير التي امتلأت بها مدرجات استاد ماراكانا التاريخ.

وحولت الخسارة الاحتفالية التي كان من المنتظر إجراؤها إلى ما يشبه الجنازة، وهاجمت جماهير البرازيل لاعبيها بشكل حاد، وأطلق على تلك المباراة فضيحة "الماراكانازو" نسبة إلى استاد ماراكانا التاريخي.

***

باربوسا المظلوم.. وهدية مستفزة

كان مواسير باربوسا، حارس منتخب البرازيل، أحد العوامل التي حملتها جماهير راقصي السامبا مسؤولية الخسارة التاريخية، بسبب الهدفين القاتلين اللذين سكنا مرماه.

وظلت لعنة فضيحة "الماراكانازو" تطارد باربوسا طوال حياته، ليضطر لقضاء السنوات الأخيرة من حياته في دار مسنين، وفقا لما رواه لوثيانو بيرنيكي في كتابه "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال".

وروى بيرنيكي في كتابه بعض المواقف التي تعرض لها باربوسا بسبب تلك اللعنة، ومن بينها أنه عند تجديد ملعب الماراكانا عام 1980 تم إهداؤه المرمى الخشبي الذي تلقى فيه هدفي أوروجواي اللذين أضاعا لقب كأس العالم على البرازيل.

لكن الهدية لم ترق لحارس البرازيل السابق بالطبع، فقام بتكسير القائمين وأشعل بهما حلقة من النيران قام بعمل حفل شواء كبير عليها، دعا إليه من تبقوا من أصدقائه.

وظل باربوسا منبوذا حتى من مسؤولي اتحاد الكرة البرازيلي، حتى إنه عندما حاول زيارة راقصي السامبا قبل مشاركتهم في كأس العالم 1994، أمر أحد الإداريين رجال الأمن بإبعاده قائلا: "خذوه بعيدا فهو لا يجلب سوى سوء الحظ".

يذكر أن حارس البرازيل المنبوذ فارق الحياة عام 2000، وقال قبل وفاته كلمة تعبر عن مأساته: "أكبر عقوبة في البرازيل بسبب ارتكاب جريمة هي الحبس 30 عاما.. بينما أنا أدفع ثمن جريمة لم أرتكبها منذ 50 عاما".