البرنابيو مسرحاً لقمة نصف النهائي

يستضيف ملعب سانتياجو برنابيو ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال بين ريال مدريد ومانشستر، المواجهة التي تعد نهائيا مبكرا.



ولا تزال ذكرى لقاء العام الماضي حاضرة في الأذهان، وتلقي بظلالها على نسخة العام الجاري بين الريال حامل اللقب والمتوج بالعدد الأكبر من الكؤوس (14 مرة)، والسيتي الذي لا يتوقف عن مغازلة (ذات الأذنين).

ودخلت مواجهة العام الماضي بين الفريقين في نصف النهائي، الـ11 بالنسبة لريال مدريد في آخر 13 نسخة، إلى كتاب التاريخ في ظل حقبة ذهبية للميرينجي بطل خمس نسخ من آخر تسعة، وفي وجود كارلو أنشيلوتي الذي يحافظ على هيمنة زين الدين زيدان على التشامبيونز التي طال انتظار بيب جوارديولا لها بعد أن رفع الكأس مع برشلونة لكنه لم يكرر ذلك مع أي فريق آخر.

ويقدم الريال موسما ملحميا في دوري الأبطال مع عودة تاريخية في النتيجة أمام منافسيه وصولا إلى نصف النهائي، فقد سحق ليفربول في ثمن النهائي بنتيجة إجمالية 6-2 بعد فوز عريض في ملعب أنفيلد، ثم تجاوز عن استحقاق عقبة تشيلسي 4-0.

وحافظ تيبو كورتوا على نظافة شباكه في 346 دقيقة وهو عامل حاسم لكنه لن يكون كافيا وحده أمام فريق مثل السيتي الذي يختلف تماما عن نسخة العام الماضي لا سيما في ظل وجود المهاجم النرويجي الخطير إرلينج هالاند والذي سيكون في مواجهة خاصة مع جناح الملكي فينيسيوس جونيور، وهما لاعبان يصنعان الفارق لفريقيهما فضلا عن صغر عمرهما ما يجعلهما مرشحين لخلافة كريستيانو رونالدو وليو ميسي.

ويمثل إيقاف هالاند التحدي الأكبر أمام كارلو أنشيلوتي الذي لا يستطيع الاعتماد على قائد خط دفاعه إيدير ميليتاو بسبب الإيقاف ويغيب عن لقاء البرنابيو، بالتالي يظهر الألماني أنطونيو روديجر كخيار أمثل بفضل قوته الجسمانية التي يستطيع بها تحييد خطورة النرويجي.

لكن المشكلات لا تتوقف عند هذا الحد، فهناك أيضا مركز الظهير الأيسر والذي يغيب عنه فيرلاند ميندي رغم أن أنشيلوتي يدفع عادة بإدواردو كامافينجا بدلا منه في هذا المركز، إلا أن كارليتو قد يعتمد على ناتشو أو حتى تحريك ديفيد ألابا قليلا مع ناتشو في القلب. كما أن هناك مخاطرة حال الاعتماد على الألماني توني كروس كمحور ارتكاز بمفرده إضافة إلى تراجع مستوى الفرنسي أوريليان تشواميني مؤخرا.

ولا بديل عن الكرواتي لوكا مودريتش في خط الوسط، وكذلك البرازيلي رودريجو جويش الذي تطور مستواه في الفترة الماضية بشكل كبير حيث سجل هدفي الفوز في نهائي كأس الملك السبت الماضي، وقد يلجأ أنشيلوتي إلى تقديم الأوروجوائي فيدي فالفيردي قليلا إلى الأمام نحو الهجوم.

من ناحيته، يخوض مانشستر سيتي رابع نصف نهائي في تاريخه بقدر أكبر من الثقة، ويأمل السيتي أن يصبح ثاني فريق إنجليزي يحقق الثلاثية ويبسط نفوذه على إنجلترا وينقل ذلك إلى المستوى القاري.

لكن المواجهة ستكون صعبة أمام الفريق الذي أقصى السيتي في نسخة 2016 والعام الماضي بريمونتادا تاريخية ألقت بظلالها على السيتيزن هذا الموسم وجعلت بيب أكثر عملية وتعلم إهدار الوقت واللعب من أجل النتيجة والدفاع حين تكون هناك حاجة لذلك.

فلسفة وخطر

لكن أبرز الإضافات في صفوف السيتي بالطبع هو هالاند صاحب الـ51 هدفا هذا الموسم، رغم أن جوارديولا حذر أن مشكلة هذا الفريق في التشامبيونز لم تكن الأهداف المسجلة بل المتلقاة، مثل الستة التي نالها من الريال في نصف نهائي النسخة الماضية.

ولحل هذه المعضلة، دعم المدرب الكتالوني فريقه بمنظومة تلعب بفلسفة هولندية؛ حينما يكون الفريق بحوزته الكرة يلعب بثلاثة مدافعين ويتقدم جون ستونز للعب دور محور الارتكاز، أما في حالة فقدان الكرة فيعود خط الدفاع ليصبح رباعيا.

وتسبب هذا الأسلوب في عدم وجود أظهرة حقيقيين للسيتي وهو ما يمثل خطرا داهما خاصة أمام فريق مثل الريال.

لكن إصابة ناثان آكي لا تترك خيارا أمام بيب سوى الاستعانة بالسريع كايل ووكر كمدافع ثالث جهة اليمين وإزاحة مانويل أكانجي نحو اليسار، بجوار البرتغالي روبن دياز.

وقد منح جوارديولا العناصر الأساسية في الفريق راحة خلال مواجهة ليدز؛ وهم دياز وجاك جريليش ورودري وبرناردو سيلفا وستونز ووكر، استعدادا لملاقاة الريال المصيرية.