يحلم ميلان الإيطالي بتحقيق ريمونتادا تاريخية ضد إنتر ميلان، ليعود للمكان الذي لعب عليه أحد أشهر نهائيات دوري أبطال أوروبا، قبل 18 عاما.

وخسر ميلان، يوم الأربعاء الماضي، ضد غريمه التقليدي إنتر ميلان بثنائية نظيفة، على ملعبه سان سيرو، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.



ورغم أن مباراة الإياب، يوم الثلاثاء ، ستكون على ملعب غريمه إنتر ميلان، جوسيبي مياتزا، غير أن حقيقة أن الملعب هو نفسه دون احتساب قاعدة الهدف الاعتباري تجعل فرصه في التأهل لا تزال قائمة.

وحال التأهل، سيكون ميلان على موعد مع خوض مباراة جديدة في إسطنبول بتركيا، نفس المكان الذي خسر فيه نهائي دوري أبطال أوروبا 2005، أمام ليفربول الإنجليزي، في واحد من أشهر النهائيات في تاريخ المسابقة.

وتفوق ميلان على ليفربول بنتيجة 3-0 في الشوط الأول، ليعتقد الجميع أن المباراة قد حُسمت، قبل أن يقلب «الريدز» الطاولة في الشوط الثاني بتعديل النتيجة إلى 3-3، ثم حسم اللقب بركلات الترجيح.

وتفاءل جمهور ميلان خيراً عقب تأهل فريقه للمربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا، خاصة أن المواجهة جمعتهم بفريق إنتر ميلان الذي طالما تفوقوا عليه في الكأس ذات الأذنين.

وتفوق ميلان على إنتر في نفس الدور خلال موسم 2002-2003 بقاعدة الهدف الاعتباري بعد التعادل 0-0 في سان سيرو و1-1 في جوسيبي مياتزا.

والتقى الفريقان في 2005 بربع النهائي، وفاز ميلان مرتين 2-0 و3-0، حيث إن المباراة الثانية أُلغيت بعد أعمال الشغب من قبل جماهير «النيراتزوري».

ماذا تغير بين ميلان 2005 و2023؟

بكل بساطة تحول ميلان من أحد مرعبي فرق القارة العجوز والعالم وبطل أوروبا في 2005 إلى فريق متوسط في القارة بعد نحو 18 عاما من تلك المباراة.

ولم يتأهل ميلان إلى المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا منذ تتويجه باللقب في موسم 2006-2007 إلا في 2023، بينما كانت أفضل إنجازاته في تلك الفترة، 16 سنة، هي الخروج ضد برشلونة بنتيجة 1-3 في ربع نهائي 2012.

كان مدرب ميلان في 2005 هو كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الحالي، بينما الآن المدرب هو ستيفانو بيولي، والفارق بينهما أن الأول كان قد توج بالبطولة الأوروبية مع الفريق قبلها، وحقق العديد من الانتصارات على فرق الصف الأول، مثل بايرن ميونخ الألماني وبرشلونة وريال مدريد الإسبانيين ومانشستر يونايتد الإنجليزي.

أما ميلان فتأهله لهذا الدور في الموسم الحالي أو حتى مشاركاته السابقة في عهد بيولي لم تشهد التفوق على أي من فرق الصف الأول، وحتى حين واجه تشيلسي المترنح هذا الموسم في دور المجموعات خسر ضده مرتين 0-2 و0-3، وتكرر الأمر الموسم الماضي مع ليفربول بخسارتين 1-2 و2-3.

على صعيد النجوم، كان فريق 2005 يحتوي على مجموعة من أفضل نجوم العالم من أمثال ريكاردو كاكا وفيليبو إنزاغي والحارس ديدا وكريستيان أبياتي والقائد باولو مالديني وكافو وأليساندرو نيستا وياب ستام وأليساندرو كوستاكورتا وجينارو غاتوزو وأندريا بيرلو مايسترو الوسط التاريخي وأندريه شيفشنكو وهيرنان كريسبو.

بينما على الجانب الآخر، فإن الفريق الحالي أغلب نجومه من الشباب الصاعد المفتقد للخبرات، رغم وجود مواهب واعدة مثل البرتغالي رافائيل لياو والجزائري إسماعيل بن ناصر وديفوك أوريغي والمخضرم زلاتان إبراهيموفيتش الذي تجاوز الـ41 عاماً قبل 7 أشهر وأوليفييه جيرو هداف فرنسا التاريخي.

وعلى صعيد الموسم الكروي، فإن ميلان في 2004-2005 حل ثانياً في الدوري الإيطالي، بفارق 7 نقاط خلف البطل يوفنتوس، بعد منافسة حامية الوطيس، بينما الفريق الآن قد خسر الدوري بالفعل ويحتل المركز الخامس برصيد 61 نقطة بفارق 22 نقطة عن نابولي المتوج باللقب والذي لعب مباراة أقل.

ورغم أن نقطة التشابه الوحيدة قد تبدو الخروج المبكر من كأس إيطاليا، فإنه حتى في 2005 كان السقوط في ربع النهائي، لكن هذا العام كان مبكراً بشكل أكبر في دور الستة عشر.