تواصلت فصول أزمة العنصرية في الدوري الإسباني، عبر مشهد مأساوي جديد كان ضحيته مرة أخرى البرازيلي فينيسيوس جونيور جناح ريال مدريد، والجاني فيه جمهور فالنسيا.

وانتقد فينيسيوس جونيور العنصرية المستشرية في الدوري الإسباني (الليغا) بعدما تعرض لإهانات جديدة من قبل جماهير فالنسيا (الأحد) في مباراة الفريقين بالمسابقة، مشدداً على أنه دائماً ما يتعرض لإهانات عنصرية من جماهير منافسي ريال مدريد في البطولة.



وشكك النجم البرازيلي في آليات تعامل إدارة الدوري الإسباني مع المسألة، وعدم تطبيق عقوبات على الجماهير والكيانات التي ترتكب أفعالاً غير لائقة ضد أصحاب البشرة السوداء.

ونشر موقع العين الرياضية تقريرا موسعا حول فصول العنصرية في الدوري الإسباني، والتي كان العديد من النجوم ضحية لها.

مدريد.. الجان والضحية

كان ريال مدريد بطلاً لواقعة عنصرية قديمة في الدوري الإسباني تعود إلى موسم 1992-1993، حين أهانت جماهيره اللاعب النيجيري ويلفريد أغبونافباري حارس مرمى رايو فاليكانو، بعبارات مثل «زنجي»، و»أيها اللعين»، و»اذهب لقطف القطن».

وقبل إحدى مباريات الفريقين قام مشجع عمره 13 عاماً بالبصق على الحارس وتوعده قائلا:ً «سنذهب يوم الأحد لضرب هذا الزنجي حتى الموت»، مع إهانات أخرى، لكن رد اللاعب الذي توفي في يناير/ كانون الثاني 2015 كان مثالياً، حيث قال: «هم يهاجمونني لأنني أنقذت الكثير من الكرات ولأن بشرتي سوداء».

إنريكي وولده أمونيكي

تعرض لويس إنريكي، مدرب برشلونة ومنتخب إسبانيا السابق وأحد نجوم خط الوسط في تسعينيات القرن الماضي، إلى هتافات عنصرية من جماهير ريال مدريد رغم أنه ليس من أصحاب البشرة السوداء، حيث كانت تهتف ضده قائلة: «تو بادري أمونيكي»، أي «والدك هو أمونيكي».

وجاءت تلك الهتافات العنصرية من جماهير ريال مدريد ضد إنريكي لأنه كان لاعباً سابقاً في الفريق وانتقل إلى الغريم برشلونة، أما أمونيكي فهو النيجيري إيمانويل أمونيكي لاعب الفريق الكتالوني حينها وزميل لويس السابق في كامب نو.

أزمة هنري مع أراغونيس

كان الراحل لويس أراغونيس، مدرب منتخب إسبانيا الأسبق الذي قاد الماتادور للقب كأس أمم أوروبا 2008، أحد جناة العنصرية في الكرة الإسبانية وذلك عام 2004.

والتقطت عدسات الصحافة أراغونيس وهو يتحدث مع مواطنه خوسيه أنطونيو رييس، لاعب أرسنال الإنجليزي وقتها، عن الفرنسي تييري هنري مهاجم الغانرز وبرشلونة السابق، بعبارات عنصرية.

وقال أراغونيس لرييس عن زميله الفرنسي: «يجب عليك أن تظهر أنك أفضل من هذا الأسود اللعين».

وهاجمت الصحافة الإنجليزية أراغونيس العنصري بسبب كلماته ضد ماكينة الأهداف الفرنسية، مما نتج عنه توقيع غرامة 87 ألف دولار أمريكي كغرامة على الاتحاد الإسباني لكرة القدم.

وهدد اليويفا أراغونيس بالإيقاف، لكن المدرب المتوج باليورو فيما بعد نجح في الاستئناف ضد التهمة حتى تم تصنيف ما قاله بأنه: «سلوك يمكن اعتباره عنصرياً».

نجوم برشلونة والفول السوداني

واجه عدة نجوم من برشلونة هتافات عنصرية في العقد الأول من الألفية، بداية من المهاجم الكاميروني المخضرم صامويل إيتو، الذي تم وصفه بالقرد وألقي عليه الفول السوداني في مباراة ضد ريال سرقسطة سنة 2005، مما جعله يهدد بترك الملعب.

وتكرر الأمر مع البرازيلي رونالدينيو، زميل إيتو في برشلونة خلال تلك الفترة، ومدربهما الهولندي فرانك ريكارد، لكن عوقب المشجعين العنصريين بعدما تم التعرف عليهم، وغرموا وحرموا من حضور الأحداث الرياضية لخمسة أشهر.

جمهور أتلتيكو مدريد وجه هتافات عنصرية ضد الكاميروني كارلوس كاميني، حارس مرمى إسبانيول، مما تسبب في تغريم فريق العاصمة الإسبانية 6 آلاف يورو، ثم غرم ريال مدريد 3900 دولار في 2009 بسبب ترديد عبارات فاشية في إحدى المباريات.

البرازيلي داني ألفيس، ظهير برشلونة السابق، ألقيت عليه في مباراة ضد فياريال ثمرة موز، أخذها وقضمها وصنع بعدها هدفين، ليتحول الأمر من إساءة عنصرية لحملة للتعاطف مع أصحاب البشرة السمراء.

وقام نيمار دا سيلفا، زميل ألفيس وقتها في منتخب البرازيل وبرشلونة، ولاعب باريس سان جيرمان الفرنسي الحالي، بنشر صور له وهو يتناول الموز، بينما هاجم اللاعب الأكثر تتويجاً بالبطولات في التاريخ الأفعال العنصرية وطالب بمعاقبة مرتكبيها، ليتم فرض غرامة 12 ألف يورو على فريق الغواصات الصفراء.

وهاجمت جماهير أتلتيكو مدريد من جديد باباكولي ديوب لاعب ليفانتي في مايو/ أيار 2014 بهتافات عنصرية، بينما تم حظر 12 مشجعاً من إسبانيول بعدما هاجموا الغاني إينياكي ويليامز، لاعب أتلتيك بلباو، في مباراة لعبت في يناير 2020.

ذكاء ألفيس ضد العنصرية

وغادر نجوم فريق فالنسيا أنفسهم ملعب مباراتهم ضد قادش في أبريل/ نيسان 2021 بسبب هتافات عنصرية ضد زميلهم مختار دياخابي.

أما فينيوس جونيور فالعنصرية معه لم تبدأ في مباراة فالنسيا، لكنها مرت بعدة حلقات أبرزها كانت ضد أتلتيكو مدريد في ديربي العاصمة، مطلع الموسم الحالي، حين تم وصفه بالقرد، وهو الهتاف الذي تكرر في مباراة الخفافيش الأحد. ورغم أن الاتحاد الإسباني توعد باتخاذ قرارات حاسمة ضد المتهمين بارتكاب تلك الأفعال، فقد تم الكشف في فبراير الماضي أنه لم يصدر مطلقاً أي حكم على شخص في إسبانيا بسبب القيام بأفعال عنصرية تتعلق بكرة القدم.