عندما يتعلق الأمر بركلات الترجيح فإن حارس المرمى تكون له الكلمة العليا، وهو ما حدث في مواجهة المغرب وإسبانيا في ثمن نهائي كأس العالم، ليظهر ياسين بونو كبطل خارق ينقذ بلاده.

وعقب التأهل التاريخي، قال ياسين بونو للصحفيين: "هذه لحظة تاريخية.. نشكر الجماهير التي ساندتنا.. قدمنا مباراة رائعة ولم نستسلم رغم أن إسبانيا استحوذت على الكرة".

وتابع: "كنا أذكياء وتعاملنا مع المباراة بطريقة جيدة.. حاولنا تدبير الضغط الذي كان علينا".



من جهته، قال مدرب إسبانيا لويس إنريكي، إن بونو أعرفه شخصيا وهو "حارس رائع في ركلات الترجيح واليوم ( أمس ) كان رائعا".

وفاز المغرب بنتيجة (3-0) على إسبانيا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي سلبيا بدون أهداف.

***

تهديد بالغياب .. وتشتيت للمسددين

وكان بونو مهددا بالغياب عن المباراة بعد أن تعرض لإصابة في مباراة بلجيكا في مرحلة المجموعات، ثم عاد أمام كندا وسط شكوك حول جاهزيته.

حارس مرمى أسود المغرب رفض الحصول على راحة والغياب عن التدريبات ليظهر في التحدي الأكبر أمام إسبانيا ويفوز بجائزة رجل المباراة بعد أداء رائع.

واستخدم بونو طريقة مميزة في التصدي لركلات الترجيح، تشبه مراوغات المهاجمين للمدافعين، حيث يراوغ بجسده يمينا ويساراً ليشتت المسدد قبل أن يذهب وراء الكرة للتصدي لها.

وأصبح بونو ضمن الحراس القلائل في تاريخ كأس العالم بعدما تصدى لركلتي ترجيح وكان قريبا من الثالثة التي ضربها القائم، حيث لم ينجح أي حارس في تاريخ كأس العالم في فعل ما هو أكثر من ذلك.

ولم يسبق لأي حارس عربي أو إفريقي التصدي لأكثر من ركلة جزاء في كأس العالم خلال مباراة واحدة، لكن بونو فعلها.

كما ولم يفكر بونو على صعيد آخر في استغلال جنسيته الكندية لتمثيل منتخب كندا، حيث ولد في مدينة مونتريال الكندية لأبويين مغربيين، وعاد إلى بلاده حينما كان في الثانية من عمره، إذ كان والده يعمل كمهندس مدني .

***

بداياته في أتلتيكو وصولا لـ "زامورا"

وخرج بونو من أكاديمية الوداد البيضاوي المغربي إلى الفريق الرديف لأتليتكو مدريد عام 2012، وخاض عدة تجارب أخرى في إسبانيا بين ناديي جيرونا وريال سرقسطة حتى استقر به الأمر في إشبيلية.

وتألق ياسين مع إشبيلية وتوّج مستواه المميز بجائزة "زامورا" الموسم الماضي كأفضل حارس في "الليغا" وأول حارس مرمى عربي يتوّج بها، بعد أن لعب 31 مباراة واهتزت شباكه 24 مرة وخرج بشباك نظيفة في 13 مناسبة (0.77 هدف في المباراة الواحدة)، كما يُعدّ بونو أول حارس في تاريخ النادي الأندلسي يزور شباك منافسيه.

تكمن جمالية جائزة "زامورا" قبل كل شيء في حقيقة أن بونو نجح في التفوق على النجمين البلجيكي تيبو كورتوا (ريال مدريد) والسلوفيني يان أوبلاك (أتليتكو مدريد)، الفائزين بثمانية من آخر تسع جوائز زامورا (خمسة للسلوفيني وثلاثة للبلجيكي).

واعتبر بادو الزاكي أسطورة المغرب في حراسة المرمى، ياسين بونو خليفته، وأكد أنه يستحق مكانته في الدفاع عن عرين الأسود بصفة أساسية، ليأتي مونديال 2022 ويؤكد ذلك بتألق بونو أمام إسبانيا.