حسين الدرازي

في خطوة غريبة عن ملاعبنا وبعيدة عن الأعراف الرياضية، انسحب الفريق الأول لكرة القدم بنادي البديع من مباراته أمام الرفاع الشرقي في الجولة الثالثة عشرة من دوري ناصر بن حمد الممتاز احتجاجاً على قرار حكم المباراة باحتساب هدف للرفاع الشرقي في الوقت بدل الضائع من المباراة لتصبح النتيجة هدفين مقابل هدف واحد لمصلحة الرفاع الشرقي.

وكانت النتيجة تُشير للتعادل بهدف لكلا الفريقين إلى أن سجل محمد دعيج هدفاً للشرقي في الدقيقة 98 وعلى إثره ارتأى الحكم المساعد رفع الراية على اعتبار وجود حالة تسلل على الرفاع الشرقي، لكن حكم المباراة كان الرأي لديه مُخالفاً على ما يبدو وارتأى أن مهاجم الشرقي سامي الحسيني لم يتداخل في اللعبة ولم يؤثر على حارس البديع عمر سالم وبعد التشاور ما بين الحكم والمساعد تم احتساب الهدف ليفرح الشرقاويون بذلك وتبدأ حالة الغضب البدعاوية من خلال احتجاجات اللاعبين ومن ثم تدخل من في الخارج أيضاً ووصولهم لمنتصف الملعب بمن فيهم المدرب التونسي صابر عبداللاوي، وخرج اللاعبون من الملعب رافضين إكمال المباراة باستثناء الحارس عمر سالم لكنه خرج بعد ذلك بطلب من أحد الإداريين.



وحتى لو كانت هنالك بعض الأخطاء التحكيمية المؤثرة فإن الانسحاب بكل تأكيد مرفوض جملةً وتفصيلاً وسيؤدي إلى عقوبات كبيرة على النادي ومن بينها الغرامة المالية الكبيرة وسحب النقاط.

—————————

بيان البديع... سكب الزيت على النار...!

بعد المباراة بساعات قليلة للغاية خرج نادي البديع ببيان مطول عبر وسائل التواصل الاجتماعي أبدى فيه استياءه من الجانب التحكيمي والأخطاء المؤثرة المُتكررة بحق فريقهم بحسب قولهم، وبيان البديع هذا جاء بمثابة سكب الزيت على النار، إذ بدلاً من شجب واستنكار التصرف الذي حصل بالانسحاب من المباراة خصوصاً أن الدوري يحمل اسماً غالياً على الجميع، ولم يأخذ جانب الانسحاب في بيان البديع سوى جزءاً بسيطاً في نهاية البيان مع تبرير قرار إدارة الفريق!، وللأمانة كنا نتوقع أن يكون بيان البديع أقوى من ذلك وأن يتصدره شجب واستنكار قرار الانسحاب من المباراة والذي يُعد أمراً خطيراً للغاية ويحمل أبعاداً كثيرة، بدلاً من أن يتصدره الحديث عن الحالات والأمور التحكيمية التي ربما تكون خاطئة في نظر البدعاويين ولكن ربما تكون صحيحة من وجهة نظر القانون، خصوصاً أن أغلب الأخطاء تقديرية!

وهذا نص بيان البديع كاملاً (يود نادي البديع الرياضي أن يعرب عن أسفه لما وصل إليه التحكيم في لعبة كرة القدم بمملكة البحرين من مستوى متدنٍ وبات الحلقة الأضعف في مسابقات الاتحاد البحريني لكرة القدم ولجنة الحكام المسؤولة عن تطوير طواقمها التحكيمية، الفريق الأول لكرة القدم بنادي البديع منذ 3 جولات وهو يتعرض لقرارات تحكيمية خاطئة من الحكام ورغم ذلك ارتأت إدارة الفريق الصمت والاكتفاء على تصحيح وتطوير الأداء الفني للفريق، قبل أن يتعرض الفريق مساء السبت الموافق ۱۸/۲/۲۰۲٣ لقرار تحکيمي فادح بشهادة الجميع بعد أن قام حكم المباراة باتخاذ قرارات ازدواجية معاكسة رغم وضوح الحالة ووجود حالتين تستدعي التسلل في الهدف الثاني المحتسب ضد الفريق، ففي اللعبة كان لاعب الرفاع الشرقي في حالة تسلل أثناء تنفيذ زميله الكرة وبعد التصويب كان هناك لاعب آخر قد حجب الرؤية بشكل صريح على حارس المرمى الأحداث والقرارات الخاطئة دفعت بإدارة الفريق لاتخاذ قرار الانسحاب من المباراة رغم العواقب المتوقعة من الاتحاد، خاصة وأن رسائل الاحتجاج التي ترسل بشكل أسبوعي للجنة الحكام لم تطور الحكام بتاتاً والدليل على ذلك بأن الجميع يتحدث عن أخطاء تحيكيمة فادحة ومؤثرة في كل جولة وسط صمت غير مبرر من لجنة الحكام التي تبادر فقط للدفاع عن مواقفها تجاه الحكام المنضوين تحت مظلتها ببيانات عاجلة وسريعة.

ختاماً يود نادي البديع أن يعرب عن أسفه من قرار الانسحاب في المواجهة الأخيرة أمام الأشقاء بنادي الرفاع الشرقي، وفي الوقت نفسه لم تجد إدارة الفريق طريقاً آخر عكس القرار بعد كل الأخطاء التي باتت تتراكم على الفريق من مباراة إلى أخرى).

—————————

الحارس البدعاوي يستحق التحية

يستحق حارس مرمى فريق البديع عمر سالم التحية والتقدير على موقفه الشجاع برفض قرار الانسحاب من مباراة فريقه أمام الرفاع الشرقي في دوري ناصر بن حمد الممتاز، إذ أظهر البث التلفزيوني أن سالم ظل وحيداً من الفريق في الملعب ورفض الخروج منه وحاول كثيراً إقناع البقية بالدخول إلى الملعب وتكملة المباراة ولكن دون أن يتلقى استجابة، حتى تدخل أحد الإداريين ووجهه بالخروج من الملعب ليتوجه الفريق بأكمله إلى غرفة الملابس وحينها أعلن حكم المباراة صافرة النهاية.

عمر سالم بموقفه أعطى دروساً في كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف الصعبة وكان حريصاً على إكمال المباراة لأنه وضع الروح والأخلاق الرياضية في الأمام وقام بتقديم المصلحة العامة بالذات أننا في الدوري (الأم) والذي يحمل اسم سمو الشيخ ناصر بن حمد.

———————-

ماذا لو قرر كل فريق الانسحاب بسبب التحكيم؟!

تشهد المباريات في مختلف دول العالم وفي البطولات كلها بما فيها كأس العالم ودوري أبطال أوروبا والدوريات الكبرى كالإنجليزي والإسباني والإيطالي، العديد من القرارات التحكيمية الخاطئة أو المُثيرة للجدل، بالرغم من وُجود تقنية (الڤار) في جميع هذه البطولات ومنذ عدة سنوات، وتتضرر من هذه القرارات التحكيمية بعض الفرق التي تصرف الملايين، لكننا لم نُشاهد فريقاً يُهدد بالانسحاب من المباراة أو ينسحب منها، صحيح أن الاحتجاجات موجودة وهذا شيء طبيعي واعتيادي، وحتى أحياناً بعض الأندية تخرج ببيانات تشكو تضررها من التحكيم وبشكلٍ حضاري وبدون إساءة، لكن لا يصل الأمر للانسحاب من المباريات، وليس بعيداً عنا، فالدوري السعودي هو أكثر الدوريات القريبة التي تشهد جدلاً تحكيمياً بالرغم من الاستعانة بأفضل الحكام على الصعيد العالمي، لكن الدوري لم يشهد أي قرار بالانسحاب من أي نادٍ، لأن في الأساس هذا المبدأ مرفوض تماماً.

ونادي البديع كان بإمكانه إكمال المباراة خصوصاً أن المتبقي منها ثوانٍ قليلة وبالتالي يبث شكواه عبر عدة جوانب ومنها إصدار بيان مثلاً أو التحدث عبر وسائل الإعلام المختلفة ولكن ليس بهذه الطريقة!، لأننا هنا نقف أمام تساؤل وهو ماذا سيحصل لو كل نادٍ انسحب من مباراته في حال اعتقاده أنه تضرر من التحكيم!؟، حقاً سنعيش في فوضى!.

—————————-

البديع ما بين العقوبات.. والثغرات القانونية

الآن بعد قرار الانسحاب من قِبل نادي البديع من مباراته أمام الرفاع الشرقي في الجولة 13 من دوري ناصر بن حمد الممتاز، فإنه مُعرض للعقوبات من لائحة الانضباط والتي تنص على أن الفريق المنسحب تُحسب النتيجة عليه 3-0 أو تثبيت النتيجة في حالة ما إذا كانت أكبر من ذلك، مع الغرامة 1500 دينار وخصم ست نقاط من رصيده، ولكن البديع أمامه ثغرة قانونية من المُمكن أن يستند إليها وهي أن الحكم لم يُمهل الفريق الوقت الكافي قبل إطلاق صافرته، واللائحة تقول (في حال رفض أحد الفريقين استئناف المباراة، يُقرر حكم المباراة فترة انتظار 15 دقيقة ويتحدث مع كابتن الفريق قبل إنهاء المباراة ويرفع تقريراً بذلك للجنة الانضباط، ففي النهاية هل يتم تطبيق اللائحة أم تنجح المحاولات البدعاوية بالاستناد على الثغرة القانونية؟!.

***

هل أخطأت لجنة الحكام في مباراة البديع والشرقي؟!

ساد التوتر في بعض المباريات الأخيرة في مسابقتنا المحلية وخصوصاً مباراتي نصف نهائي كأس الملك وخرجت أغلب الفرق غير راضية عن قرارات التحكيم، حتى أن الرفاع والمنامة اعتبرا أن التحكيم من الأسباب الرئيسة وراء خروجهما من كأس الملك.

وبعد ذلك بأيام قامت لجنة الحكام بإسناد تحكيم مباراة الرفاع الشرقي والبديع إلى حكم قليل الخبرة وهي مباراته الأولى (ربما) في دوري ناصر بن حمد الممتاز، وكان من الأجدى وفي ظل هذا التوتر الحاصل أن يتم تعيين أفضل الحكام الدوليين لمثل هذه المباريات في هذه الفترة الحساسة أو على الأقل الحكام الذين يمتلكون الخبرة الكافية في إدارة مثل هذه المباريات، مع تأجيل الزج بالحكام الصاعدين لجولات أخرى يكون فيها الوضع أكثر هدوءاً ويكتسبون الخبرة التحكيمية التي تعينهم على تجاوز مثل هذه الأحداث.