وليد عبدالله


الفريق الكروي يحمل ذات الشعار والألوان لشقيقه السلاوي.. ولكن!؟

ثمة إجماع أن الدعم الجماهيري لفريق كرة القدم بنادي المنامة يكاد يكون معدوماً إذا ما قارناه باللعبة الشعبية الأولى بالنادي وهي كرة السلة.


ومن شاهد لقاء المنامة البارحة أمام الشباب وهي مباراة هامة للفريق الذي يتصدر المسابقة، وكان يطمح أيضاً للابتعاد فيها قبل الدخول في الجولات الثلاث «المفصلية» القادمة، يدرك مدى القصور الجماهيري أمام فريقهم الكروي الذي يحمل «ذات الشعار» والألوان نفسها لفريق كرة السلة.. ولكن شتان الانتماء بينهما.

تلك الثقافة الجماهيرية أولدت فجوة سلبية في كيان النادي العاصمي العريق الذي دفع لربما ثمن هبوطه للمظاليم في سنوات سابقة في زيادة الهجران، بينما في الجانب الآخر فريق كرة السلة يصول ويجول محلياً وخليجياً وحتى قارياً.

لا ندري أصابع الاتهام لمن توجه هل إدارة النادي التي لم ترسم استراتيجية تعيد الهوس الكروي الذي كان موجوداً بقوة في السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات، حينها لم يكن المنامة منافساً على البطولات وإنما كان ينافس على مراكز الوسط ومطاردة الصدارة في بعض الأحيان.. لكن كانت الجماهير تحضر بقوة وتساند فريقها بغض النظر عن عدد نقاطه أو مركزه بالدوري.

ورغم أن الوضع الفني تغير 180 درجة، فالفريق الذي يقوده حالياً المدرب السوري هيثم جطل يقدم مستويات كبيرة في السنوات الأخيرة يفوق ما قدمه الرعيل الأول بدليل إحرازه مع مدرب آخر هو الوطني خالد تاج لكأس الملك في السنوات القليلة الماضية لأول مرة في تاريخه، وها هو اليوم على مقربة كبيرة جداً أكثر من أي وقت مضى من تحقيق لقب الدوري -الحلم الذي طال انتظاره- لكن من شاهد العدد الخجول جداً للجماهير المنامية (بضع عشرات) في مباراة الشباب سيدرك أن بطولة الدوري ليست أولوية أو خارج اهتمامهم.

لذلك من الطبيعي أن يفشل الفريق المنامة من استغلال تعثر ملاحقه المباشر المحرق، بتعثره أمام الشباب بالتعادل السلبي، ولو كانت نصف جماهير كرة السلة حاضرة لإستاد علي بن محمد بعراد لكان الوضع ربما مغايراً كأداء ونتيجة، لأن الجميع يدرك حجم جمهور المنامة من جهة، وكذلك أهمية اللاعب رقم 12 في تحفيز اللاعبين نحو الفوز من جهة أخرى.

ويبقى الخوف الذي يداعب قلوب المناميين هو أن يتكرر سيناريو خسارة لقب الدوري كما الموسم الماضي ومواسم أخرى لافتقاد اللاعبين عنصراً هاماً ومحورياً يكمن في الجماهير التي تبقى الدافع الأكبر لتحقيق الانجازات.

أداء باهت.. ونزيف محيّر

فنياً.. لم يقدم المنامة المستوى والأداء اللذين يشفعان له بتحقيق النتيجة لصالحه، وسط الأداء الرجولي الذي قدمه الشباب في هذا اللقاء، ليخرج الفريقان بتعادل سلبي أشبه بخسارة للكتيبة المنامية، مقابل نقطة تعادل مهمة لصالح الكتيبة المارونية الباحثة عن تأمين بقائها في دوري الكبار، على حساب الفرق التي تواجهها فيما تبقى لها من مباريات في هذه المسابقة.

ولعل المنامة الذي كسب نقطة التعادل من هذه المواجهة والتي رفعت رصيده إلى النقطة 35، قد وضع صدارته لفرق المسابقة على صفيح ساخن، خصوصاً أنها ستكون مهددة بشكل كبير بعد هذه النتيجة، فالفارق بينه وبين الفرق المنافسة بصورة مباشرة وهي: المحرق، الخالدية، سترة والرفاع، لا يعدو 5 نقاط.

الفرق المنافسة لديها القدرة والإمكانية في التقدم والوصول إلى صدارة الترتيب، في حال واصل المنامة نزيف النقاط من خلال تسجيله لمزيد من التعادلات أو الخسارة فيما تبقى له من مباريات.

فكتيبة التاج المنامي يجب عليها الحذر بشكل كبير في المباريات المتبقية فمزيد من التعادلات أو تسجيل نتيجة الخسارة، قد يكلف الفريق خسارته المنافسة على تحقيق لقب الدوري.