هنا خبر يستحق الاهتمام، ملخصه أن مهدي كروبي الذي ترشح لانتخابات الرئاسة في إيران عام 2009 وخسرها وقاد على إثرها مع موسوي الذي خسرها أيضاً وآخرين احتجاجات على نتائج الانتخابات التي فاز بها محمود أحمدي نجاد بالتزوير وقمعت بشدة واعتقل بسببها وتم وضعه منذ 2011 تحت الإقامة الجبرية في منزله، كروبي دعا عبر رسالة مفتوحة نشرها موقع إصلاحي تحجبه السلطات في إيران خامنئي إلى الاستجابة للغضب الشعبي الذي عكسته الاضطرابات الأخيرة و»القيام بإصلاحات هيكلية قبل فوات الأوان».
جاء في الرسالة «إنني أحضكم، قبل فوات الأوان، على فسح المجال لإصلاحات هيكلية للنظام مع تشخيص دقيق للوضع السياسي والاقتصادي والخارجي للبلاد ومن خلال مراجعة السياسات المعتمدة في السنوات الأخيرة». وحسب الخبر فإن كروبي الذي تجاوز الثمانين تطرق في رسالته الطويلة إلى الاضطرابات التي شهدتها عدة مدن إيرانية أواخر 2017 والتي قتل فيها -حسب السلطات- 25 شخصاً أثناء تظاهرات استهدفت خصوصاً السلطة وشكلت احتجاجاً على الصعوبات الاقتصادية والفساد.
كروبي قال في رسالته أيضاً «اهتموا بأسباب هذه التظاهرات بدلاً من ترديد إن المحتجين لديهم علاقات بالعدو... استمعوا إلى كل ما يريدون قوله»، وحض خامنئي على «إصدار أوامره بالإفراج عن كافة الأشخاص المعتقلين في الاضطرابات الأخيرة» وقبلها «الإقرار بالمسؤولية عن الوضع الحالي للبلاد في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية»، كما ندد بهيمنة الحرس الثوري على الدوائر السياسية والاقتصادية والأمنية، وختم بأنه «بالنظر إلى الوضع في البلاد فإن من الطبيعي أن تتحول الجموع والطبقات الشعبية إلى برميل بارود».
هذه الرسالة المهمة والتي تفضح النظام الإيراني تستوجب التذكير بجانب مما حدث في عام 2009 في إيران، ففي ذلك العام «اتسعت أزمة شرعية النظام مع اندلاع الاحتجاجات التي تحولت إلى حركة معارضة قوية سميت «الحركة الخضراء» ولدت من رحم النظام نفسه بسبب سياسات الرئيس نجاد ودوره في تزوير الانتخابات الرئاسية وتبنيه سياسة إقصاء وتهميش الفرقاء السياسيين كافة». عن تلك الحركة تمخض تحالف سياسي قوي أطلق عليه اسم «جبهة التغيير» لمواجهة «جبهة التطرف» الذي هو تيار نجاد الذي تمكن -بمساعدة وتحيز المرشد العام طبعاً- من قمع تلك الحركة باعتماد الحلول الأمنية والسيطرة على قطاعي الإعلام والاتصالات وبتوظيف الدين لمواجهة المتظاهرين واعتبار تحركهم «محاربة لله ورسوله وفتنة كبرى».
طبعاً لن يعلق النظام الإيراني على رسالة كروبي ولن يعلق على أي رسالة من أي كان تتضمن نصيحة بتدارك الأمر قبل فوات الأوان، فمثل هذا الكلام يعتبره النظام تجاوزاً وإهانة للمرشد الذي لا يمكن أن يخطئ أو يقصر ولا يمكن أن يعترف بتقصير الحكومة والمسؤولين الذين ينفذون أوامره ويعتمدون السياسات التي يقرها، وليس بعيداً إرغام كروبي على القول بأنه لم يكتب هذه الرسالة ولم يصدر منه أي تصريح بشأن الاضطرابات والمظاهرات التي شهدتها إيران والتي تجددت قبل يومين، هذا إن لم يتم إجباره على إصدار تصريح يؤيد طريقة تعامل السلطة مع المتظاهرين ويثني على كل قرارات الحكومة.
فحوى رسالة مهدي كروبي هي أن النظام الإيراني فشل في سد احتياجات المواطنين الإيرانيين ونجح في قمعهم وإذلالهم وإفشال تحركهم وأن هذا خطأ كبير يتطلب من المرشد العام إصلاحه وتدارك الأمر قبل أن يفوت الأوان ويصعب من ثم السيطرة على الوضع، فالحقيقة التي يتعامى عنها خامنئي ورجاله هي أن الزمن تغير وأنه لم يعد بالإمكان فرض الأيديولوجيا الدينية التي تم فرضها على المواطنين منذ تسلمهم زمام الحكم، وأنه من غير الممكن فرض الوصاية الدينية على الشعب عندما يصل إلى مثل هذه الحال التي وصل إليها وجعلته يخرج إلى الشوارع غاضباً، فالجوع كافر.
جاء في الرسالة «إنني أحضكم، قبل فوات الأوان، على فسح المجال لإصلاحات هيكلية للنظام مع تشخيص دقيق للوضع السياسي والاقتصادي والخارجي للبلاد ومن خلال مراجعة السياسات المعتمدة في السنوات الأخيرة». وحسب الخبر فإن كروبي الذي تجاوز الثمانين تطرق في رسالته الطويلة إلى الاضطرابات التي شهدتها عدة مدن إيرانية أواخر 2017 والتي قتل فيها -حسب السلطات- 25 شخصاً أثناء تظاهرات استهدفت خصوصاً السلطة وشكلت احتجاجاً على الصعوبات الاقتصادية والفساد.
كروبي قال في رسالته أيضاً «اهتموا بأسباب هذه التظاهرات بدلاً من ترديد إن المحتجين لديهم علاقات بالعدو... استمعوا إلى كل ما يريدون قوله»، وحض خامنئي على «إصدار أوامره بالإفراج عن كافة الأشخاص المعتقلين في الاضطرابات الأخيرة» وقبلها «الإقرار بالمسؤولية عن الوضع الحالي للبلاد في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية»، كما ندد بهيمنة الحرس الثوري على الدوائر السياسية والاقتصادية والأمنية، وختم بأنه «بالنظر إلى الوضع في البلاد فإن من الطبيعي أن تتحول الجموع والطبقات الشعبية إلى برميل بارود».
هذه الرسالة المهمة والتي تفضح النظام الإيراني تستوجب التذكير بجانب مما حدث في عام 2009 في إيران، ففي ذلك العام «اتسعت أزمة شرعية النظام مع اندلاع الاحتجاجات التي تحولت إلى حركة معارضة قوية سميت «الحركة الخضراء» ولدت من رحم النظام نفسه بسبب سياسات الرئيس نجاد ودوره في تزوير الانتخابات الرئاسية وتبنيه سياسة إقصاء وتهميش الفرقاء السياسيين كافة». عن تلك الحركة تمخض تحالف سياسي قوي أطلق عليه اسم «جبهة التغيير» لمواجهة «جبهة التطرف» الذي هو تيار نجاد الذي تمكن -بمساعدة وتحيز المرشد العام طبعاً- من قمع تلك الحركة باعتماد الحلول الأمنية والسيطرة على قطاعي الإعلام والاتصالات وبتوظيف الدين لمواجهة المتظاهرين واعتبار تحركهم «محاربة لله ورسوله وفتنة كبرى».
طبعاً لن يعلق النظام الإيراني على رسالة كروبي ولن يعلق على أي رسالة من أي كان تتضمن نصيحة بتدارك الأمر قبل فوات الأوان، فمثل هذا الكلام يعتبره النظام تجاوزاً وإهانة للمرشد الذي لا يمكن أن يخطئ أو يقصر ولا يمكن أن يعترف بتقصير الحكومة والمسؤولين الذين ينفذون أوامره ويعتمدون السياسات التي يقرها، وليس بعيداً إرغام كروبي على القول بأنه لم يكتب هذه الرسالة ولم يصدر منه أي تصريح بشأن الاضطرابات والمظاهرات التي شهدتها إيران والتي تجددت قبل يومين، هذا إن لم يتم إجباره على إصدار تصريح يؤيد طريقة تعامل السلطة مع المتظاهرين ويثني على كل قرارات الحكومة.
فحوى رسالة مهدي كروبي هي أن النظام الإيراني فشل في سد احتياجات المواطنين الإيرانيين ونجح في قمعهم وإذلالهم وإفشال تحركهم وأن هذا خطأ كبير يتطلب من المرشد العام إصلاحه وتدارك الأمر قبل أن يفوت الأوان ويصعب من ثم السيطرة على الوضع، فالحقيقة التي يتعامى عنها خامنئي ورجاله هي أن الزمن تغير وأنه لم يعد بالإمكان فرض الأيديولوجيا الدينية التي تم فرضها على المواطنين منذ تسلمهم زمام الحكم، وأنه من غير الممكن فرض الوصاية الدينية على الشعب عندما يصل إلى مثل هذه الحال التي وصل إليها وجعلته يخرج إلى الشوارع غاضباً، فالجوع كافر.