* ثالث أيام مظاهرات الأحواز تواجه بعنف الأمن الإيراني
الأحواز - نهال محمد
تندلع احتجاجات في إيران بين فترة وأخرى بسبب الماء الذي يسبب قلقاً سياسياً على نحو متزايد بسبب الجفاف الذي يقول سكان في المناطق التي تعاني منه ومحللون إنه تفاقم بسبب سوء الإدارة. ووصل الجفاف في المناطق الوسطى والشرقية والجنوبية لإيران إلى وضع حرج، حيث تشير الأرقام الصادرة عن وزارة الطاقة الإيرانية إلى أن موارد المياه الجوفية قد استنفزت في محافظات فارس وخراسان الجنوبي وأصفهان، فيما انخفضت احتياطيات السدود في إيران من 25٪ إلى 50٪ مقارنة بالعام السابق. ووفقا للتقارير الحكومية، انخفض حجم المياه في نهر زاينده رود في أصفهان بنسبة 50٪ مقارنة بالعام الماضي، بينما بلغ تخزين المياه في سد زاينده نحو 200 مليون متر مكعب فقط.
وتسببت أزمة المياه في إيران في ازدياد الاحتجاجات ضد سياسات الحكومة الإيرانية، واتهم المتظاهرون الحكومة بعدم الاهتمام بحل أحد أبرز المشاكل في البلاد. وتركزت الاحتجاجات بشكل أساس في الأحواز وأصفهان. واتهم الأحوازيون الحكومة الإيرانية بتغيير مسارات الأنهر الأحوازية إلى محافظات أخرى في إيران، حيث تسببت هذه السياسة في الإضرار بالبيئة في الأحواز.
وتحدث المرشد الإيراني على خامنئي والرئيس حسن روحاني عن المشكلة قبل فترة، مؤكدين أن "الجفاف مشكلة يجب معالجتها في البلاد"، وذلك خلال كلمات ألقاها الاثنين بينما كانا يدينان "الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت المدن في الأحواز وأصفهان".
ووفقًا لمنظمة الأرصاد الجوية الإيرانية، سوف يعاني 97٪ تقريباً من البلاد من أزمة المياه، في حين حذرت مجموعات حقوق الإنسان من أنه إذا لم تقم الحكومة بحل الأزمة، فإن هذه الأزمة ستؤدي إلى مغادرة العديد من الأشخاص لمنازلهم ومناطقهم بسبب أزمة المياه.
وانتقد حسن كامران، وهو برلماني من أصفهان، وزير الطاقة رضا أردكانيان قبل بضعة أيام، متهماً إياه بعدم تطبيق قانون توزيع المياه بشكل صحيح. من ناحية أخرى، انتقد ممثل مدينة الفلاحية الاحوازية في البرلمان الإيراني الحكومة بسبب سياسة تجفيف الأنهر في الأحواز وتغيير مساراتها إلى المدن الفارسية بحيث فقد العديد من المزارعين أراضيهم الزراعية. وهذا الوضع سيؤدي إلى إصابة العديد من الأحوازيين بالأمراض السرطانية والجلدية بسبب التلوث والغبار والعواصف الترابية.
وبداية شهر مارس، شكل وزير الطاقة أردكانيان مجموعة عمل من 4 وزراء ونائبين للتعامل مع الأزمة. وعلى هامش احتجاجات يناير، قال روحاني إن "الحكومة ستبذل قصارى جهدها لمعالجة الأزمة"، لكن لا يوجد حل سريع للقضايا البيئية العميقة الجذور مثل الجفاف، كما يقول المراقبون.
وقال عيسى كلانتري، النائب الأول للرئيس لشؤون المياه والزراعة والبيئة في إيران "إذا استمرت الحالة الراهنة لاستهلاك المياه في القطاع الزراعي في أقل من 25 عامًا، فإن الأجزاء الشرقية والجنوبية من البلاد ستكون شاغرة تمامًا". وحذر كلانتري من أنه "إذا لم نفكر في الأزمة خلال السنوات الـ 25 المقبلة، سيضطر 50 مليون إيراني للهجرة من مناطقهم، وأن الهجرة لها عواقب وخيمة، لدرجة أنه قد لا يكون هناك أي شيء آخر باسم إيران".
من ناحية أخرى، شن الأمن الإيراني هجوماً على المتظاهرين في مدينة الأحواز، والذين خرجوا لليوم الثالث على التوالي احتجاجاً على العنصرية المعادية للعرب وسياسات التمييز ضدهم.
وبث ناشطون مقطعاً يظهر هجوم رجال الأمن على المتظاهرين وضربهم بالعصي والهراوات وسط إطلاق النار الكثيف وإلقاء القنابل المسيلة للدموع.
من جهتها، أفادت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية باعتقال 12 شخصاً في مظاهرات الأحواز بينهم 3 نساء، ونشرت أسماء كل من عائشة نيسي "19 عاماً" وخديجة نيسي وخالد مهاوي ومحمود بيت سياح، الذين كانوا من بين معتقلي الخميس.
وانطلقت ثالث أيام مظاهرات عرب الأحواز ضد ما يصفونه بالعنصرية والتمييز والاضطهاد القومي، الذي يمارسه النظام الإيراني من منطقة كوت عبدالله جنوب غربي مدينة الأحواز عاصمة الإقليم.
وبث ناشطون مقاطع تظهر المئات من الشباب العرب وهم يهتفون خلال مسيرة بشعار "بالروح بالدم نفديك يا أحواز"، بينما تطوقهم قوات من الأمن الإيراني ووحدات مكافحة الشغب.
وبدأت الاحتجاجات قبل 3 أيام تنديداً ببرنامج تلفزيوني مهين لعرب الأحواز، حيث تجمع الآلاف أمام مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في الأحواز وطالبوا بتقديم اعتذار للشعب العربي الأحوازي.
واندلعت الاحتجاجات في الأحواز بسبب برنامج تلفزيوني خاص للأطفال تحت عنوان "كلاه قرمزي"، بثته القناة التلفزيونية الثانية الرسمية بمناسبة أعياد رأس السنة الإيرانية "النوروز"، تضمن فقرة استعراضية دعائية تتجاهل الوجود العربي بشكل كامل في منطقة الأحواز ذات الأغلبية السكانية العربية، وعرض دمية ترتدي زياً يتبع للقومية اللورية المهاجرة إلى الإقليم، بينما تم تعريف كافة الأقاليم القومية الأخرى بأزيائها المحلية.
وبينما لم تحرك السلطات ساكناً استمرت المظاهرات الخميس في مدن مختلفة من الإقليم ونددت بـ"الإساءات المتكررة في التلفزيون الإيراني ضد العرب".
ثم تطورت المظاهرات لتشمل رفع شعارات تستنكر الاضطهاد القومي والتمييز العنصري وسياسات التغيير الديمغرافي في الإقليم ومحاولة السلطات إسكان المهاجرين وإعطائهم كافة المناصب والسلطات على حساب تهميش العرب وتحويلهم من أكثرية إلى أقلية في موطنهم.
وقامت السلطات بقمع مظاهرة في سوق الأحواز عصر الخميس، وأطلقت النار في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وفي مدينة معشور جنوب الأحواز والواقعة على الخليج العربي، انطلقت مظاهرة مساء الخميس ورفع المحتجون شعارات تؤكد على عروبتهم ونددوا بتجاهل الإعلام الرسمي مطلب الاعتذار من الشعب العربي.
هذا وذكرت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية أن دعوات أطلقها ناشطون أحوازيون للاحتجاج في كل من الأحواز والمحمرة وعبادان والفلاحية والخفاجية ومعشور وباقي المدن العربية مساء الجمعة.
الأحواز - نهال محمد
تندلع احتجاجات في إيران بين فترة وأخرى بسبب الماء الذي يسبب قلقاً سياسياً على نحو متزايد بسبب الجفاف الذي يقول سكان في المناطق التي تعاني منه ومحللون إنه تفاقم بسبب سوء الإدارة. ووصل الجفاف في المناطق الوسطى والشرقية والجنوبية لإيران إلى وضع حرج، حيث تشير الأرقام الصادرة عن وزارة الطاقة الإيرانية إلى أن موارد المياه الجوفية قد استنفزت في محافظات فارس وخراسان الجنوبي وأصفهان، فيما انخفضت احتياطيات السدود في إيران من 25٪ إلى 50٪ مقارنة بالعام السابق. ووفقا للتقارير الحكومية، انخفض حجم المياه في نهر زاينده رود في أصفهان بنسبة 50٪ مقارنة بالعام الماضي، بينما بلغ تخزين المياه في سد زاينده نحو 200 مليون متر مكعب فقط.
وتسببت أزمة المياه في إيران في ازدياد الاحتجاجات ضد سياسات الحكومة الإيرانية، واتهم المتظاهرون الحكومة بعدم الاهتمام بحل أحد أبرز المشاكل في البلاد. وتركزت الاحتجاجات بشكل أساس في الأحواز وأصفهان. واتهم الأحوازيون الحكومة الإيرانية بتغيير مسارات الأنهر الأحوازية إلى محافظات أخرى في إيران، حيث تسببت هذه السياسة في الإضرار بالبيئة في الأحواز.
وتحدث المرشد الإيراني على خامنئي والرئيس حسن روحاني عن المشكلة قبل فترة، مؤكدين أن "الجفاف مشكلة يجب معالجتها في البلاد"، وذلك خلال كلمات ألقاها الاثنين بينما كانا يدينان "الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت المدن في الأحواز وأصفهان".
ووفقًا لمنظمة الأرصاد الجوية الإيرانية، سوف يعاني 97٪ تقريباً من البلاد من أزمة المياه، في حين حذرت مجموعات حقوق الإنسان من أنه إذا لم تقم الحكومة بحل الأزمة، فإن هذه الأزمة ستؤدي إلى مغادرة العديد من الأشخاص لمنازلهم ومناطقهم بسبب أزمة المياه.
وانتقد حسن كامران، وهو برلماني من أصفهان، وزير الطاقة رضا أردكانيان قبل بضعة أيام، متهماً إياه بعدم تطبيق قانون توزيع المياه بشكل صحيح. من ناحية أخرى، انتقد ممثل مدينة الفلاحية الاحوازية في البرلمان الإيراني الحكومة بسبب سياسة تجفيف الأنهر في الأحواز وتغيير مساراتها إلى المدن الفارسية بحيث فقد العديد من المزارعين أراضيهم الزراعية. وهذا الوضع سيؤدي إلى إصابة العديد من الأحوازيين بالأمراض السرطانية والجلدية بسبب التلوث والغبار والعواصف الترابية.
وبداية شهر مارس، شكل وزير الطاقة أردكانيان مجموعة عمل من 4 وزراء ونائبين للتعامل مع الأزمة. وعلى هامش احتجاجات يناير، قال روحاني إن "الحكومة ستبذل قصارى جهدها لمعالجة الأزمة"، لكن لا يوجد حل سريع للقضايا البيئية العميقة الجذور مثل الجفاف، كما يقول المراقبون.
وقال عيسى كلانتري، النائب الأول للرئيس لشؤون المياه والزراعة والبيئة في إيران "إذا استمرت الحالة الراهنة لاستهلاك المياه في القطاع الزراعي في أقل من 25 عامًا، فإن الأجزاء الشرقية والجنوبية من البلاد ستكون شاغرة تمامًا". وحذر كلانتري من أنه "إذا لم نفكر في الأزمة خلال السنوات الـ 25 المقبلة، سيضطر 50 مليون إيراني للهجرة من مناطقهم، وأن الهجرة لها عواقب وخيمة، لدرجة أنه قد لا يكون هناك أي شيء آخر باسم إيران".
من ناحية أخرى، شن الأمن الإيراني هجوماً على المتظاهرين في مدينة الأحواز، والذين خرجوا لليوم الثالث على التوالي احتجاجاً على العنصرية المعادية للعرب وسياسات التمييز ضدهم.
وبث ناشطون مقطعاً يظهر هجوم رجال الأمن على المتظاهرين وضربهم بالعصي والهراوات وسط إطلاق النار الكثيف وإلقاء القنابل المسيلة للدموع.
من جهتها، أفادت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية باعتقال 12 شخصاً في مظاهرات الأحواز بينهم 3 نساء، ونشرت أسماء كل من عائشة نيسي "19 عاماً" وخديجة نيسي وخالد مهاوي ومحمود بيت سياح، الذين كانوا من بين معتقلي الخميس.
وانطلقت ثالث أيام مظاهرات عرب الأحواز ضد ما يصفونه بالعنصرية والتمييز والاضطهاد القومي، الذي يمارسه النظام الإيراني من منطقة كوت عبدالله جنوب غربي مدينة الأحواز عاصمة الإقليم.
وبث ناشطون مقاطع تظهر المئات من الشباب العرب وهم يهتفون خلال مسيرة بشعار "بالروح بالدم نفديك يا أحواز"، بينما تطوقهم قوات من الأمن الإيراني ووحدات مكافحة الشغب.
وبدأت الاحتجاجات قبل 3 أيام تنديداً ببرنامج تلفزيوني مهين لعرب الأحواز، حيث تجمع الآلاف أمام مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في الأحواز وطالبوا بتقديم اعتذار للشعب العربي الأحوازي.
واندلعت الاحتجاجات في الأحواز بسبب برنامج تلفزيوني خاص للأطفال تحت عنوان "كلاه قرمزي"، بثته القناة التلفزيونية الثانية الرسمية بمناسبة أعياد رأس السنة الإيرانية "النوروز"، تضمن فقرة استعراضية دعائية تتجاهل الوجود العربي بشكل كامل في منطقة الأحواز ذات الأغلبية السكانية العربية، وعرض دمية ترتدي زياً يتبع للقومية اللورية المهاجرة إلى الإقليم، بينما تم تعريف كافة الأقاليم القومية الأخرى بأزيائها المحلية.
وبينما لم تحرك السلطات ساكناً استمرت المظاهرات الخميس في مدن مختلفة من الإقليم ونددت بـ"الإساءات المتكررة في التلفزيون الإيراني ضد العرب".
ثم تطورت المظاهرات لتشمل رفع شعارات تستنكر الاضطهاد القومي والتمييز العنصري وسياسات التغيير الديمغرافي في الإقليم ومحاولة السلطات إسكان المهاجرين وإعطائهم كافة المناصب والسلطات على حساب تهميش العرب وتحويلهم من أكثرية إلى أقلية في موطنهم.
وقامت السلطات بقمع مظاهرة في سوق الأحواز عصر الخميس، وأطلقت النار في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وفي مدينة معشور جنوب الأحواز والواقعة على الخليج العربي، انطلقت مظاهرة مساء الخميس ورفع المحتجون شعارات تؤكد على عروبتهم ونددوا بتجاهل الإعلام الرسمي مطلب الاعتذار من الشعب العربي.
هذا وذكرت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية أن دعوات أطلقها ناشطون أحوازيون للاحتجاج في كل من الأحواز والمحمرة وعبادان والفلاحية والخفاجية ومعشور وباقي المدن العربية مساء الجمعة.