نحن أبناء هذا البلد الصغير في مساحته، الكبير بوطنية أبنائه، نعرف تماماً مشاكلنا، ونتشارك أغلبنا همومه المعيشية، ولو جئنا لنتحدث في مجالسنا ومنابرنا التي نعبر من خلالها، فإننا نعرف تماماً كيف نشخص حالتنا.

لدينا في بلادنا مشاكل عديدة، وهذا حال كثير من الدول، وليس الذي لدينا "طفرة" مختلفة عن الآخرين، لكن الفارق هنا، بأننا حينما نتحدث وحتى عندما ننتقد فإننا نتحدث من منطلق "حب وانتماء" لهذا الوطن، ومن منطلق "ولاء" لقيادته.

حتى مع المشاكل والظواهر السلبية والتي لو انتقدناها بقسوة، والتي لو لمنا الدولة عليها، واعتبرنا الحكومة عبر قطاعات معينة مسؤولة عنها، فإننا كأبناء البحرين المخلصين لترابها ولعروبتها ولانتمائها الخليجي "يستحيل" ولا يمكن إطلاقاً أن نشرع السيوف والسكاكين لنضرب البلد في ظهره، من "الاستحالة" أن نأخذ من هذه الأمور منطلقات للانتقاص من رموزنا.

لكن اليوم يبدو أن ”أوغاد“ الأمس من عملاء للخارج، ومنفذين لعمليات الانقلاب المتوالية على البحرين، يعيدون تشغيل أسطواناتهم المشروخة، ويسعون لبث الفرقة والشقاق بين الشعب وقيادته، بل ويسعون لزرع فتيل فتن داخلية بين أطياف المجتمع، ويمارسون هذه الأساليب بدعوى "القلق والخوف" على البحرين!

هل تريدون منا اليوم أن نصدق "خوان" لبلده، "بائع" لعروبتها وانتمائها الخليجي، "تابع وموال" للنظام الإيراني بالشواهد والأدلة، حينما يتحدث بنبرة صوت "درامية" ويمثل علينا بمشهد "درامي" رخيص، وكأن قلبه يتقطع على البلد بسبب بعض المشاكل الداخلية فيه؟!

احذروا من التماسيح حين تبدل جلودها، واحذروا من هؤلاء الذين أسقطوا أقنعتهم على الفور، وكشفوا حقيقة ما بداخلهم حينما ظنوا للحظة بأن البحرين ستسقط، وأن حلم أسياديهم الإيرانيين سيتحقق وستكون البحرين ولاية تابعة للمرشد الإيراني، يحكمها بالإنابة عملاء له.

ليس من الصعوبة بمكان على أي كان، أن يخرج على الناس ويتحدث عن همومهم المعيشة، وأن يشير ويضع اليد على جروح معينة بسبب ظواهر حصلت لأسباب، إذ كلنا يعيش في هذا البلد ويعرف تماما ما فيه، حاله كحال البيت الذي نعرف تفاصيله، والذي قد نختلف بداخله كأسرة، لكننا من الاستحالة أن "نهدم" هذا البيت أو نسعى بغباء "لإضعاف أركانه".

من خان بلادنا يوما، ومن أساء لبحريننا مرات ومرات من على منابر الارتزاق الإيراني ومن منصات العمالة، لا يأتي لنا اليوم لينظر ويتحدث عن همومنا ومشاكلنا. دعك أنت في مشاكلك، واذهب لتصرف المال الإيراني في محلات لندن الرخيصة، وواصل "سجودك" لمولاك وسيدك حتى لا يقطع المعونة عنك، فتكون لاجئا حقيقيا في الغرب، تشحت لتعيش، ودع أهل البحرين المخلصين لتراب بلادهم، والذين لم يخونوها كما خنتها، دعهم يحلون مشاكلهم، ويتحدث مع بعضهم عن همومهم، اخرج منها فإنك مذموم.

هزلت والله، حينما يأتيك "خوان وعميل" ليوهمك بأن قلبه عليك، وأنه يريد الخير لك، في حين هو من ناصبك العداء، وأعلنها حربا، وأخذ يوزع الغنائم ويقسم بيوت أهل البحرين ما بينه وبين جماعته، وهو الذي رفع اللافتات لتطالب البحرينيين الشرفاء وقيادتهم بالرحيل، وسعى لإسقاط النظام.

احذروا من هؤلاء، فلو كان قلبهم على البحرين كما يدعون، لما قبلوا أن يطعنوا البحرين في ظهرها يوماً.

مشاكلنا وهمومنا نعرفها تماماً، تؤثر علينا، ونسعى لحلها مع قيادتنا وحكومتنا التي نرتبط معها بوثاق إخلاص ووفاء وولاء متين، لا يمكن أن يقطعه غادر أفاق يسعى لتضليل الناس.

دعونا في بلادنا التي نحبها بحلوها ومرها، وظلوا في خيانتكم التي لا يمكن للتاريخ أن ينساها، ولا يمكن لتقادم الزمان أن يمحوها.