في واقعة عنف جديدة ضد النساء في تونس، سكب رجل "البنزين" داخل غرفة زوجته وابنته أثناء نومهما ثم أضرم النيران بهدف قتلهما حرقا.

الجريمة المروعة شهدتها ولاية القيروان في تونس، واكتشفت بعد تسليم الجاني نفسه للأجهزة الأمنية.

وكشفت التحريات الأولية عن أن الجاني زوج يبلغ من العمر 69 عاما، حاول قتل زوجته التي تبلغ من العمر 60 عاما، وابنتهما البالغة 20 عاما.

ووفقا لوسائل إعلام تونسية محلية، قررت النيابة العموميّة في تونس الاحتفاظ بالجاني بعد وفاة زوجته "ساءت حالتها الصحيّة بعد أن أقدم زوجها على استعمال مادة حارقة لإضرام النار في بيت الزوجيّة الذي كانت تتواجد فيه رفقة ابنتها وهما نائمتان"، حسب البيان.

وذكرت السلطات التونسية أن "الابنة تخضع حاليّا إلى العناية بمستشفى الحروق البليغة ببن عروس إثر إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة وحالتها مستقرّة".

وأفادت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن في تونسي، خلال بيان رسمي، بأن عائلة الجاني "تتكون من 8 أبناء 6 منهم متزوجون"، موضحة أن الضحية لم يسبق لها أن تقدمت بشكوى حول تعرضها للعنف من زوجها.

تأتي هذه الحادثة بعد أسبوع من جريمة شبيهة شهدتها محافظة تونسية أخرى، إذ فارقت امرأة حامل تبلغ من العمر 30 عاماً الحياة بعدما قتلها زوجها خنقاً في مدينة سوسة بسبب خلاف عائلي.

على خلفية هذه الجريمة البشعة، شددت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة على رفضها القاطع لكلّ أشكال العنف التي تطال النساء والأطفال.

ودعت الجهات الرسمية إلى التطبيق الصارم لمقتضيات القانون الأساسيّ عدد 58 لسنة 2017 المتعلّق بمناهضة العنف ضدّ المرأة وتعزيز الجهد الوطني الشبكي؛ لمحاصرة تنامي العنف ضدّ النساء والفتيات والأطفال.

كما طالبت بمضاعفة الجهود التشاركيّة والجماعيّة التي تبذلها مؤسسات الدولة ومكونات المجتمع المدني وقطاع الإعلام لمحاصرة انتشار ثقافة العنف ومعالجة أسبابها وتداعياتها على نحو استراتيجيّ وشامل.

وكشفت الوزارة عن أنها بصدد صياغة آليّات عمل وتدخّل جديدة، وأوضحت أنه "يجري استكمال التشاور والتنسيق بخصوصها مع سائر المتدخّلين والشركاء".

وتهدف آليّات العمل الجديدة لتعزيز القدرات الوطنيّة في مجال التوقّي من العنف ضدّ المرأة والطفل بالاستناد إلى مؤشرات علميّة ومنهجيّة عمل دقيقة وتقييم موضوعيّ للأطر التشريعيّة والمؤسساتيّة ذات العلاقة.