استضافت محطة مونت كارلو الدولية، سعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم، حيث أجرت معه لقاءً حول جائزة اليونسكو- الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم، والتي تستضيف منظمة اليونسكو بمقرها بالعاصمة الفرنسية باريس حفل تسليم الجائزة.



و أكد الوزير خلال اللقاء، حرص مملكة البحرين الدائم على التعاون المستمر مع منظمة اليونسكو في المجالات التعليمية والثقافية والتراثية، ومن ثمار هذا التعاون إعلان منظمة اليونسكو عن جائزة تحمل اسم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في مجال الجوائز العالمية، مما يؤكد اهتمام جلالته حفظه الله ورعاه بتقديم الخدمة التعليمية المتميزة على الصعيد العالمي، ودعم الجهود الإنسانية لمنظمة اليونسكو، وقد تم اعتماد هذه الجائزة في المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بإجماع الدول الأعضاء بالمنظمة والبالغ عددها (191) وذلك في دورته الثالثة والثلاثين المنعقدة بمقر المنظمة بباريس.



وأضاف الوزير أن هذه الجائزة التي انطلقت أولى دوراتها في العام 2006م، تعتبر من الجوائز المهمة في اليونسكو، ولها سمعة دولية متميزة، ويتضح ذلك من أعداد المبادرات التي تتقدم لنيل شرف الحصول على هذه الجائزة، فالعناوين التي تُطرح سنوياً تجمع بين تكريم المبادرات الحديثة، إضافةً إلى تشجيع وصول التعليم إلى الجميع في مختلف الظروف.



وأشار الوزير إلى أن هذه الجائزة مخصصة لدعم وتشجيع المشروعات والأنشطة التي يضطلع بها الأفراد أو المؤسسات أو المنظمات غير الحكومية، والمتعلقة بنماذج متميزة وأشكال للإبداع في مجال استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال، بما يعزز التعلم والتدريس ومجمل الأداء التعليمي، وتأتي في إطارِ الأهداف الاستراتيجية لليونسكو في مجال التعليم، بتعزيز التجريب والتجديد، ونشر وتبادل المعلومات، وإسهام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تطوير التعليم والعلوم والثقافة وبناء مجتمع المعرفة.



وأوضح الوزير أن المجلس التنفيذي لليونسكو قد قام بالتجديد لهذه الجائزة مرتين، أولاهما في العام 2015م لدورة امتدت إلى ستة أعوام، والمرة الثانية لدورة بدأت منذ العام 2021م وتمتد كذلك إلى ستة أعوام، تقديراً من الدول الأعضاء بالمجلس للأهمية البالغة التي تكتسبها هذه الجائزة الدولية الهامة ولسمعتها العالمية المتميزة، مضيفاً أنه، ومنذ انطلاقة الجائزة في العام 2006م، فقد فازت مشاريع مقدمة من عدد من الدول، مثل فرنسا وأمريكا وروسيا وبريطانيا وألمانيا وفنلندا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا والصين وكوريا الجنوبية وتايلاند والمكسيك والبرازيل وفنزويلا وكوستاريكا والهند وبنغلادش وسنغافورة وتنزانيا ومصر والأردن والمغرب وغيرها من الدول.



وأضاف الوزير أن احتفال هذا العام سيشهد تسليم الجائزة للدول الفائزة خلال الدورتين السابقتين وعددها أربع دول، وللدولتين الفائزتين في الدورة الحالية، بعد أن تم تأجيل الاحتفال بسبب ظروف الجائحة، علماً بأن المشروعين الفائزين في الدورة الحادية عشرة للعام 2019م، والتي حملت عنوان (استخدام الذكاء الاصطناعي للابتكار في التعليم والتدريس والتعلم) هما برنامج (لتروس) لمهارات الكتابة من البرازيل، وأداة فحص عُسر القراءة (دايتيكتيف) من أسبانيا، أما المشروعان الفائزان في الدورة الثانية عشرة للعام 2020م والتي حملت عنوان (استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز استمرارية التعلم وجودته) فهما مخطط (طالب جامعي لكل قرية) من الصين، ومنصة التعلم التعاوني (ViLLE) من فنلندا، أما المشروعان الفائزان للدورة الحالية الثالثة عشرة للعام 2021م فهما (مبادرات من أجل تعليم شامل متوفر للجميع) المقدم من المعهد المركزي لتكنولوجيا التعليم التابع للمجلس الوطني للبحوث التربوية والتدريب بالهند، ومشروع (أوبونجو: أكبر فصل دراسي رقمي في أفريقيا) المقدم من مؤسسة أوبونجو من تنزانيا، وذلك عن موضوع الجائزة لهذه الدورة وهو (استخدام التكنولوجيا لتمكين أنظمة التعلم الشاملة القادرة على مواجهة الأزمات).



كما تطرّق الوزير في حديثه إلى الجهود المبذولة من قبل وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين لضمان استمرار التعليم خلال فترة الجائحة، ومن أبرزها الدروس الإلكترونية المقدمة عبر البوابة التعليمية، والدروس المتلفزة عبر تلفزيون البحرين، والدروس المرئية عبر (14) قناة يوتيوب تابعة للوزارة، ومن بينها قناة لذوي الاحتياجات الخاصة، وقناة للتعليم الفني والمهني، علماً بأن العدد الكلي للزيارات للبوابة التعليمية، واستعمال ما تحتويه المنظومة الإلكترونية من مواد تعليمية متنوعة منذ بدء الجائحة عام 2019م وحتى الآن، قد جاوز 134 مليون زيارة متكررة من قبل الطلبة وأولياء الأمور والميدان التربوي، وذلك للاستفادة من محتواها التعليمي الذي يتضمن (1.048.371) نشاطاً وتطبيقاً، و(463.936) درساً، و(900.814) إثراءً، و(634.344) حلقة نقاشية، و(72.526) اختباراً قصيراً، وكل ذلك المحتوى من إعداد المعلمين، إضافةً إلى (14.770) درساً نموذجياً من إعداد إدارة المناهج.



وفي ختام المقابلة، أكد الوزير أن هذه الجائزة تنال الاهتمام العالمي عاماً بعد عام وتترسّخ سمعتها الطيبة بين الباحثين والمهتمين، لما لها من سمعة عالمية متبناة من قبل اليونسكو، وكذلك للمكانة الرفيعة للجنة التي تعمل على تحكيمها، والمكوّنة من مجموعة من أبرز العاملين في الحقل التعليمي والتكنولوجي، مما يمنحها مكانة عالمية بارزة وثقة لا تشوبها شائبة، حيث ستظل هذه الجائزة شاهداً على الاهتمام الكبير الذي توليه مملكة البحرين للعملية التعليمية التعلمية، ليس على مستوى البحرين وحسب، بل وعلى مستوى العالم أيضاً، ليعم خيرها ونفعها على البشرية كلها، خصوصاً في مجالين هما من أهم العلوم اليوم، وهما: التكنولوجيا والتعليم وكيفية المزاوجة بينهما.