أكّد ضرورة تقديم العلاج الفوري لمريض الجلطة القلبية الحادة خلال الساعتين الذهبيتين..

أكّد العميد طبيب هيثم أمين رئيس قسم أمراض القلب في مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب، أهمية تعزيز الوعي بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتمكين أفراد المجتمع من إجراء تغييرات إيجابية تساهم في المحافظة على صحتهم وحياتهم، خصوصاً وأنها تُعدّ السبب الرئيسي للوفاة في العالم.



وأشار إلى أن أمراض القلب شائعة، بحيث يصاب مريض بالجلطة القلبية في العالم كل 4 ثواني، لذلك يتوجب على المريض الحصول على العناية الطبية في أسرع وقت ممكن، لتقليل حدة المضاعفات التي قد تحدث بسبب تأخّر المريض عن الوصول لأقرب مركز أو مستشفى لتلقّي العلاج اللازم.

وتابع العميد طبيب هيثم أمين أنّ ترسبات الكوليسترول في الشرايين التاجية تؤدي إلى انسدادها عن طريق تكوين ما يسمى باللويحات، وبالتالي فإن تمزّق هذه اللويحات ينتج عنه الجلطة الدموية التي توقف تدفق الدم في الشرايين التاجية، مما يؤدي إلى تلف في عضلة القلب وموتها، لذلك فإن الجلطة القلبية تعرف أيضاً باسم احتشاء عضلة القلب.

وذكر بأنّ الوقت الذي يتم فيه علاج الجلطة القلبية يعد جوهرياً للمحافظة على عضلة القلب من التلف، ويتمثل العلاج في المحاولة لإعادة فتح الشريان المسدود، عن طريق استخدام الأدوية التي تزيد من سيولة الدم وبالتالي تمنع تفاقم الجلطة الدموية، أو باستخدام القسطرة العلاجية الفورية مع تركيب الدعامة التاجية في الشريان المسدود، وتعتبر هذه الطريقة المثلى لعلاج المرضى المصابين بالجلطة القلبية الحادة.

ونوّه العميد طبيب هيثم أمين بأنه قد يحتاج بعض المرضى إلى إجراء عملية القلب المفتوح في حال تعذر إجراء القسطرة القلبية وتركيب الدعامة التاجية، ومبيناً أن توفير العلاج الفوري لمريض الجلطة القلبية الحادة خلال أول ساعتين منذ إصابته بأعراضها (الساعتين الذهبيتين) يسهم في الحفاظ على عضلة القلب وتقليل نسب المضاعفات والوفيات.

وأوضح بأنه منذ بدء العمل بالبرنامج الوطني لعلاج الجلطات القلبية الحادة في مملكة البحرين مع مطلع هذا العام، فأنه يتم قبول جميع المرضى المصابين بالجلطات القلبية الحادة من مواطنين ومقيمين والذين هم بحاجة لإجراء القسطرة العلاجية الفورية ليتم نقلهم إلى مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب في منطقة عوالي عن طريق الإسعاف الوطني.

وقال العميد طبيب هيثم أمين إن تثقيف العامّة وزيادة وعيهم حول الجلطات القلبية وأعراضها يسهم في إنقاذ الأرواح، مشيراً إلى أعراض الجلطة القلبية وهي الشعور بألم في الصدر أو ضغط، أو حرارة، كما يمكن الإحساس بهذا الألم في الكتفين، أو الذراعين -أكثر في الجهة اليسرى مقارنة باليمنى، أو الفك، أو الرقبة، أو أعلى الظهر، وأحياناً في الرسغين، والذي يبدأ الشعور بهذا الألم وتزداد حدته تدريجياً حتى يصل إلى ذروته في غضون 30 دقيقة، وقد ينجم نتيجة للإجهاد البدني أو العاطفي أو يحدث أثناء الراحة.

وأضاف بأنه توجد أعراض أخرى قد تصاحب ألم الصدر وتشمل ضيق التنفس، والتعرّق، والخفقان، والغثيان، والإغماء، أو التعب الشديد، في حين قد لا يشعر بعض المرضى بألم الصدر خصوصاً كبار السن والمصابين بداء السكري. كما يشتكي بعض المرضى من حرقة المعدة التي تزداد سوءًا بشكل تدريجي وترتبط بالأعراض العامة التي تم ذكرها آنفاً.

ولفت العميد طبيب هيثم أمين إلى أنه يتوجب على كل مريض يشعر بأعراض الجلطة القلبية أن يطلب العناية الطبية فوراً عن طريق الاتصال بالإسعاف الوطني على الرقم (999)، أو التوجّه مع مرافق لنقله إلى أقرب مركز صحي أو قسم للطوارئ في المستشفيات الحكومية أو الخاصة، حيث يتم إجراء تخطيط للقلب، وفي حال التأكد من إصابة الشخص بالجلطة القلبية الحادة، يتم نقله على الفور من تلك المؤسسات الصحية إلى مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب في منطقة عوالي عن طريق الإسعاف الوطني لتلقي القسطرة العلاجية الفورية.

وتابع أنه إذا كان الشخص مريض قلب في السابق، وتم وصف أقراص النيتروغلسرين له من قبل طبيبه المعالج، فيمكن له أن يتناولها على النحو الموصوف له لحين وصوله لموقع الرعاية الصحية، منوّها بأن الوقت جوهري في الحفاظ على الحياة، فكلما أسرع المريض في تلقي العلاج للشريان المسدود، كلما ساهم ذلك في الحفاظ على عضلة قلبه وأدى إلى خفض نسب المضاعفات والوفاة.