نفذ طلبة تخصص عمارة البيئة في كلية الهندسة بجامعة البحرين، تصاميم لحديقة "البيت العود" في المنامة وفنائه الشرقي، في الذكرى المائة لبناء البيت، الذي شُيِّدَ وفق النمط المعماري البحريني على يد الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن إسحاق.

واستعرض الطلبة تصاميمهم في احتفالية بمقر "البيت العود"، حيث جرى تكريمهم من جانب الوجيه الشيخ محمد إسحاق، بحضور نائب رئيس جامعة البحرين لخدمة المجتمع وشؤون الخريجين الدكتور محمد صالح الأنصاري، ونائب رئيس الجامعة للبرامج الأكاديمية والدراسات العليا الدكتور محمد رضا قادر، وعميدة كلية الهندسة بالجامعة الدكتورة الشيخة هيفاء بنت إبراهيم آل خليفة، بالإضافة إلى العديد من أساتذة الجامعة والضيوف.



وفي كلمة لها، قالت الدكتورة الشيخة هيفاء بنت إبراهيم: "يسعدنا وجودنا هنا اليوم، ومشاركتكم لنا حفل تدشين التعاون مع القائمين على "البيت العود"، الذي يتميز بموقعه التراثي الإستراتيجي وسط مدينة المنامة، حيث تحيط به الأحياء البحرينية التاريخية".

وشددت على أن كلية الهندسة لا تدخر جهداً في دعم التراث الثقافي، إذ تحرص على دمج القيم التراثية في المناهج الدراسية، مشيرة في هذا السياق إلى "تطوير برنامج عمارة البيئة في كلية الهندسة، الذي يدمج بين نظريات وممارسات التخطيط والتصميم الحضري، ويديرها من الناحية الجمالية والبيئية والثقافية والاجتماعية".

وعن مشروع التصاميم الطلابية قالت: "نجد هنا تعاوناً خدمياً مجتمعياً جميلاً في مشاركة طلبة السنة الثالثة من برنامج عمارة البيئة في تخطيط وتصميم الفراغ المفتوح في "البيت العود"، وذلك لغرض وضع التصورات التصميمية وتطويرها، لإحياء تاريخ الحديقة الخلفية للبيت العود"، مشيرة إلى أن "هذا المشروع جزء من خطط الكلية لإعداد الطالب للممارسة، من خلال تضمينها مشاريع حقيقية".

وقدمت د. هيفاء بنت إبراهيم شكرها للجنة "البيت العود" على تعاونها واستضافتها للمنتسبين إلى الجامعة، كما قدمت الشكر لفريق العمل على جهودهم المميزة في الإشراف والتنسيق والتنظيم، وكذلك للطلبة المشاركين باقتراحاتهم.

ومن ناحيتها، أوضحت مديرة قسم البرامج الهندسية بكلية التعليم التطبيقي الأستاذ المساعد بكلية الهندسة في جامعة البحرين الدكتورة وفاء حسن المدني، أن الفعالية تحتفي بالتعاون بين الجامعة ولجنة "البيت العود"، وتكرم الطلبة المشاركين في إحياء الحديقة الخلفية لـ "البيت العود"، من خلال الدراسة والتخطيط، ووضع التصورات التصميمية لهذا الموقع. وقالت: "لقد تم بناء "البيت العود" في عشرينيات القرن الماضي في قلب المنامة، حيث يتميز السياق العمراني للمنزل بالعمارة التراثية، وبروح الأحياء البحرينية التاريخية"، مشيدة باهتمام الجامعة والكلية بالمبادرات التي تعزز التراث الثقافي.

وقام الطلبة المسجلون في مقرر (LNDA321) بإجراء دراسات بحثية تحليلية للموقع قبل تصميم الفناء الخلفي، حيث حرصوا على دمج عناصر التصميم المعاصرة بالتقليدية، لإحياء المباني التاريخية، والحفاظ على طابع التراث العمراني فيها.

وأشاد عضو لجنة "البيت العود" محمد منير يعقوبي بأعمال الطلبة، التي ربما تعد أولى تجاربهم في تنفيذ تصميم لمعلم تراثي بحريني مثل "البيت العود"، معرباً عن إعجابه بتنوع الأفكار لدى الطلبة، ومحاولة الدمج بين مزايا العمران القديم، وإضفاء لمسات حديثة على التصميم، وفق أسس الاستدامة والبناء الأخضر.

وعما إذا كانت التصاميم قابلة للتطبيق، قال: "بالتأكيد هي قابلة للتطبيق، لكنها بحاجة إلى تعديلات بسيطة"، مشيراً إلى أن "لجنة "البيت العود" بعد أن قامت بتجديد المنزل، ستشرع قريباً في المرحلة الثانية المتعلقة بتطوير الفناء والحديقة الخلفية".

وقال يعقوبي: "يحتوي البيت على بركة سباحة، وهي من أوائل برك السباحة في البيوت بالعاصمة المنامة، وقد اعتنى أحد المشروعات الطلابية بتطوير البركة بطريقة جميلة، تدعونا إلى الاستفادة من تصميمه عند الشروع في تطوير الحديقة".

وأعربت الطالبة شيخة طارق ميحد عن سعادتها بلقاء الوجيه الشيخ محمد إسحاق، الذي تحدث للطلبة عن المنزل وبنائه، مفرقاً بين المساحة والمكان، سارداً قصة البيت الذي يجسد البناء التاريخي للمنازل البحرينية القديمة.

وقالت ميحد: "لقد أضافت لنا هذه التجربة بعض إستراتيجيات التصميم التقليدية، المهمة جداً في المنازل المحلية القديمة مثل: المشربية، والليوان، والدهريز، التي سمعنا بها كثيراً، لكن لم نرها ولم نفهمها في الحياة الواقعية، إلا بعد زيارتها ومعاينتها على أرض الواقع".