بقلم الدكتور مصطفى السيد

كعادته السنوية حرص سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب على لقاء أبناء المؤسسة في شهر رمضان المبارك ونظم من أجل ذلك احتفالاً خاصاً حضره عدد من رجال الأعمال وكبار الشخصيات في رسالة من سموه بأن الأيتام هم رجال المستقبل وأنهم يمكن أن يكونوا أحد هذه الشخصيات.

في لحظة دخول سموه قاعة الاحتفال قام الطفل محمد بالسلام على سموه بعفوية طفولية جميلة وابتسامة كبيرة، قائلاً: أحبك يا الشيخ ناصر



فرد عليه سمو الشيخ ناصر رداً جميلاً بابتسامة كبيرة: وأنا أحبك بارك الله فيك.

كانت هذه البداية انطلاقة لأمسية موفقة وجميلة لسمو الشيخ ناصر مع أبنائه الأيتام أستطيع أن أجزم بأنها ستظل عالقة في أذهان وذاكرة الجميع لما تخللتها من كلمات ومواقف جميلة ومؤثرة من سمو الشيخ ناصر مع الأيتام، ولن أتطرق هنا إلى تفاصيل هذه الليلة لأنها حصلت على حيز جيد من التغطية الإعلامية وتداول الناس مقاطع منها في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير تعكس محبة وأريحية سمو الشيخ ناصر مع الأيتام. وسأركز في هذا المقال على الابن محمد وكيف استطاع أن يكسب الثقة والاستقرار النفسي، فإذا رجعنا إلى الوراء قبل عدة أيام رأينا فيديو للطفل محمد مع الرئيس التنفيذي لبنك البحرين والكويت الأخ عبدالرحمن سيف يتكلم مع الطفل محمد باحترام وبجدية حول رغباته ومستقبله كأنه يتحدث مع شاب بالغ الرجولة والابن محمد ينصت له باهتمام ويتفاعل مع كلامه، وفي نهاية اللقاء قام الأخ عبدالرحمن سيف بتقديم هدية جميلة للطفل محمد أسعدته كثيراً حتى كاد أن يطير من الفرح وقال كلمات الشكر بطريقة عفوية جميلة، وانتشر هذا الفيديو انتشاراً واسعاً.

هذا الطفل الصغير، من خلال لحظات قضاها مع الرئيس التنفيذي ضمن برنامج للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية لصقل شخصيات ومواهب الأيتام وثقتهم بأنفسهم، أصبح ذا شخصية قوية وجميلة وكان نجماً في هذا اللقاء السنوي، فأخذ مكانه في الطاولة الرئيسية بجانب الأخ الدكتور عبدالرحمن سيف يتحدث معه ومع الحاضرين بكل ثقة وأريحية، والجميع شاهد كيف أن المعاملة الطيبة البسيطة SMALL JUSTURES لها تأثير كبير على نفسية الأيتام، فهذا ليس بغريب على أهل البحرين كما قال الشيخ عيسى بن راشد رحمه الله في الأغنية التي غناها فنان البحرين الكبير أحمد الجميري خلال اللقاء:

من خلقت الدنيا واحنا هل البحرين

بالجود ويا الكرم والعز معروفين

وللكلمة أثر عظيم على المستضعفين والصغار والأيتام فهم بأمس الحاجة للكلمة الطيبة التي تقويهم على الظروف الصعبة التي يعيشونها وتعوضهم الحرمان الذي يعانون منه، ولتأثير الكلام الطيب والمعاملة الحسنة على الأطفال تحديداً والأيتام خاصة أثر نفسي كبير.

إن المعاملة الطيبة والتواصل معهم يُحدث تأثيراً إيجابياً في نفسيتهم فترفع من معنوياته وتقوي شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم واستقراراهم النفسي. والمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية تفخر بأنها تهتم بهذا الجانب اهتماماً كبيراً سواء في المعاملة اليومية عن طريق الاحتفالات والبرامج وترتيب زيارات أو من خلال برنامج "التحدث مع الرئيس" أو "المشي مع يتيم" أو ترتيب وجبة غداء مع كبار الشخصيات.

كل هذه البرامج تفيد كثيراً في تقوية شخصية هذه الفئة الهامة في المجتمع، وأردنا أن نسلط الضوء على هذه النقطة لأن الفيديوهات والصور التي انتشرت فعلاً أثبتت أكثر من آلاف الكلمات عن أهمية هذا المبدأ والحمد لله.

* الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية