وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، رسالة سامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يوافق الثالث من شهر مايو من كل عام، فيما يلي نصها:

يسرنا أن نتوجه برسالة شكر وتقدير إلى أبناء الوطن الأوفياء في ميادين الصحافة والإعلام، أصحاب الرسالة النبيلة في نشر الوعي والمعرفة، وشركاء مسيرتنا الوطنية في مواصلة التنمية والتطوير.

ونحن إذ نشارك المجتمع الدولي احتفاله بمناسبة الذكرى الثلاثين لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة الثالث من شهر مايو من كل عام، يومًا عالميًا لحرية الصحافة، والذي يحمل هذا العام شعار "بناء مستقبل قوامه الحقوق: حرية الصحافة محور حقوق الإنسان"، لنجدد اعتزازنا بعطاء كوادرنا الصحفية والإعلامية الوطنية، التي تؤدي واجب صون أمانة الكلمة بموضوعية ومصداقية ومهنية، في ظل مناخ ديمقراطي عصري ومنظومة دستورية وقانونية متطورة، تكفل آليات التعبير الحر عن الرأي بمسؤولية وأمان واستقلالية.



لقد توازت الضمانات لحرية الصحافة ولحقوق الإنسان في مملكة البحرين في ميثاق العمل الوطني والدستور، كأسس لتقدم المجتمع ونمائه، وتواصلت مساعي تطوير الجوانب التشريعية والتنظيمية والمؤسسية لترسيخ القيم والمبادئ في هذين الجانبين، فمن جانب تنامت مكتسبات الصحافة الوطنية وتعززت حريتها لتتمكن من أداء دورها بمهنية ومسؤولية، ومن جانب آخر تطورت المنظومة المعنية بحقوق الإنسان بصورة شاملة لصون كرامة الإنسان في جميع النواحي.

ومع تعدد وتنوع الأدوات الصحافية والإعلامية في عالمنا اليوم، تتزايد أهمية التركيز على عنصر "الحقيقة" في تناول المواضيع، باعتبار أن الحصول على المعلومات الصحيحة والدقيقة حق أصيل للمتلقي وواجب على كل صحافي، ونشدد على أهمية أن يتداخل مفهوم حرية الصحافة مع التصدي للمعلومات المضللة، لما لها من آثار قد تكون مدمرة على المجتمعات والمؤسسات والديمقراطية وحقوق الإنسان، بما قد تسببه من خلق للفتنة وتشتيت للجهود التنموية.

ويعتبر خطاب الكراهية بكافة أشكاله صورًا من صور المعلومات المضللة التي تمس بحقوق الإنسان وكرامته، ومن هنا نجدد التأكيد على أهمية التوصل لصيغة عالمية لتجريم جميع خطابات الكراهية.

كما نعرب عن تقديرنا للتعاون البناء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في سعيهم الدائم لتطوير التشريعات والأنظمة بما يدعم حرية التعبير والصحافة في مملكة البحرين، ويعزز مكتسبات الصحافة البحرينية العريقة.

ونثمن بهذه المناسبة دور وزارة الإعلام في تأدية رسالتها بمهنية وكفاءة، في تهيئة الأجواء التشريعية والتنظيمية أمام ازدهار الحريات الصحفية والإعلامية، والارتقاء بالإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني، وإسهاماتها في الحفاظ على الهوية الوطنية البحرينية وإبراز تراثها الغني، وسعيها نحو الاستثمار في المواهب الوطنية، وتعزيز مكانة البحرين كمركز إشعاع حضاري.

كما نشيد بإسهامها المستمر في دعم المسيرة التنموية والديمقراطية، وحرصها بالشراكة مع جمعية الصحفيين البحرينية وصحافتنا الوطنية، على تطوير العمل الصحفي والإعلامي، وإرساء دعائم الكلمة الحرة النزيهة والموضوعية، وغرس مفاهيم الولاء والانتماء للوطن، وحماية الحق في المعرفة.

وفقنا الله جميعًا لما فيه خير وطننا الغالي وشعبنا العزيز، وأعاننا لما يلبي حقوق شعوبنا العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء في العيش الكريم والأمن والسلام، وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان، والتنمية العادلة والمستدامة.

حمد بن عيسى آل خليفة

ملك مملكة البحرين