محمد نصرالدين


مليار دولار التبادل التجاري بين البحرين وكوريا في 2022 بنمو ٪23.8

زيارة الوفد البحريني لكوريا ستحقق قفزة جديدة بالتعاون بين البلدين


توسيع التعاون في التجارة والاستثمار والسياحة والتنمية المستدامة

«النمو» أبرز سمة لعلاقة البحرين بكوريا حتى بأوقات الأزمات العالمية

جهود ومبادرات البحرين الرائدة تعزز السلام والتعايش في العالم

قضيت فترة عمل رائعة في المملكة وبذلت قصارى جهدي لتعزيز التعاون بكافة المجالات


مختتماً فترة عمله في مملكة البحرين بحوار خصّ به «الوطن»، أكد سفير جمهورية كوريا هاي كوان تشونغ اعتزازه الكبير بالسنوات الثلاث التي قضاها سفيراً لبلاده لدى مملكة البحرين، مؤكداً أنه بذل قصارى جهده لتعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في كافة المجالات.

وقال السفير هاي كوان تشونغ «يسعدني كثيراً ومع نهاية فترة عملي الرائعة بمملكة البحرين، أن أشهد صدور القرار الرسمي الصادر عن مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالموافقة على إنشاء بعثة دبلوماسية لمملكة البحرين لدى جمهورية كوريا، وأود الترحيب بهذا القرار الهام الذي يؤكد على عمق العلاقات بين البلدين، ويبرهن بوضوح على العزم المشترك لتحقيق المزيد من النمو المتصاعد في العلاقات الكورية البحرينية».

كما أعرب عن اعتزاز بلاده بزيارة الوفد البحريني رفيع المستوى إلى كوريا الأسبوع الماضي، مؤكداً أن الزيارة تكللت بالنجاح الكبير، ومن المؤمل أن تسفر التفاهمات والاتفاقات الموقعة خلالها عن تحقيق قفزة جديدة إلى الأمام في التعاون الثنائي، ونحن متحمسون للغاية لاستثمار نتائجها لمصلحة البلدين.

وكشف السفير تشونغ عن أحدث مؤشرات التجارة الثنائية مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد بلغ مليار دولار في عام 2022، وذلك بنسبة نمو 23.8٪ عن العام السابق.

وفيما يلي نص الحوار:

لنبدأ بقرار مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة بالموافقة على إنشاء بعثة دبلوماسية لمملكة البحرين لدى جمهورية كوريا، ماذا يمثل لكم هذا القرار، وكيف ترون أهميته على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين؟


- يسعدني كثيراً ومع نهاية فترة عملي الرائعة في مملكة البحرين، أن أشهد صدور هذا القرار الرسمي الصادر عن مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالموافقة على إنشاء بعثة دبلوماسية لمملكة البحرين لدى جمهورية كوريا، وأود الترحيب بهذا القرار الهام الذي يؤكد على عمق العلاقات بين البلدين الصديقين، ويبرهن بوضوح على العزم المشترك لتحقيق المزيد من النمو المتصاعد في العلاقات الكورية البحرينية.

شهد الأسبوع الماضي كذلك زيارة هامة لوفد بحريني رفيع المستوى إلى كوريا، ما مدى أهمية هذه الزيارة للبلدين ؟

- منذ أن بدأت عملي كسفير لبلادي لدى مملكة البحرين، يسعدني أن أكون قد سهلت العديد من الزيارات الهامة ورفيعة المستوى بين البلدين، بما في ذلك زيارة وزيرة الخارجية السابقة للمشاركة في حوار المنامة عام 2020 وتبادل الزيارات بين رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا ورئيسة مجلس النواب السابقة بمملكة البحرين في 2021. ويسعدني مع انتهاء فترة عملي أن أشهد تبادلاً آخر هاماً لوفود رفيعة المستوى والتي من شأنها أن تحقق قفزة جديدة إلى الأمام في التعاون بين البلدين.

وفي الحقيقة فإن الزيارة التي قام بها الوفد البحريني رفيع المستوى إلى جمهورية كوريا برئاسة وزير الصناعة والتجارة عبدالله فخرو الأسبوع الماضي اكتسبت أهمية كبيرة، خاصة وأنها جاءت بعد مرور أكثر من 10 سنوات على استقبالنا لوفد تجاري رفيع المستوى من البحرين منذ زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى كوريا في عام 2012، ولهذا فنحن متحمسون للغاية لهذه الزيارة واستثمار نتائجها لمصلحة البلدين.

كما أن الزيارة تبرهن على مدى قوة العلاقات الكورية البحرينية خاصة في القطاع الاقتصادي وهي علاقات راسخة ومتنامية بشكل متواصل وأبرز دلالة على ذلك أحدث مؤشرات التجارة الثنائية حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين مليار دولار في 2022. وجاءت الزيارة كدلالة على هذه الشراكة القوية، وتمثل فرصة عظيمة أخرى لتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية والمضي بها قدماً إلى المزيد من النمو الفترة المقبلة.

ما تقييمكم لسير المباحثات واللقاءات التي جرت خلال الزيارة؟

- نظراً لكون الوفد البحريني يتألف من مختلف الهيئات الحكومية بما في ذلك وزارة الصناعة والتجارة، وزارة التنمية المستدامة وهيئة البحرين للسياحة والمعارض وصادرات البحرين ومجلس التنمية الاقتصادية، فقد كانت الزيارة مناسبة رائعة لتسليط الضوء على أهمية العلاقات الثنائية عبر العديد من القطاعات واستكشاف المزيد من سبل توسيع التعاون في مجالات التجارة والاستثمار وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة والتنمية المستدامة والثقافة والسياحة.

لقد كانت المباحثات مثمرة وناجحة بين الجانبين، حيث التقى الوزير فخرو بنظيره الكوري، آهن دوك جيون، ووزير التجارة ونائب وزير الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة تشو جوو هيون وتبادل الجانبان وجهات النظر لدفع العلاقات الاقتصادية والصناعية القائمة قدماً. كما عقدت وزيرة التنمية المستدامة، نور الخليف اجتماعاً مع نائب وزير الخارجية للشؤون المتعددة الأطراف والشؤون العالمية لمناقشة خطط تحقيق التنمية المستدامة.

وعلاوة على ذلك، عقد الوفد البحريني اجتماعات مثمرة مع القطاع الخاص في كوريا حيث استضاف وزير الصناعة والتجارة بالاشتراك مع غرفة التجارة والصناعة الكورية (KCCI) منتدى للاستثمار بمشاركة العديد من الشركات في مجالات الطاقة والتصنيع والرعاية الصحية والخدمات المالية من كلا الجانبين.

كما التقى الوزير فخرو بعدد من الشركات الكورية الشهيرة بما في ذلك LG Electroncics وNaver Corporation «الإنترنت والأبحاث وشركة الذكاء الاصطناعي» وشركة Orion Foodstuff Company.

ما هي أهم النتائج والاتفاقات التي أسفرت عنها الزيارة، وسبل تفعيلها ؟

- لقد أثمرت الاجتماعات الثنائية خلال زيارة الوفد البحريني توقيع اتفاقيات تعاون هامة في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة. فقد وقعت وزارتا الصناعة في البلدين اتفاقية لتسهيل التجارة والاستثمار.

كما وقعت السلطات المسؤولة عن تعزيز التجارة والتصدير مذكرة تفاهم لتشجيع التعاون التجاري والاقتصادي متبادل المنفعة. كما ستعزز منظمة السياحة الكورية وهيئة البحرين للسياحة والمعارض التعاون في مجال السياحة بناء على مذكرة التفاهم التي تم توقيعها أيضاً خلال هذه الزيارة.

وبالإضافة لذلك، فإن وزير خارجية جمهورية كوريا بارك جين، ووزير الصناعة والتجارة بمملكة البحرين عبدالله فخرو قد وقعا اتفاقية الخدمات الجوية ونحن نتوقع وبسعادة أن نحظى بالمزيد من التعاون الثنائي في مجال الطيران، ونتطلع أن تكون هذه الاتفاقية بمثابة الأساس لشركات الطيران من كلا البلدين لتقديم خدمات جوية دولية للمسافرين والبضائع وان تهيء المزيد من التسهيلات للتبادلات التجارية.

ومن الجدير بالذكر أن البلدين قد اتفقا على بناء علاقات أقوى في التجارة والسياحة والنقل ذلك نظراً لأن هذه المجالات الثلاثة تعتبر الركائز الأساسية للعلاقة بين الدول، وإنني أتطلع إلى رؤية علاقاتنا الثنائية تتوطد بشكل أكبر.

ونحن نلتزم دائماً بتعزيز التعاون مع البحرين في جميع القطاعات وعبر نتائج هذه الزيارة نود أن نرى المزيد من الفرص لتعميق العلاقات القائمة وكذلك المزيد من المناسبات لزيارات الوفود رفيعة المستوى. فالالتزامات الثنائية لمزيد من التعاون في مجالات التجارة والسياحة والنقل، ستسهم في تنمية شراكات أقوى.

كيف ترون أهمية الزيارة في استكشاف الفرص التجارية والاستثمارية بين البلدين؟

- لطالما أسهمت التجارة بدور رائد في تنمية وتعزيز العلاقات بين البحرين وكوريا، ومنذ 2012 عندما وقعت غرفة التجارة في كلا البلدين اتفاقية تعاون، نمت الشراكات التجارية الثنائية باستمرار وبشكل متواصل. كما تم عقد منتديات الأعمال مع العديد من الشراكات التجارية والاستثمارية ذهاباً وإياباً في سيول والمنامة.

وبلا شك ستكون اتفاقيات التعاون الجديدة التي تم إبرامها خلال الزيارة الأخيرة للوفد البحريني بمثابة أساس قوي للتجارة الثنائية وتنامي الاستثمار خلال الفترة المقبلة. وجدير بالذكر أن منتدى الاستثمار الكوري البحريني الذي تم تنظيمه خلال الزيارة قد تمخض عنه نتائج ملموسة حيث اتفق الجانبان على توسيع الاستثمار في تصنيع الألمنيوم والزراعة الذكية، ومع مواصلة التبادل والتعاون على المستوى الحكومي والتجاري، فإننا نتطلع إلى وجود العديد من المجالات الواعدة للتعاون بين البلدين.

كم حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البحرين واليابان خلال عام 2022؟

- التجارة الثنائية بين البلدين تشهد نمواً متواصلاً وتتزايد باطراد، ففي عام 2019، بلغ حجم التبادل حوالي 800 مليون دولار. وفي العام 2020 ، رغم تحديات التأثير الرهيب لجائحة كورونا، بقي ثابتاً إلى حد مماثل ليبلغ حوالي 800 مليون دولار، لكن في العام الماضي 2022 سجل الحجم التجاري رقماً قياسياً بلغ مليار دولار، بزيادة كبيرة 23.8٪ عن العام السابق. وقد ساهمت واردات كوريا من البحرين بشكل كبير في هذه الزيادة ومن البضائع التي تشكل أهم صادرات البحرين إلى كوريا هي النفط والألمنيوم والحديد.

كيف تنظرون إلى ما تتمتع به البحرين من حرية المعتقد والتعايش السلمي والتسامح الديني ومبادراتها في هذا المجال؟

- خلال فترة عملي في البحرين، شاهدت ولمست مدى الانفتاح والتحضر هنا، فمملكة البحرين بلد منفتح تماماً ويتسم بالتنوع والتسامح مع الثقافات والأديان الأخرى. والجهود التي يبذلها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين المعظم بارزة لتعزيز مساعي ومبادرات السلام والتعايش الإنساني. وأود بهذه المناسبة أن أهنئ البحرين على هذا النهج الذي يحظى بالتقدير والاحترام على المستوى الدولي، ومن ضمن ذلك استضافة البحرين الناجحة للجمعية السادسة والأربعين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي في مارس الماضي. والتي كانت حدثاً بارزاً لتعزيز التعايش السلمي بين المجتمعات الشاملة.

ما هو حصاد إنجازات عملكم كسفير لكوريا لدى البحرين على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية؟

- بصفتي سفيراً منتهية ولايته، فقد بذلت قصارى جهدي للتقريب بين البلدين في جميع مجالات التعاون خلال فترة عملي التي دامت تقريباً ثلاث سنوات والكلمة الرئيسية الوحيدة التي أود استخدامها لوصف العلاقات بين البلدين وجهودي هي «النمو».

أعتقد أن العلاقة بين البحرين وكوريا قوية كما كانت دائماً لأنها تستمر في «النمو» حيث تركزت العلاقات الثنائية على البنية التحتية والطاقة والإنشاءات في السنوات الأولى؛ ومنذ فتح السفارة الكورية في البحرين في عام 2011 ، سعينا نحو خلق علاقات وثيقة في مختلف المجالات مثل السياسة والمجتمع والثقافة والتعليم. كما سعيتُ إلى توسيع نطاق وعمق هذا التعاون. وكما أوضحت سابقاً، في عام 2020، ورغم الظروف القاهرة المتعلقة بالوباء، فقد زارت وزيرة الخارجية السابقة، الدكتور كانغ، المملكة وألقت كلمة رئيسية في القمة الإقليمية لحوار المنامة. وفي عام 2021، كان من مبعث سروري المشاركة في تنظيم زيارات متبادلة لرئيسي البرلمانيين.

كما حافظت السفارة على تنظيم والمشاركة في الفعاليات الثقافية بالمملكة؛ فاستمرت مهرجاناتها المعتادة كمهرجان الأفلام السنوي، وبطولة كأس السفير للتايكوندو مع التنويع في العروض الثقافية.

وتشهد البرامج المجتمعية لتدريس اللغة الكورية في معهد الملك سيجونغ بالمنامة تطورات ملحوظة. ودعونا لا ننسى أيضاً اتفاقية الخدمات الجوية التي ستشكل الأساس لمزيد من تطوير تعاوننا الثنائي في مجال النقل الجوي.

كلمة أخيرة ؟

- إنه لشرف عظيم وامتياز كبير أنني خدمت بلادي كسفير لكوريا لدى مملكة البحرين، ورغم أنني أتيت إلى هنا خلال ذروة انتشار جائحة كورونا، وكان هناك قيود في الأنشطة عموماً في تلك الفترة، لكن عملنا دائماً على تعزيز العلاقات وفي كل النشاطات المزدهرة بين البلدين. لقد استمتعت خلال إقامتي هنا في البحرين بالعديد من الأشياء، ومن أهم هذه الأمور التعرف بشكل أفضل على ثقافة الشرق الأوسط وثقافة وحضارة البحرين وتاريخها وكل شيء.

وبصفتي سفيراً كنت ملتزماً بالقيام بمهامي الدبلوماسية والعمل على تقوية العلاقات القوية بين كوريا والبحرين، وغالباً ما كنت أعبر عن دبلوماسيتنا مجازياً كالرسم؛ فعلى لوحة القماش التي تمثل علاقاتنا الثنائية، أعمل على ملء المناطق الخالية من الألوان وفي الجوانب الأخرى أستعين على مدّ اللون فيها وأترك أجزاء ليملأها خَلَفي، وحرصت في جميع أنشطتي على توسعة وتنويع مجالات التعاون.

لا يوجد الكمال في أي شيء، لكنني بذلت قصارى جهدي للازدهار أكثر بالعلاقات الثنائية. ومؤخراً قام وزير الصناعة والتجارة عبدالله فخرو بزيارة كوريا وكانت زيارة ذات معنى ومثمرة، ومثلت إضافة مهمة جداً في علاقاتنا. وأنا سعيد بذلك في نهاية فترة عملي، أن أشهد التواصل واستمرار الزيارات المهمة بين البلدين.