البحرين الأولى عربياً في تشكيل لجنة وطنية لكبار السن
سماهر سيف اليزل
المملكة تحتفل باليوم الدولي للمسنين البحرين توفر خدمات متنوعة للاهتمام بكبار المواطنين ودعمهم مستقبل مشرق للخدمات المقدمة لكبار السن في المملكة
تحتفل مملكة البحرين مع كافة دول العالم في الأول من شهر أكتوبر من كل عام باليوم الدولي للمسنين، وذلك وفقاً لما أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في عام 1990، وقد اختارت الأمم المتحدة عنواناً لموضوع احتفال هذا العام 2024 «الحفاظ على الكرامة مع التقدم في السن» بهدف تعزيز أنظمة الرعاية والدعم للمسنين في جميع أنحاء العالم، في وقت تعد فيه مملكة البحرين من الدول المتقدمة عربياً وإقليمياً ودولياً في رؤيتها الاستراتيجية لخدمات الرعاية والتنمية المقدمة لكبار السن، ومن بينها أنها كانت الأولى على مستوى بلاد العرب بتشكيل لجنة وطنية لكبار السن. ويمتد الاهتمام بكبار المواطنين في البحرين منذ عقود، ففي عام 1984، أصبحت مملكة البحرين أول دولة عربيّة تبادر إلى تشكيل لجنة وطنيّة للمسنين، وتم إعادة تشكيل اللجنة في أعوام 1992 - 2000 - 2003 - 2008 وأخيراً في 2018، تبعاً لمتطلبات العمل وتطور الخدمات، وتضم اللجنة أعضاء يمثلون القطاع الحكومي والأهلي والخاص، وتعتبر الجهات المسؤولة عن كبار السن في المملكة، وتنفذ اللجنة السياسات وتنظيم البرامج والمشاريع وتوعية الرأي العام بقضايا المسنين، وتتفق هذه الجهود التعاونيّة بين مؤسسات القطاعين العام والخاص مع الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة والمتمثل في عقد الشراكات لتحقيق الأهداف، ولا سيّما معالجة المسائل المتعلقة بالتنمية الاجتماعيّة ودعم المواطنين كبار السن. ووفرت البحرين على مدى عقود متواصلة، خدمات متنوعة للاهتمام بكبار السن، فضلاً على الرعاية المجتمعية التي تجسدها الفعاليات التي تنظم لهم، ففي عام 2009 صدر القانون رقم (58) بشأن حقوق المسنين، الذي يمثل نقلة نوعية في تاريخ اهتمام البحرين باحتياجات هذه الفئة، ولا سيما أنه تضمن العديد من الأحكام والمواد التي جسدت من ناحية سبق البحرين في مجال العناية التي توليها بكبار السن، بما يضمن لهم تلقي أرقى الخدمات الصحية والسكنية والاجتماعية والإدارية اللازمة التي تعينهم على العيش بكرامة. ويتبلور احترام الثقافة البحرينيّة لكبار المواطنين وتوقيرهم وتثمين حكمتهم وخبراتهم الحياتيّة من خلال ما تقوم به وزارة التنمية الاجتماعيّة من حماية لحقوق كبار المواطنين ورعايتهم، من خلال مجموعة من الخدمات التي تعزز الصلة بينهم وبين أسرهم، وتصون مكانتهم المميّزة في المجتمع. وتتضمن المبادرات التي تضمن تمتّع كبار المواطنين بالرعاية الإعانات الماليّة وخدمات الرعاية الصحيّة وخدمات السكن والنقل والأنشطة الترفيهيّة، كما تتعاون الحكومة مع المنظمات الأهليّة لضمان حصولهم على أفضل رعاية ممكنة، ومن خلال هذه الجهود تعمل البحرين جاهدة لضمان رعايتهم وتمكينهم من عيش سنواتهم الذهبيّة بكل راحة وكرامة. وتشمل خدمات كبار المواطنين إمكانية استفادتهم من العديد من الخدمات بأسعار مخفّضة من مختلف الجهات العامة والخاصة. مراكز الرعاية الإيوائية لكبار المواطنين تقوم العديد من دور الرعاية المتخصصة في توفير أوجه الرعاية الاجتماعيّة والصحيّة والنفسيّة والمعيشيّة والقانونيّة والخدمات الترفيهيّة، بما في ذلك برامج التأهيل، عند الحاجة، والعلاج، هذا إلى جانب خدمات الإيواء الدائم أو المؤقت، ولا سيّما لكبار المواطنين من الجنسين الذين لا عائل لهم. المساعدة الاجتماعية تشمل هذه الخدمات تقديم مختلف أوجه التسهيلات لكبار المواطنين كالمساعدات المالية والأجهزة التعويضيّة المجانيّة كالكراسي المتحركة وكراسي الحمام والعكازات والمشايات والسماعات الطبيّة وغيرها. المؤسسات النهارية لرعاية الوالدين تشرف وزارة التنمية الاجتماعيّة على تشغيل عدد من دور رعاية الوالدين «الأندية النهاريّة» وسط الأحياء السكنيّة في مختلف محافظات المملكة، والتي تعمل على احتضان ورعاية وتأهيل كبار المواطنين خلال الفترة النهاريّة. كما توفر مختلف أوجه الرعاية الاجتماعيّة والصحيّة والنفسيّة والترفيهيّة، وتضع برامج التأهيل المناسبة والخدمات الملائمة لهم، والاستفادة من خبراتهم وقدراتهم والعمل على إدماجهم في المجتمع وعدم عزلهم في دور الإيواء. ويُخَصَّص دعم ومنح ماليّة سنويّة لدور الوالدين، وإجراء زيارات ميدانيّة لدور الرعاية النهاريّة للمسنين للاطلاع على سير العمل بها، كما تُعْقَد ورش تدريبيّة للعاملين بدور الرعاية النهاريّة بتنظيم من قسم رعاية المسنين. خدمات بطاقة الهوية لكبار المواطنين كجزء من جهودها لتقديم الخدمات التي تستهدف الفئات الضعيفة وتعزيز العدالة داخل المجتمع البحريني، تلتزم هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية بتقديم الخدمات التي تلبي جميع احتياجات فئة كبار المواطنين لضمان وصول الخدمات إلى الجميع. وتقدم الهيئة عدة مزايا وخدمات لكبار السن، بما في ذلك رسوم مخفضة عند تجديد بطاقة الهوية الخاصة بهم مع خيار تسليم بطاقة الهوية من خلال الخدمات البريدية للمستخدمين جميعهم، ما يجعل عملية التحصيل أكثر سهولة ويسراً، كما أُنْشِئ مكتب خاص يقدم جميع خدمات بطاقة الهوية دون الحاجة إلى حجز موعد مسبق للأفراد الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة. وهنا يمكن ملاحظة حجم ما حققته (اللجنة الوطنية للمسنين) من منجزات على مدار سنوات عملها الماضية: أولاً: مواكبة المستجدات العالمية في مجال حماية ورعاية كبار السن، مع زيادة فئة كبار السن، وأنه من الضروري الاستفادة من قدرات هذه الفئة أقصى استفادة ممكنة، ولا سيما أن لكثير من هؤلاء مساهماتهم التنموية المعروفة، ومصدر قوة سكانية لا يمكن الاستغناء عنه أو إهماله، مع زيادة وتيرة العمل على تأمين وتوفير البيئة المناسبة التي يمكن أن يعيش ويحيا فيها المسنون وهم كرام. ثانياً: شمولية الخدمات المقدمة للمسنين في البحرين، إذ بالإضافة إلى أنها تشمل المساعدات المادية والعينية والتعويضية، فضلاً على خدمات الرعاية بأنواعها الدائمة منها والنهارية والمتنقلة (المنزلية) والتمكين والإدماج والتأهيل والعلاج، فإن البحرين تقدم نموذجاً متكاملاً وشاملاً للتعاون بين الأجهزة الحكومية ذات العلاقة، ومؤسسات القطاع الخاص المعنية بالبعد الاجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالمسنين تحديداً. ثالثاً: المستقبل المشرق للخدمات المقدمة لكبار السن في المملكة، حيث تَعِد الكثير من التحركات والإجراءات المتخذة بمزيد من المنجزات التي ستعود بالنفع على هذه الفئة المهمة من مواطني البلاد الكرام، ومن ذلك: فتح مجال أكبر للجمعيات الأهلية للمشاركة في تقديم الخدمة والرعاية للمسنين، والعمل على زيادة دور وأندية رعاية الوالدين في تجسيد واضح لمعنى الشراكة المجتمعية بين الدولة والمجتمع، والمشاركة بفاعلية في الاحتفالات باليوم العربي والعالمي للمسنين في أكتوبر من كل عام، وهي الاحتفالات التي تكرم فيها تجربة البحرين في المجال، وإقامة المعارض والفعاليات التي تبرز مواهب ومنتجات المسنين، والعمل على تفعيل قرار تعيين المتقاعدين من الجنسين كمرافقين للمسنين وغيرها. وفيما يتعلق بصحة كبار السن، فإن وزارة الصحة تهتم بمواصلة تطوير الخدمات الصحية المقدمة لفئة كبار السن في مملكة البحرين بالتوافق مع توجهات الحكومة في تدعيم منظومة متكاملة ومستدامة من الخدمات العلاجية والتشخيصية والتأهيلية لفئة كبار السن، حيث تم توفير وحدات متنقلة لكبار المواطنين في المراكز الصحيّة، والتي تقدم الخدمات التمريضيّة والرعاية في منازلهم، ولا سيّما لغير القادرين على التنقل والوصول إلى المركز الصحي. ويقوم فريق متخصص مكون من ممرضة مؤهلة وفني زيارات منزليّة وسائق صحي بزيارتهم وتزويدهم بأشكال الرعاية الصحيّة اللازمة والتمريض وخدمات الإرشاد الأسري، بالإضافة إلى خدمات العناية والنظافة الشخصيّة وغيرها من الخدمات المخصصة لهم.