وليد صبري




* سلمان بن عطية الله: "حمد الجامعي" يدشن أحدث جهاز إشعاعي لعلاج أورام السرطان في الشرق الأوسط


* مليونا دينار كلفة الجهاز تشمل صيانة 5 سنوات وتدريب الطواقم الفنية

* الجهاز الإشعاعي الجديد نقلة نوعية في علاج الأورام السرطانية

* زيادة الطاقة الاستيعابية لعلاج المرضى في مركز البحرين للأورام إلى 160 سريراً

* علاج 50 إلى 60 مريضاً في مركز البحرين للأورام يومياً

* نجاح العلاج متقارب بين مركز البحرين للأورام والمراكز العالمية لعلاج السرطان

* البروفيسور إلياس فاضل لـ"الوطن": أكثر من 10 استشاريين بحرينيين لعلاج السرطان مبتعثون في الخارج

* سرطان الثدي الأكثر انتشاراً في البحرين بنسبة 40% من الأورام

* علاج 95% من مرضى السرطان في البحرين يتم في المملكة الآن

* د. أشيش رستوجي: الجلسات الإشعاعية تعتمد على حالة المريض وتستند للخطة العلاجية

كشف قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة عن "تدشين أحدث جهاز إشعاعي لعلاج الأورام السرطانية"، مشيراً إلى أنه "يعد الجهاز الأحدث في الشرق الأوسط وإفريقيا، ولا سيما أنه يمثل نقلة نوعية في علاج الأورام السرطانية"، موضحاً أن "تكلفة الجهاز مليونا دينار وتشمل الصيانة لمدة 5 سنوات وتدريب الطواقم الفنية"، فيما ذكر في رد على سؤال لـ"الوطن" أنه "من المخطط زيادة الطاقة الاستيعابية وعدد الأسرة لعلاج مرضى السرطان خلال السنوات الثلاث المقبلة".

وأضاف في مؤتمر صحفي عقده مركز البحرين للأورام بمستشفى الملك حمد الجامعي، بحضور مدير مركز البحرين للأورام ورئيس مجلس البحرين الوطني للأورام، البروفيسور إلياس فاضل، واستشاري ورئيس قسم علاج الأورام الإشعاعي، د. أشيش رستوجي أنه "من منطلق التزامنا وسعينا لتقديم رعاية صحية حديثة وشاملة لمرضى السرطان من مواطني مملكة البحرين، تم مؤخراً تدشين جهاز المسرّع الخطي المدمج بالرنين المغناطيسي "MR - Linac Unity"، في مركز البحرين للأورام بعد أن تم الاتفاق فيما سبق مع شركة "ELEKTA"، على شرائه وتوريده للمركز كأول جهاز من هذا النوع على المستوى الإقليمي، وهو يعد ثورة تكنولوجية ونقلة نوعية في مجال علاج الأورام السرطانية وسيلبي حاجات مرضى الأورام في منطقة الخليج العربي".

وأضاف: "نظراً إلى أن تموضع الورم السرطاني يختلف من مريض إلى آخر، فإن متطلبات العلاج الإشعاعي الدقيق والتقنية المستخدمة لتقديمه تختلف أيضاً، بحيث يجب أن يتم تفصيلها لمريض معين وصولاً إلى ما يمكن تسميته "العلاج الإشعاعي المخصّص". فمن خلال أجهزة العلاج الإشعاعي عالية الدقة المتوافرة في طب الأورام في البحرين، يمكن تطبيق التقنيات الحديثة مثل التعديل الحجمي، وIMRT، والعلاج الإشعاعي التجسيمي، والعلاج الإشعاعي الموجه بالسطح، والمعالجة الكثبية المتقدمة، والعلاج الإشعاعي الكلي للجسم، وغيرها الكثير، والتي تستخدم لعلاج واستهداف أورام صغيرة جداً "في الدماغ مثلاً" وصولاً إلى أهداف كبيرة جداً، مثل إشعاع الجسم بالكامل "يستخدم في عمليات زرع النخاع العظمي"".

وأوضح أنه "من المعلوم أن تقنية الرنين المغناطيسي، من أفضل الطرق التشخيصية لكشف الورم السرطاني وتحديد مدى انتشاره في الجسم، وعندما يتم دمج هذه التقنية مع المسرع الخطي في جهاز واحد، فإن أكبر ميزة نحصل عليها هي إمكانية مراقبة أو تصوير الورم والأعضاء المهمة القريبة من الورم باستمرار خلال الجلسة العلاجية. ويمكن إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي بشكل متواصل في أثناء العلاج لعدم وجود انبعاثات إشعاعية "من جهاز الرنين المغناطيسي"، ما يمكن من استهداف الورم بدقة عالية بأصغر هوامش من أجل تحقيق نتائج أفضل في بعض الأورام والحدّ من الآثار الجانبية للعلاج".

وذكر أنه "من المميزات الأخرى فإنه في حالة تغير شكل الورم أو حجمه في أثناء العلاج، يمكن رؤية ذلك في نفس الوقت والتكيف ووضع خطة جديدة لتغطية الورم بشكل أدق، وهذا ما يسمى بالعلاج الإشعاعي التكيفي".

وأشار إلى أنه "يتم حالياً تنفيذ هذه التقنية لسرطان البطن والحوض والأورام الأصغر في أجزاء مختلفة من الجسم، وخاصةً عندما يمكن للأورام أو الأعضاء الحساسة التحرك وتغيير موضعها "خلال عملية التنفس مثلاً" أو عندما تكون قريبة جداً من الأعضاء الحيوية التي تحتاج إلى مراقبة مستمرة في أثناء العلاج".

وفيما يتعلق بالعلاج الإشعاعي في القسم، أفاد بأنه "يخضع حوالي 60-70% من مرضى السرطان للجلسات الإشعاعة العلاجية أو المُلطّفة. وما يميز قسم العلاج الإشعاعي في مركز البحرين للأورام الدقة والتوافر في الوقت المناسب، حيث إنه منذ بدء العمل في القسم خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية، نجحنا في علاج مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى علاج إشعاعي ضمن الفترات الزمنية المطلوبة دون وجود قوائم انتظار. ونعالج حالياً ما يقرب من 50 إلى 60 مريضاً يومياً في مركز البحرين للأورام".

وحول بدء العمل بجهاز "MR - Linac Unity"، قال قائد مستشفى الملك حمد الجامعي: "ناقش الفريق الطبي المختص في مركز البحرين للأورام حالة مريض ثلاثيني في المجلس الوطني للأورام من أجل وضع الخطة العلاجية المناسبة باستخدام جهاز"MR - Linac Unity"، لأول مرة في مركز البحرين للأورام كجهاز تشخيصي وعلاجي في نفس الوقت".

وأوضح أنه "أشرف على تنفيذ العلاج فريق طبي وتقني متميز بإشراف الدكتور أشيش رستوجي استشاري ورئيس قسم علاج الأورام الإشعاعي مع مجموعة من الكفاءات البحرينية الشابة".

وتحدث اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة، عن "زيادة مطردة في أعداد الإصابة بأمراض السرطان في البحرين سنوياً"، منوهاً إلى أن "تلك الزيادة تؤثر على الميزانية المخصصة للعلاج"، حيث إنه وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة، كانت الزيادة السنوية في عدد المصابين بمرضى السرطان نحو 464 حالة قبل عام 2018"، لكن بعد ذلك اكتشفنا الزيادة المطردة في الإصابة منذ 2018"، مؤكداً في الوقت ذاته أن "مركز البحرين للأورام يقدم مستويات متقدمة من العلاج تعد من الافضل في العالم، ولا سيما أن المبالغ التي تصرفها الدولة على علاج مرضى السرطان كبيرة؛ لأننا نقدم خدمة نوعية، فعلى سبيل المثال كلفة علاج دواء واحدة لمريض واحد تبلغ نحو 160 ألف دينار، ويأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، الذي يأمر بتوفير أحدث الأجهزة والعلاجات للمريض البحريني".

ونوه إلى أن "لدى المستشفى أحدث الأجهزة في تشخيص مرض السرطان، وأحدث الأجهزة في العلاج أيضاً"، مبيناً أن "المبنى المخصص للجهاز تبلغ تكلفته 400 ألف دينار، ولاسيما أنه جهاز معقد من الناحية الفنية، حيث تم حفر المبنى على عمق 3.5 أمتار تحت الأرض كما يحتوي على 15 دعامة بسبب وزن الجهاز، في حين تبلغ تكلفة الجهاز مليوني دينار تشمل الصيانة لمدة 5 سنوات وتدريب الطواقم الفنية".

وفي رد على سؤال حول الخطط الإستراتيجية للمستشفى لزيادة أعداد الأسرة، خلال المرحلة المقبلة، أفاد قائد مستشفى الملك حمد الجامعي بأن "مركز البحرين للأورام تم بناؤه على طاقة استيعابية تبلغ 120 سريراً وقمنا بزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 160 سريراً لكنها دائماً مشغولة، نتيجة ازدياد وتضاعف عدد مرضى السرطان، على غير التوقعات، ولذلك، فإننا لدينا خطة لزيادة الطاقة الاستيعابية وزيادة عدد الأسرة خلال السنوات الثلاث المقبلة، ولا سيما أن هناك مبنى يتم تشييده خلال السنوات الثلاث المقبلة، وفي هذه الحالة سوف نزيد من عدد الأسرة".

ونوه إلى أنه "بالمقارنة ما بين مركز البحرين للأورام والمراكز العالمية لعلاج السرطان نجد أن نسب النجاح متقاربة وهذا هو الهدف".

من جهته، قال مدير مركز البحرين للأورام ورئيس مجلس البحرين الوطني للأورام، البروفيسور إلياس فاضل: "إن الإدارة تسعى دائماً لتوطين أحدث التقنيات في مجال تشخيص وعلاج الأورام، بالإضافة إلى فتح المجال أمام الكوادر الوطنية الكفؤة للتخصص والتدرب على هذه التقنيات والمشاركة الفعّالة في الوصول بالرعاية الصحية في هذا المجال إلى أعلى المراتب"، مشدداً على "استمرار العمل نحو تطوير جودة الخدمات في جميع أقسام مركز البحرين للأورام".

ولفت إلى أنه "وفقاً للإحصائيات الصادرة عن المجلس الوطني للأورام، فإن سرطان الثدي هو الأكثر انتشاراً في البحرين بنسبة 40%".

ونوه إلى أن "علاج 95% من مرضى السرطان في البحرين يتم في المملكة الآن".

وأوضح أنه بالنسبة للأطباء البحرينيين فإن لدينا مبتعثين في أمريكا وفرنسا والمملكة المتحدة والسعودية"، مضيفاً أنه "أكثر من 10 استشاريين بحرينيين لعلاج أمراض السرطان مبتعثون في الخارج".

ولفت إلى أن "مركز البحرين للأورام يعد الثاني عربياً الذي يتم فيه استخدام هذه التقنية والأول في الشرق الأوسط والسابع عالمياً الذي يستخدم جهاز "MR - Linac Unity"، إلى جانب اثنين من أحدث المسرعات الخطية التي تعتمد على تقنية التصوير المقطعي واللذين تم تدشينهما سابقاً".

من جانبه، أوضح د. أشيش رستوجي أن "الجلسات الإشعاعية سواء التشخيصية أو العلاجية التي يخضع لها المريض تعتمد على حالته وتستند إلى الخطة العلاجية المناسبة المقررة في المجلس الوطني للأورام".