سماهر سيف اليزل

أكد مشايخ أن أيام عشر ذي الحجة ولياليها أيام شريفة ومفضلة يضاعف فيها الثواب، ومن أفضل الأعمال التي يستحب القيام بها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه، مشيرين إلى هناك 4 شروط للأضحية، وهي أن تكون من بهيمة الأنعام وأن تكون في وقتها وأن تكون سالمة من العيوب الشرعية وأن تكون بلغت السن الشرعي.

وأوضحوا أن العمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة، مشيرين إلى أن أفضل الأعمال في العشر من ذي الحجة، هو صيام يوم عرفة، مبينين أنَّ صيامه سنة فعلية فعلها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيسن صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين سنة ماضية، وسنة مستقبلة، كما ورد في الحديث.



وقال الدكتور الشيخ أحمد الدعيس: "هذه الأيام التي نعيشها وهي العشر من ذي الحجة هي خير أيام الدنيا على الإطلاق قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ما من أيام ‏العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء".

‏وأكد أنه ينبغي على المسلم أن يستغل هذه الأيام بالإكثار من العمل الصالح وهي متنوعة ولله الحمد، وأن مما يميز هذه الأيام أن أمهات العبادة تجتمع فيها من صلاة وصيام وحج وصدقة، فلنجتهد فيها بالصيام والصلاة والصدقة وبر الوالدين وجميع الأعمال الصالحة التي تقربنا إلى الله، ‏وأعظم ما يتقرب به العبد إلى الله عز وجل الفرائض، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ‏ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولئن سألني لأعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه.

ودعا الدعيس إلى التقرب بأداء الفرائض أولاً من أداء الصلوات في وقتها وبر الوالدين وغيرها من الواجبات التي شرعها الله، ثم النوافل من الأعمال حتى ننال بسببها الأجر العميم من الله سبحانه.

وفيما يخص شروط الأضحية يقول: "إنها تكون من بهيمة الأنعام والمقصود ببهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم من الضأن أو المعز، حيث تكفي الغنم عن الشخص الواحد وعن أهل بيته، أما البقر والإبل فيمكن أن يشترك في الأضحية الواحدة منها 7 أشخاص عنهم وعن أهل بيتهم".

كما يشترط في الأضحية أن تكون في وقتها بعد صلاة العيد من اليوم العاشر من ذي الحجة إلى اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، فأيام الذبح 4 أيام يوم العيد و3 أيام التشريق التي بعدها وينتهي وقتها عند غروب شمس الثالث‏ عشر من شهر ذي الحجة.

كما يشترط أيضاً أن تكون سالمة من العيوب الشرعية؛ فقد جاء في الحديث: أن الأضحية لا بد من أن تكون خالية من العيوب الشرعية فلا يُضحى بالمريضة البيِّن مرضها، والتي يعد مرضها مؤثراً على لحمها، ولا العوراء البين عورها ومن باب أولى العمياء ولا الهزيلة الضعيفة ولا العرجاء شديدة العرج وهكذا.

ويشترط كذلك أن تكون بلغت السن الشرعي الذي يجوز أن يُضحى به، فبالنسبة إلى الضأن وهو الخروف فلا بد من أن يكون قد بلغ 6 أشهر، أما الماعز فلا بد أن يبلغ سنة كاملة، وأما البقر فلا بد أن يبلغ سنتين، أما الابل فلا بد أن تبلغ خمس سنوات، وهذا هو السن الذي يجوز أن يضحى به، فمن ذبحها بأقل من هذه الأسنان فإنها لا تجزئ عن الضحية وإنما تعد لحماً فقط، ويجوز التضحية بالذكور والإناث كل ذلك جائز في الأضحية، مشيراً إلى أن الأضحية عبادة لله ينبغي أن نستشعر هذه القربة والعبادة في نفوسنا والتي يتحقق فيها تقوى الله سبحانه وزيادة الإيمان. قال تعالى: ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) فنسأل الله أن يتقبل منا جميعاً صالح العمل وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

من جهته، قال الشيخ عيسى المحميد: "يستحب في العشر من ذي الحجة الاجتهاد في العبادة وزيادة عمل الخير والبر، وذلك لما ورد في سورة الفجر بالقرآن الكريم عن الليالي العشر التي أرجعها المفسرون إلى الليالي العشر من ذي الحجة".

ومن فضل العشر من ذي الحجة أن الأعمال الصالحة فيها أفضل من سواها، فرُوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، وقيل إنه كان يقصد العشر من ذي الحجة، وأن العمل الصالح فيها أعظم من الجهاد في سبيل الله.

وأضاف أن هناك 13 عملاً مستحب القيام بها في تلك الأيام وهي: الحج والعمرة، والصلاة لوقتها، وقراءة القرآن، والأضحية، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والتوبة والاستغفار، وكثرة الذكر، والتهليل والتكبير والتحميد، والصوم، والدعاء يوم عرفة.

وفيما يخص صيام اليوم التاسع من ذي الحجّة وهو يوم عرفة فهو مشروع لغير الحاجّ، فقد قال النبيّ عليه الصلاة والسلام: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ)، ويوم عرفة من أيّام الله العظيمة، وحَريّ بالمسلم أن يستغلّ فيه نَفَحات الرحمة، كما يُستحَبّ أن يصومه المسلم غير الحاجّ ابتغاء تكفير ذنوبه.