في وقتنا الحالي ومع ازدياد عدد الخريجين من مختلف التخصصات قد يقع الخريج حديثاً في تحدٍّ للحصول على وظيفة مناسبة، وقد تطول هذه المدة أو تقصر. فماذا يصنع الخريج إذا لم يستطع الحصول على فرصة وظيفية وكم ينتظر لأجل ذلك خصوصاً وأن البقاء بلا عمل أمر وارد جداً.
والذي لمسته من بعض الخريجين سرعة اليأس إذا لم يجد وظيفة خلال الأشهر التي تلي التخرج، وبالتالي يميل إلى تصديق وتكرار كل خبر مُحبط وسلبي عن واقع سوق العمل فيجتمع عليه تضييع الوقت فيما لا ينفع وإشاعة اليأس والإحباط في نفسه.
والواقع أن هناك فرصاً كثيرة ولا يُشترط أن تكون في القطاع الحكومي أو الخاص، ولا يشترط أيضاً أن تكون في نفس التخصص الذي درسته وتعلمته في الجامعة، وكم من خريج من قطاعات مختلفة يعملون في مجالات بعيدة عن تخصصاتهم وقريبة لمهاراتهم التي اكتسبوها وتعلموا أساسياتها كالتصوير أو التصميم أو المونتاج أو غيرها.
والخريج الذي يمتلك مع الشهادة الجامعية مهارات نوعية فإن ذلك سيسهل عليه الحصول على وظيفة أسرع من غيره، وسواء اكتسب المهارات من خلال دورات رسمية وحصل على شهادة معتمدة أو لم يحصل فالمهم هو تعلم المهارة بشكل متقن، وبالأخص فيما تستمتع في القيام به ويسهل عليك تعلمه فذلك مما سيساعدك على التميز والإبداع فيها.
وقد يكون هذا الأمر سبباً في دخولك لعالم المشاريع والأعمال الحرة وتُقرر بعدها أن تفتح مشروعك الخاص بدل الانتظار لحين الحصول على وظيفة.
وتأكد أن الشخص الذي يمتلك أكثر من مهارة ووصل لدرجة مُتقدمة فيها أن هناك الكثير من الأبواب والفرص التي ستُفتح له للقيمة الكبيرة التي يُشكلها هذا الشخص لأي مؤسسة يعمل فيها، والعكس صحيح فالذي لا يمتلك أي مهارة بارزة ولا قوة في اللغات ففي الغالب سيواجه ضغط كبير وتحدي للحصول على وظيفة تتناسب معه بخلاف الذي يمتلك مهارات نوعية مطلوبة في سوق العمل بالإضافة لشهاداته الأكاديمية.
فامتلاكك لمهارة نوعية هو ما سيُميزك بين العدد الكبير من الخريجين ويُسهل مهمة الشركات في توظيفك بإذن الله ويرفع من مستواك، وهذه كلها من الأسباب المهينة على الحصول على عمل ينبغي الاعتناء بها مع الإيمان بأن التوفيق والرزق في نهاية المطاف من الله تعالى حتى لا يقع الإنسان في التسخط بعد بذل جميع الأسباب المتاحة.