سماهر سيف اليزل

عاد مشهد الغضب والانفعال لدى الصائمين يطغى على حياة كثيرين منهم، من بوابة التأثر بنقص المنبهات والحاجات النفسية التي تزداد وقعاً خلال شهر رمضان، إلى جانب التعاطي اليومي مع المؤثرات المصاحبة للشهر الفضيل مثل قلة النوم ومشاهدة المسلسلات بكافة أنواعها.

وتقول د.إشراقة برقو إن كثيراً من الأشخاص يعانون من العصبية الزائدة خلال ساعات الصيام، مشيرة إلى أن الكثيرين يربطون بين شهر رمضان وساعات الصيام وبين زيادة الغضب، وهذا غير صحيح، فالغضب لا علاقة له بالصيام، ولكنه يرجع إلى بعض العادات غير الصحية التي اعتاد عليها الفرد قبل وبعد رمضان ويمنعها وقت الصيام مما يؤدي إلى حدة التوتر، فبعض الأسباب ترجع إلى توقف الفرد عن تناول شيء يدمنه ويتعلق ذلك بمدمني المنبهات مثل الشاي والقهوة والسيجارة أو الشيشة.



وأكدت برقو أن هذه الأشياء من شأنها أن تزيد الغضب والانفعال لدى متناوليها نتيجة اعتيادهم على تناولها بشكل مستمر وأثناء انقطاعهم عنها لا يقدرون، ويظل لديهم رغبة في تناولها مما يزيد من حدة الغضب خلال فترة الصيام، مشيرة إلى أن هذه الفترة التي تحتوي على التوتر تستغرق من أسبوع إلى عشرة أيام، وهي الفترة التي يسحب فيها المنبه من الجسم، ووقتها لابد من اعتياد الجسم والبعد عن المكيفات حتى يستطيع الفرد استكمال شهر رمضان في هدوء.

وبينت أن أسباب الغضب في رمضان لا تقتصر على هذه الأسباب بل إن هناك أسباب أخرى، أبرزها نقص الماء خلال ساعات الصيام، الذي يكون مسؤولاً بشكل أساسي عن اضطراب وظائف خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى زيادة العصبية والتوتر وضعف التركيز، حيث إن الماء يشكل 75% من الدماغ وله دور كبير في عمله، ويفرز الدماغ مواداً كرد فعل على نقص المياه، وغالبا تكون هذه المواد لها دور مهم في زيادة التوتر والعصبية بشكل كبير، كما أن الدماغ يعتمد على الجلوكوز في حصوله على الطاقة، وقد يؤدي نقص الجلوكوز في الدم إلى زيادة العصبية والانفعال.

وأوضحت أنه من الأسباب الأخرى التي تؤدي أيضاً إلى الغضب والتوتر خلال ساعات الصيام السهر وقلة ساعات النوم، نتيجة العمل أو مشاهدة المسلسلات التي تكثر وتتنافس في رمضان، فتكون ساعات النهار شاقة وقتها خاصة مع قلة الساعات بين الإفطار والسحور، وذلك على عكس النوم مبكراً من شأنه أن يعطي نتيجة إيجابية في تحسين المزاج، فهناك بعض الأشخاص الذين يلجؤون إلى عدم تناول وجبة السحور من أجل النوم، وهذا يعد خطأ أيضاً، لأن هذه الوجبة هي التي تعطي الجسم الطاقة وتساعده على العمل خلال ساعات الصيام وتقلل من حدة الشعور بالعطش، والحل هنا يكمن في التعجيل بالإفطار والحرص على تناول وجبة السحور، واختيار الغذاء الصحي الذي يحتوي على الفيتامينات التي تمد الجسم بالطاقة، والمتمثلة في الخضروات والفاكهة، والبعد عن الدهون، والتقليل من تناول الحلويات لأنها تزيد الإحساس بالعطش.

وأوصت برقو الصائمين بتناول الأغذية ذات المؤشر السكري المنخفض، لتجنب انخفاض السكر أثناء الصيام، وما يسببه من توتر، والتقليل من شرب المنبهات عموماً، وإذا كنت معتاداً على شرب القهوة، يمكنك تناول فنجان مركز منها قبل الإمساك لتجنب الصداع في اليوم التالي، ضرورة شرب ما لا يقل عن 8 إلى 10 أكواب من الماء يومياً لتجنب التأثيرات العصبية السيئة للجفاف، النوم لمدة كافية واتباع نظام غذائي صحي متوازن ومتكامل، بالإضافة إلى التفكر في جوهر الصوم والغاية منه، والتركيز على استغلال شهر رمضان في الخير والطاعة، للتخفيف من أسباب التوتر والعصبية، خلال وقت الصيام.