فاجأ البنك المركزي الأسترالي المستثمرين برفع معدلات الفائدة بأكثر من المتوقع بواقع الضعف، محذرا من إمكانية رفع الفائدة أكثر، في وقت يحاول فيه المسؤولون السيطرة على التضخم المرتفع بشكل "كبير".

وارتفعت عائدات السندات وتراجعت الأسهم بعد قرار بنك الاحتياطي الأسترالي برفع معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس - وهي أكبر زيادة منذ فبراير 2000 - إلى 0.85%، وكانت التوقعات تشير إلى رفع الفائدة بـ 25 نقطة أساس.



وقال حاكم المصرف المركزي، فيليب لو، "أن معدل الإقراض الأساسي لبنك الاحتياط سيرتفع بنصف نقطة مئوية إلى 0,85%"، مما فاجأ المحللين الذين كانوا يتوقعون بأن يتم رفعه بربع نقطة.

وأشار إلى أن الدعم "الاستثنائي" للاقتصاد عبر المعدلات المنخفضة سيتواصل.

وتأتي الخطوة في وقت أدى التضخم إلى ارتفاع سعر الخس مثلا بنسبة 300%، بينما زادت أسعار المنازل المرتفعة أساسا في المدن الرئيسية بربع قيمتها منذ بدء الوباء.

وقال لو "بينما يعد التضخم أقل من ذاك المسجّل في اقتصادات أخرى متقدمة، إلا أنه أعلى مما كان متوقعا في السابق".

وذكر أن "عوامل دولية من بينها اضطرابات في سلاسل الإمداد مرتبطة بكوفيد وحرب أوكرانيا تساهم في الجزء الأكبر من هذه الزيادة في معدل التضخم"، بينما حذّر من أن "عوامل داخلية تلعب دورا أيضا" في هذا الصدد.

وأشار إلى أن من بين هذه العوامل الداخلية الذي تؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم إلى 5.1% الشح في فرص العمل والفيضانات واسعة النطاق.

وأدخل الوباء الاقتصاد الأسترالي في أول ركود له منذ جيل بينما لم يكن التعافي قويا.

ويؤثر رفع المعدلات بشدة على بلد تعد فيه مستويات الدين مرتفعة نتيجة قروض الرهن العقاري باهظة الثمن.

وأفاد لو بأن المصرف سيراقب الوضع عن كثب لتحديد إن كانت هذه الصدمة المزدوجة ستؤدي إلى انخفاض الاستهلاك أكثر من المتوقع.

كما حذّر من مخاوف بشأن التوقعات المستقبلية العالمية في وقت تؤدي الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا إلى رفع أسعار الطاقة والمواد الزراعية.

وأكد المصرف "هناك ضبابية مرتبطة بكوفيد، خصوصا في الصين".