مروان حاتم


نشر الصحفي والناشط العراقي علي فاضل، مقطعا خامسا من التسجيل الصوتي المسرب لرئيس «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، حيث تضمن التسريب الجديد دعوة المجتمعين إلى إراقة الدماء بالعراق بموافقة مراجع وقيادات بها شرعية.

وقال المالكي في هذا التسريب، إن «الفتح والكتائب والعصائب وسيد الشهداء وبدر تابعين لإيران، أما قادة الحشد لايهمهم شيء غير المزارع والأموال وهم بعالم آخر».

وجاء تعليق المالكي بحسب التسجيل الصوتي، تعقيبا على كلام أحد المشاركين في اجتماع عدة أشخاص مع المالكي، قال في بدايته أحدهم، «إن الحكومة العراقية لن تتشكل حاليا، وسنعيق تشكيلها إلى أن تعود لملعبك» في إشارة للمالكي.


وأضاف المتحدث ببداية التسجيل الجديد، موجها كلامه للمالكي «وسنجعلك انت القيادي وتتولى زمام الأمور، هذا مخططنا ولدينا من يدعمنا، أناس ثقال في كل المحافظات، وحتى على مستوى قيادات».

وتابع «نحن اتيناك صحيح شباب، ولكن كل واحد بنا خلفه جش كامل، ونحن نتعهد لك بالولاء والبيعة وخدمتك»، ليرد المالكي «الله يحفظكم».

وقال المتحدث الذي يدعى بحسب المقطع أبو حسن «أنا ثالث مرة أجيك، وانت الوحيد الي ما خنت الشيعة».





ليظهر متحدث آخر يعزز كلام ما قاله المتحدث الأول قائلا «تعزيزا لكلام أخوي أبو حسن، معاوية لعنة الله عليه، أعطى الأموال حتى يحارب جيش علي سلام الله عليه، وأمير المؤمنين كسب بغض الناس وقتها وللآن لان ذي الفقار قتل على يده، احنا لازم تصير دماء حجي، وهاي الدماء بيها شرعية، يعني احنا مراجعنا على رأسهم سماحة آية الله الميرزا يشير بالدماء الجديدة، وفتوى موجودة بهذا الشي، لازم يصير دماء لأن أكو ناس ما تكعد إذا مو دماء جديدة، واحنا مستعدين نضحي للعقيدة والوطن والعرض زين، والمذهب، فيجب ان تراق دماء جديدة لكن بخطة عمل صحيحة بقيادة مراجع وبقيادة ناس حكيمة مثل جنابك الموقر» في إشارة لرئيس «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي.

ورد المالكي بموافقته على ما جاء بكلام المتحدثين، وقال إن الفتح والكتائب والعصائب وسيد الشهداء وبدر تابعين لإيران، أما قادة الحشد لايهمهم شيء غير المزارع والأموال وهم بعالم آخر.

وقال المالكي بحسب التسجيل «ما عارفين الوضع الإيراني الآن أكو خط الحرس وخط الاطلاعات، واكو مشكلة بين الحكومة وبين الحرس في زمن رئيس الجمهورية الي راح..شسمه .. روحاني.. اجى السيد رئيسي تقريبا تقارب الخطين، خط السيد خامنئي والحرس ورئيس الجمهورية والاطلاعات».

وأضاف «الحرس ما ينطون مجال للاطلاعات يتدخلون بأي حدث، الحرس همه غيرهم ما حد يقدر يتدخل.. آني رحت لإيران وحجيت ويه ولايتي ويه رئيس مجلس قضاء الشورى ووزير الاطلاع، كلهم على كلمة وحدة، ولكن بالأخير يقولون إن الأمر بيد قآني.. فالأمر بيدهم الحديث يصير مع الحرس».

ووجه المالكي حديثه للمجتمعين معه، «انتوا خلي جهودكم ويا الحرس» في إشارة للحرس الثوري الإيراني.

وقال المالكي في إشارة إلى لقاءاته مع وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللاهيان «أمير مو ويه الحرس، فالآن من يجي يمي واتكلم وياه، لغته العربية مالته جيدة، كان موجود كاقعد يم محسن رضائي، وخابرني محسن رضائي وراح يم فلان وخابرني، فخلوا جهدكم مع الحرس».

ويأتي التسريب الجديد للمالكي بعد ساعات من تظاهر العشرات من أتباع التيار الصدري في مدن عدة بمحافظة ذي قار؛ للتنديد بالتسريبات الصوتية المنسوبة لرئيس ائتلاف دولة القانون.

واتهم المالكي، في سلسلة تسريبات صوتية نشرها الإعلامي العراقي علي فاضل، مقتدى الصدر بقتل آلاف العراقيين، ووصف الصدريين بـ«الجبناء»، كما قال المالكي إن «الحرب الشيعية» قادمة.

وتعليقاً على تلك التسريبات، طالب مقتدى الصدر نوري المالكي باعتزال العمل السياسي، وتسليم نفسه إلى القضاء.

فيما بدأ القضاء العراقي، اليوم الثلاثاء، في إجراء تحقيقات رسمية، بشأن التسريبات الصوتية المنسوبة لرئيس ائتلاف دولة القانون.

جاء ذلك بعد تصاعد المطالبات من قبل جهات سياسية، وأوساط شعبية، بضرورة التحقيق فيما ورد بحديث المالكي، خلال تسريبات صوتية، نشرها الصحفي العراقي علي فاضل.

وقال مجلس القضاء الأعلى في بيان، إن«محكمة تحقيق الكرخ تلقت طلبا مقدما إلى الادعاء العام لاتخاذ الإجراءات القانونية بخصوص التسريبات الصوتية المنسوبة للسيد نوري المالكي“. وأضاف، يجرى حاليا التحقيق الأصولي بخصوصها وفق القانون».

وبعد انتشار تلك التسريبات طالبت المحامية زينب جاسم باقر المدعي العام في محكمة الكرخ بـ «طلب إخبار» لمعرفة حقيقتها وتفاصيلها.

كما طالبت قيادات في التيار الصدري المالكي بتسليم نفسه إلى القضاء، فيما انطلقت حملة على موقع تويتر للمطالبة بذلك.

وقال القيادي في التيار إبراهيم الجابري، مساء أمس، في تدوينة عبر «فيسبوك»: «نوري سلّم نفسك».

فيما قال النائب السابق عن التيار غايب العميري، إن «العد التنازلي لسقوط الرؤوس الكبيرة الفاسدة بدأ».

وما زالت الساحة السياسية في العراق، تعيش أصداء تلك التسريبات، كما انشغلت بها الأوساط الاجتماعية، على مواقع التواصل، وصولا إلى انطلاق احتجاجات في بعض المناطق.

وتظاهر العشرات من أتباع التيار الصدري في مدن عدة بمحافظة ذي قار؛ مساء أمس، للتنديد بتسريبات المالكي.

وبدأت صفحات مؤيدة للصدر تتداول بيانات لزعماء قبليين بضرورة محاسبة المالكي، وداعمة للصدر، فيما تتداول صفحات أخرى بيانات عن ضرورة بقاء العشائر مستقلة، وعدم انخراطها في السجال السياسي.

وأثارت تلك الأجواء قلقا لدى شرائح واسعة من العراقيين، في ظل الاستنفار الحاصل، والغضب لدى أنصار الصدر، ما يهدد باندلاع صدام بين تلك الأطراف، خاصة وأن التيار الصدري شمل بنقمته جميع قوى «الإطار التنسيقي» بدعوى عدم براءتها من تصريحات المالكي، وعدم فض تحالفها معه.

وجاءت سلسلة التسريبات التي نشرها الإعلامي العراقي، المقيم في الولايات المتحدة، علي فاضل، في ظل خلافات محتدمة بين الصدر والمالكي حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، رغم انسحاب الصدر.

في الجزء الأول من التسجيل المسرب، اتهم المالكي بارزاني بـ«ضرب الشيعة» عبر احتضان «السنة»، واختراق الوضع الشيعي باستخدام مقتدى الصدر، وفق قوله.

واعتبر أن «مسعود بارزاني احتضن السنّة وصار ملجأ لهم، واتفقوا مع الصدر على اختراق الوضع الشيعي عبر تخطيط مسبق».

وفي التسجيل الثاني، قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق: «أنا أعرفهم (الصدريين).. ضربتهم في كربلاء وفي البصرة وفي مدينة الصدر.. جبناء... والآن صاروا أجبن لأن أيديهم صارت متروسة دهن وفلوس وحرام»، بحسب تعبيره.

وتابع: «هؤلاء أكلوا الحرام.. فرهدوا أموال الناس وأموال الدولة وقتلوا واستباحوا الدماء.. شكد (كم) قتل مقتدى الصدر من بغداد؟».

أما التسجيل الثالث فقد أشار إلى أن «منظمة بدر لديها قوة وتأخذ رواتب لـ30 – 40 ألف مقاتل، كما أن مقتدى الصدر لديه ألفا جندي في سامراء، لكنه يتسلم رواتب لـ12 ألفا».

فيما تطرق المالكي في التسجيل الرابع إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد حربا شيعية – شيعية، وأنه يستعد لها عبر تجهيز 10 – 15 مجموعة مسلحة، فيما قال إنه سيشن هجوما على النجف في حال بدأ مقتدى الصدر هجوما.

ونفى المالكي تحدثه بهذا الكلام، واتهم جهات بتلفيقها لإحداث فتنة مع الصدر، باستخدام التقنيات الحديثة، فيما وجّه الصدر أتباعه بعدم الاكتراث لها، وقال: «لا نقيم له وزنا»، في إشارة للمالكي.