توجه العم أبو نبيل إلى محل صديقه العم محمد، متهكم الوجه غضبان أسفاً. وخلال ما كان يشكو إليه سوء حال ابنه البالغ من العمر ستة عشر عاماً، بسرعة فائقة تناول علبة دخانه من جيبه أشعل سيجارته أخذ أول رشفة منها وهو يتأمل الدخان الكثيف المنبعث من فمه؛ قال وبصوت غاضب مستنكر: «اكتشفتُ يا صديقي أن ابني يدخن سراً»..

لترتسم علامات التعجب والانبهار على وجه العم محمد؟!! ويتجاهل كلامه بصمته البارد.

موقف العم أبي نبيل ليس الوحيد في يومنا. فكما يقال: «الابن سر أبيه». فللأسف فإن هذه الصورة تنمو بسرعة وتزدان وتتكرر وأصبح الأمر مشاعاً خاصة «السيجارة والشيشة الإلكترونية» بين جيل الشباب، حتى وإن كان الأهل غير مدخنين.

ومنذ فترة صغيرة، استوقفني وبشدة الحوار الذي أجراه الزميل وليد صبري الغندور مع استشاري طب العائلة د.كاظم الحلواجي لـ«الوطن»، مبيناً أن 20% نسبة زيادة تدخين التبغ في مملكة البحرين بالسنوات الأخيرة وهذا ليس بمستهجن أو مستغرب ونحن نستلم مع قائمة الطعام في بعض المطاعم قائمة خاصة بأنواع الشيشة والنكهات، عدا عن المقاهي الموزعة بين الأزقة والأحياء. والمؤلم عندما ترى دخان السيجارة الإلكترونية مغيماً في سيارات الشباب والبنات. تعبنا ونحن نردد أن الدخان يسبب السرطان! ولكن للأسف المدخن لا يريد أن يسمع أو يستوعب ودائماً تجده لفعل التدخين مبرراً! ولا يمكننا أن نستهين بالمدخن السلبي وهو الشخص الذي يستنشق نسبة 15% من الدخان.

ولابد من التوعية أن أضرار التدخين لا تصيب الفرد بشخصه الكريم فقط وإنما تؤثر على مجتمع بأكمله وصولاً إلى البيئة ومروراً بالأزمات والمشاكل الصحية التي سيعاني منها سواء اليوم أو الغد، وستكون عبئاً عليه وعلى من حوله وعلى الديرة.

مستقبل ديرتنا، أبناؤنا، اقتصادنا، بيئتنا مسؤوليتنا جميعاً. البداية من الأهل، ومن ثم البيئة التعليمية والبرامج التوعوية والتثقيفية من الجهات الشبابية والرياضية والثقافية وأيضاً الصحية والإعلامية والمراكز الاجتماعية كل في مجاله وعلى جميع المستويات. ولا أحد يسارع بالقول؛ «إن التدخين حرية شخصية»، فهو كذلك وأنت مُحق في حال أن ضرره كان عليك أنت فقط!