إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قال «إننا نخطط للتعامل مع جرائم أمريكا والكيان الصهيوني وسنرد عليها بشكل حاسم.. في الوقت المناسب، ولن نتوقف عن القتال في ميادين المقاومة.. وسنواصل الصمود» وبعدها أعلن عن أن «حزب الله يخطط لتوجيه آخر ضربة للكيان الصهيوني وإزالته من الوجود.. في الوقت المناسب»!

لا أحد يعرف متى هو الوقت المناسب الذي يتحدث عنه قاآني ولا الخطط التي سيتم اعتمادها ولكن العبارة توحي بأنه لا النظام الإيراني ولا «حزب الله» ولا «حماس» ولا من يلف لفهم سيفعل شيئاً لأهل غزة الذين ازدادت أعداد ضحاياهم وجرحاهم منذ الجمعة الماضية، ولا لفلسطين. وحتى الصواريخ والقذائف التي قالوا إنهم عملوا على توفيرها للمقاومة الفلسطينية لم يصل إسرائيل إلا بعضها وكان تأثيرها محدوداً.

كل الذي قاله مسؤولو تلك الميليشيات قبل الهدنة هو أنهم يناصرون أهل غزة ويقفون إلى جانبهم، لكنهم لم يفعلوا شيئاً ولم يتمكنوا حتى من وقف الضربات التي وجهت إليهم حينها. وهذا يعني أن ما قاله قاآني لا قيمة له ويصنف في باب الضحك على الذقون، وكذلك ما قاله حسن نصرالله من أن «حزب الله» يتابع ما يجري باهتمام، وما قاله قادة «حماس» وملخصه أنهم يعملون ليجعلوا إسرائيل تعيش القلق ويقضي أهلها يومهم وهم ينتظرون الضربة الموجعة.

ما حصل لأهل غزة أخيراً يؤكد من جديد أن حل القضية الفلسطينية لا يتحقق بالمواجهات لأنه ببساطة وبصراحة إسرائيل هي الأقوى عسكرياً، ولأنه ببساطة وصراحة أيضاً لم يفعل أصحاب «محور المقاومة» للفلسطينيين حينها مفيداً.. ولن يفعلوا.

إلى كل من يعنيه أمر الفلسطينيين.. عبارة «نقف مع الشعب الفلسطيني الشجاع ونطالب المجتمع الدولي بالتحرك ضد جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين» لا تنفعهم، وكذلك الشجب والاستنكار والإدانة بأشد العبارات والتحذير من أن ما يجري «سيقود إلى تصعيد خطير وموجات من العنف».