- عندما تحب الآخرين وتحب لهم الخير والسعادة، فإنك بلا شك ستكون رحيماً بهم شغوفاً للقرب منهم والاستمتاع معهم بجمال الحياة، والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم وحكمتهم التي ستكون لك الدافع الكبير للمزيد من العمل والعطاء.

- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة». فما أجمل أن تعد العدة وتتهيأ لمواسم الطاعات، وتتجهز كما تتجهز لمواسم السفر للسياحة، وما أجملها من سياحة إيمانية في رحاب بيت الله الحرام، تتخفف فيها من أثقال الحياة، وتغسل نفسك من تعب الأيام، وتناجي الله عز وجل في أجمل وأطهر بقاع الأرض. إنها المتابعة التي تجعلك في كنف المولى عز وجل، فلا أجمل ولا أنقى ولا أحلى من مكان تتنزل فيه الرحمات وتسكب فيه الدمع، وترتوي من ماء زمزم لتطهر نفسك من الأدران. اللهم لا تحرمنا من فضلك وزيارة بيتك الحرام أعوامًا بعد أعوام.

- المُخلص في عمله هو ذلك البارع في صناعة الأثر في حياته، وهو الذي يعرف المسير الصحيح نحو الإنجاز، فلا ينتظر أن يسأله مسؤوله في العمل عن عمله حتى ينجزه، ولا ينتظر أن يخاطب برسالة يسأل فيها عن سبب تأخير لإنجازه. بل تراه الأول في كل شيء، فتعتمد عليه في جل الأعمال، وترى إتقانه يضيء سماء الإنجاز في كل حين، لأنه لا يقبل إلا أن يكون فائزاً في كل أعماله والأول في كل مقام، فتراه يرتقي دائماً إلى مرتبة «الإحسان» ويعرف كيف يستفيد من وقته في الخير والإنجاز واستثمار كل دقيقة في العطاء والإبداع وصنع الأثر الجميل. هذا من تحافظ عليه؛ لأنه الشخص المناسب في المكان المناسب.

- هناك من ينتظرك وفاء لك وحباً في جمال نفسك وجمال الأيام التي عاشها معك. وهناك من ينتظرك ليسلم عليك تأدية لواجب الأخلاق. وهناك من ينصرف عنك بعيداً ويعرض عنك لمرض أخلاقي يعاني منه منذ أمد بعيد. في كل الأحوال سترتمي في أحضان صاحب الوفاء الأصيل والطبائع الفريدة والأخلاق النبيلة، فهو الباقي أثره في حياتك، وهو من يزاملك بروحه في أيام المسير، بدون أن تنطق بكلمة أو تكتب رسالة إلى «قلبه الجميل».

- نحتاج أن نبرهن للمجتمع أن الخبرات الناضجة والدماء الشابة يجب أن تعمل معاً في مساحة واحدة حتى تدفع بعجلة التغيير والنماء في مختلف الميادين، فكلاهما يعطيان التغيير المطلوب في محيط الأعمال. التغيير الذي يجب أن يشمل كل مناحي الحياة.

- هنيئاً للطلبة وللمدرسين عودتهم المتكاملة لمقاعد الدراسة بدءًا من العام الدراسي الجديد، فهي بشرى خير للعودة لمقاعد الدراسة وتلقي العلم وجهاً لوجه، والاستفادة من الانخراط الاجتماعي مع الآخرين لتقوية الشخصية وبخاصة لصغار السن. وفي الوقت ذاته يجب ألا نغلق صفحات «التعليم عن بعد» فهي صفحات يجب أن تستثمر في مجالات تعليمية كثيرة من أجل التواصل الفاعل بين الطالب والمدرسة والجامعة، أو من خلال بعض المساقات التعليمية والتدريبية التي من الممكن استثمار الأوقات من خلالها للتعليم عن بعد. وفق الله الجميع لكل خير.

ومضة أمل

اللهم يسر أمورنا واشرح صدورنا ووفقنا إلى ما تحبه وترضاه.