لم تستوفِ مذكرات جاريد كوشنر أيّاً من المعايير الكلاسيكية التي كان حتى المؤلفون والمسؤولون الغربيون يستخدمونها من أجل تعريف الأمانة العلمية، فما بالكم حين يقرؤها من تحدثت عنه في الخليج العربي، خصوصاً نحن في الكويت حين نجد صهر ترامب، في مذكراته هو يسرق جهد المرحوم الشيخ صباح الأحمد في المصالحة الخليجية وينسبها لنفسه!

يقول كوشنر قبل انتهاء اجتماعي مع الأمير محمد بن سلمان، سألته عما إذا كان قد أحرز أي تقدم مع قطر؟ قال بن سلمان إنهم أعدوا مقترحاً سيرسلونه إلى القطريين عبر الكويت، التي كانت تعمل كوسيط لهم. قلت لبن سلمان سأسافر إلى قطر صباح الغد لرؤية الشيخ تميم، يمكنني أخذ العرض معي. قال بن سلمان إنه سيفعل ذلك قبل أن أصعد على متن الطائرة؛ فقال كوشنر طرحت سؤالاً آخر: إذا كان يريد التحدث، فهل ستكون منفتحاً على إجراء مكالمة مع الشيخ تميم بن حمد؟ فأشار محمد بن سلمان إلى أنه سيكون كذلك.

يقول كوشنر: «سلمت الوثيقة إلى الشيخ تميم، وبدأ في قراءتها؛ ثم سألته عما إذا كان مستعداً لإجراء مكالمة سريعة مع الأمير محمد؟ واقترحت إنشاء قناة اتصال بين الشيخ محمد بن عبدالرحمن ونائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، مع وزير خارجية الكويت، الدكتور أحمد الناصر، للتوسط في المناقشات». يضيف كوشنر «كان الجو مهيئاً فقلت هل لديك غرفة اجتماعات يمكنني استخدامها للاتصال بمحمد بن سلمان؟ وسرعان ما كنت على الهاتف مع الأمير محمد، وأطلعه على حديثي مع الشيخ تميم. قلت هل تمانع في الانتظار لمدة دقيقة واحدة؟ ودخلت مكتب تميم ووضعت الهاتف على مكبر الصوت. استقبل تميم محمد بن سلمان باللغة العربية، وتحدث الزعيمان لمدة عشر دقائق تقريباً. وعندما أغلق تميم الخط، كانت الغرفة صامتة.. كسرت الصمت وسألت هل كانت تلك مكالمة جيدة أم سيئة؟ انفجر الجميع في ضحك عصبي؛ ثم شكرني تميم وقال إنها كانت مكالمة رائعة وإنه منفتح على استئناف المحادثات».

بالعجمي الفصيح

إذا كان كوشنر لم يتردد في أن ينسب إنجازات عمه ترامب لنفسه، فكيف لا نتوقع منه نسب نجاح المصالحة الخليجية لنفسه بمكالمة ثلاثين دقيقة مقارنة بجهود المرحوم الشيخ صباح لثلاث سنوات؟!