لم أدخل إلى عالم الصحافة في «عصرها الذهبي» لكنني أدركت منذ نعومة أظفاري أنها واحدة من أهم الوسائل الإعلامية، حيث كنت قارئة للصحف حينها رغم أنه لم يكن هناك أحد من جيلي يقبل على الصحف أو يقرأها لكنني رأيت الجيل الذي يكبرني يستمد معلوماته وأخباره وأبرز أحداث المجتمع من الصحافة.

لازال هذا هو جوهر عمل الصحفيين والصحف المحلية، هي مرآة المجتمع، فرغم تحديات «الإعلام الجديد» إلا أن المعلومة إن خرجت كعنوان على إحدى الصحف المحلية فهي تصبح معلومة رسمية، ويتم تداولها فيما بعد على منصات وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها، ما يعني أن الصحافة هي الأصل والأساس.

يتحدث الكثير من أعمدة العاملين في قطاع الإعلام والصحافة عن التحديات التي تواجه القطاع، أبرزها الوصول إلى المعلومة، أذكر قبل 5 سنوات من الآن عندما كانت تسند إلي مهمة تغطية حدث معين، كان من السهل الوصول للمسؤول أياً كان خلال التغطية وسؤاله بشكل مباشر والحصول على معلومة تهم المجتمع، لكن مؤخراً بتُّ أصطدم بأمور لم أعهدها من قبل، وأذكر أحدها وهو أنه تم تكليفي بمتابعة أحد المواضيع البارزة على الساحة المحلية من ضمن مهام عملي واتصلت بأحد المعنيين ضمن قسم العلاقات العامة والإعلام في تلك المؤسسة (دون تسمية الجهة أو القطاع)، وبعد التعريف بالهدف الذي اتصلت من أجله ومكان عملي كصحفية، تفاجأت بالرد على عجالة بهدف إغلاق الهاتف والتهرب من الرد على السؤال: «أمم.. نحن مشغولون باجتماع إلى اللقاء»، أغلقت الخط وسط حالة من الذهول!

على النقيض، سرّني اهتمام وزارة التربية والتعليم الأسبوع الماضي بعقد مؤتمر صحفي بالتعاون مع مركز الاتصال الوطني يخص ممثلي الجرائد المحلية دون سواهم لإطلاعهم على أبرز المستجدات المتعلقة بالعودة إلى المدارس وشهدت شخصياً التجاوب مع الأسئلة الصحفية التي طرحتها وزملائي خلال المؤتمر.

إن كان صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء قبل ذلك كله اهتم ابتداءً بالقطاع الصحفي والإعلامي وحرص على إشراك الصحافة المحلية في أبرز الأحداث المحلية وأكد على دور الصحفيين في نقل المعلومة بكل تفانٍ ومهنية ووطنية وإخلاص، والحرص على التقاء أعضاء الحكومة برؤساء التحرير في أكثر من مناسبة وحدث محلي لإطلاعهم وإشراكهم في عملية اتخاذ القرار .. فأين الخلل في باقي الجهات عند التعاطي مع الصحفيين؟