تساهم الانتخابات بشكل أساسي في الحكم الديمقراطي. لأن الديمقراطية المباشرة، وهي شكل من أشكال الحكومة يتم فيها اتخاذ القرارات السياسية مباشرة من قبل الجسم الكامل للمواطنين المؤهلين.

الانتخابات هي المؤسسة المركزية للحكومات الديمقراطية. لماذا؟! لأنه، في الديمقراطية، تنبع سلطة الحكومة فقط من موافقة المحكومين. الآلية الأساسية لترجمة هذه الموافقة إلى سلطة حكومية هي إجراء انتخابات حرة ونزيهة تسهم في اتخاذ القرارات منها الصعبة هذا بجانب التشريع والمراقبة والمساءلة.

الانتخابات الديمقراطية ليست مجرد انتخابات رمزية، فهي انتخابات تنافسية ودورية وشاملة ونهائية يشارك فيها صفوة المجتمعات أو من يتمتعون بالقدرة على صناعة واتخاذ القرارات الصعبة تحت قبة البرلمان حيث يتم اختيارهم من قبل المواطنين الذين يتمتعون بضمانات تحمي وصولهم للإدلاء بأصواتهم بحرية واسعة وشفافية.

لا تقتصر الانتخابات الديمقراطية على اختيار المرشحين. بل يمكن أيضاً للناخبين أن يقرروا قضاياهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية وكل التحديات والمخاوف التي تهدد مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم، باختيار من يمثلهم بحيث يكون فاعلاً وقادراً على المشاركة الحقيقية في صنع القرارات الصعبة.

- انتقاد الحكومة: ما هو معيار الانتقاد للحكومة؟ الانتخابات الديمقراطية تنافسية. يجب أن يتمتع الأفراد والجماعات السياسية والمرشحون بحرية الكلام والتجمع والحركة اللازمة للتعبير عن انتقاداتهم للحكومة بشكل علني وتقديم سياسات ومرشحين بديلين للناخبين. إن مجرد السماح بالوصول إلى بطاقة الاقتراع لا يكفي. الانتخابات التي يمنع فيها النقد من الظهور أو تخضع صحفها للتقييد وعدم نشر الانتقاد أو الرأي الآخر، ليست انتخابات ديمقراطية. قد تتمتع السلطة التنفيذية بمزايا شغل المنصب، لكن يجب أن تكون قواعد وسير المنافسة الانتخابية عادلة ورصينة.

انتقاد البرلمان: الانتخابات الديمقراطية دورية. الديمقراطيات لا تنتخب أعضاء فاشلين أو غير قادرين على التعبير عن صوت من انتخبهم. أعضاء البرلمان المنتخبون مسؤولون أمام الشعب، ويجب عليهم العودة إلى الناخبين على فترات زمنية محددة للحصول على تفويضها للاستمرار في أدائهم أو تغييره. هذا يعني أن المسؤولين في أي دولة ديمقراطية يجب أن يقبلوا المخاطرة بالتصويت خارج مناصبهم. الاستثناء الوحيد هو الكفاءات التي يمكن أن تستمر متى استمر نجاحها في تلبية المطالب الشعبية بأمانة وإخلاص.

الخلاصة: تمكن الانتخابات الناخبين من اختيار الأعضاء ومحاسبتهم على أدائهم في مناصبهم. يمكن تقويض المساءلة عندما لا يهتم الأعضاء المنتخبون بإعادة انتخابهم أو عندما يكون حزب أو ائتلاف واحد، لأسباب تاريخية أو لأسباب أخرى، مهيمناً لدرجة أنه لا يوجد خيار فعلي للناخبين.

ومع ذلك، فإن إمكانية السيطرة على أعضاء البرلمان من خلال مطالبتهم بالخضوع لانتخابات دورية تساعد في حل مشكلة الخلافة في القيادة وبالتالي تساهم في استمرار الديمقراطية. علاوة على ذلك، عندما تكون العملية الانتخابية تنافسية وتجبر المرشحين أو الأحزاب على كشف سجلاتهم ونواياهم المستقبلية للرقابة الشعبية، فإن الانتخابات تكون بمثابة منتديات لمناقشة القضايا العامة وتسهيل التعبير عن الرأي العام.