في مبادرة كريمة أعلن عنها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب حفظه الله ورعاه في يوم الجمعة الماضي بشأن‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬تدريس‭ ‬التجويد‭ ‬وتحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم على إثر تفاعل سموه حفظه الله ورعاه مع‭ ‬مقطع فيديو للشيخ‭ ‬حسن‭ ‬الحسيني والذي كان يدعو فيه لدعم أساسيات ومبادئ‭ ‬تجويد‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وأهمية هذا المنهج في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬العربية، والتي باتت تضعف شيئاً فشيئاً بسبب ابتعاد الأطفال وأولياء أمورهم عن لغتهم الأم، والتركيز على تعلم بعض اللغات الأجنبية، والتي بات تأثيرها ينعكس سلباً على مبادئ القراءة الصحيحة وفهم أسس لغتنا العربية الفصحى.

وقد جاء هذا الإعلان ليثلج صدورنا في اليوم المبارك «يوم الجمعة» فدعم سموه لهذا المشروع يعد تعبيراً صادقاً لما يوليه سموه لتكريم وتعظيم كتاب الله وتعليم علومه، ولتشجيع فئة الأطفال والناشئة وأولياء أمورهم للتركيز على هذا الجانب بشكل أساسي بالإضافة إلى العلوم واللغات الأخرى، وقد اختص الله تعالى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه بهذا الفضل العظيم عبر دعمه ورعايته لأعظم مبادرة على وجه الكرة الأرضية والذي سيظل أثرها الطيب يصب كالغيث المنهمر في موازين حسناته أبد الدهر بإذن الله تعالى، فكم هو جميل أن نحيا في بلد يكرم العلم والعلماء ورجال الدين الأفاضل وحفظة القرآن ومعلمي حلقات التجويد.

ولا يخفى على أحد بأن اللغة العربية الفصحى والتي هي لغة القرآن الكريم تعد من أشرف اللغات على مر العصور، بالإضافة إلى أن علومها وفقهها ومعانيها تعد من أبرز العلوم، وقد كان العرب سابقاً يتسابقون على إرسال أطفالهم للبادية لتعلم أساسيات تجويد كتاب الله وفهم علومه باعتبار أن هذا المنهج يشتمل على عدة ركائز ومفاهيم أساسية ومنها الجوانب اللغوية والدينية والفكرية والثقافية وارتباطها في المرتبة الأولى بالقرآن الكريم الأمر الذي يميزها عن جميع اللغات الأخرى.

وختاماً أتوجه بخالص الشكر والامتنان لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه على دعمه هذا المشروع المبارك، وعلى اهتمامه ومتابعته الحثيثة لما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي وتفاعله مع القضايا المهمة التي تعود بالفائدة والخير والمنفعة على جميع الأصعدة، داعية الله المولى العلي القدير أن يمن على سموه وعائلته وأبنائه وذريته بموفور الصحة والعافية والعمر المديد والسعادة الأبدية، وأن يبارك له في عمره وذريته وعمله وسعيه، وأن يجزيه بالإحسان إحساناً.

والشكر موصول لكل من ساهم للتشجيع لهذه الفكرة المباركة، ولكل العاملين عليها ولكل من سيكون له أثر وبصمة طيبة في هذا المشروع، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَيرُكُم من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ».